يعتد مركز زراعة الأعضاء بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام حديث النشأة إذ لم يتجاوز عمر المركز العامين؛ ومع ذلك قدم انجازات كبيرة تسجل للوطن. وبدأ برنامج زراعة الأعضاء التابع لوزارة الصحة في المنطقة الشرقية نشاطه بعد التوجيه السامي من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين –حفظهما الله- بتدشينه في نهاية عام 2008م، والهدف الأساسي من تشغيله هو التخفيف من معاناة مرضى الفشل العضوي في المنطقة الشرقية والتقليل من سفرهم خارج المملكة. بناء مستشفى جديد وكشف المدير التنفيذي لمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام د. خالد الشيباني ل "الرياض" عن وجود دراسة لإنشاء مبنى جديد لمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، ملمحاً عن الرغبة في التوسع في المستشفى من خلال اعتماد وزارة المالية لمخصص لبناء مبنى جديد لاستيعاب الأعداد الهائلة من المرضى المراجعين ولطموحات الفريق الطبي بالمستشفى، مؤكداً على أن المستشفى يقدم جميع الخدمات لمرضاه باستثناء زراعة نخاع العظم والتي من المأمول العمل بها أواخر 2010م، متوقعاً بأن يزيد الاحتياج لزراعة نخاع العظم عن 100 زراعة في السنة، كما اوضح انه تم انجاز قرابة 61 عملية ناجحة؛ تشمل زراعات الكلى من الأحياء الأقارب ومن المتوفين دماغياً وزراعة البنكرياس وزراعة الكبد. عمليات ناجحة وأشار الشيباني إلى إن المستشفى استطاع زراعة الكبد الأولى من متبرع متوفى دماغياً لمريض سعودي عمره "17" سنة، حيث كان المريض يعاني منذ الصغر من توسع في القنوات الصفراوية، مما أدى إلى تعرضه في السنة الأخيرة إلى التهابات متعددة مع تلف الكبد وارتفاع في ضغط الوريد البابي، وبناء على حالته الصحية فقد تمت الزراعة له بكامل الكبد ولم يبق في العناية المركزة إلا يوما واحدا فقط، أما الحالة الثانية من الانجازات الطبية لمركز زراعة الأعضاء على مستوى الشرق الأوسط وهي لمريض سعودي في الخمسين من العمر يعاني من تلف كبد نتيجة فيروس ج وتأثر وظائف الكلى والكبد عند المريض؛ وقد زرع له من متوفى دماغياً وهو الآن بصحة جيدة. المريض ووالده بعد نجاح أول زراعة كلى نستهدف 20 مريضاً في السنة وحول المستهدف من عمليات زراعة الأعضاء أوضح بأنهم يستهدفون في السنة 15 إلى 20 عملية، مشيراً الى إنهم يسعون أيضاً إلى توطين العمليات للتقليل من تكبد عناء السفر على المرضى خارج البلاد، مبيناً بأن المريض الواحد يكلف الدولة خارجياً في زراعة الكبد مليون دولار، مؤكداً على أن الدولة صرفت من 100 الى 900 مليون ريال فقط لزراعة الأعضاء خارجها؛ وأن هدفهم الآن مع مستشفى الحرس الوطني ومستشفى التخصصي بالرياض من توطين هذه العلميات، مبيناً بان كل المرضى على مستوى المملكة سيتم تحويلهم الى هذه المستشفيات الثلاثة بتوجيه من وزارة الصحة. وبين الشيباني أن حالات المتوفين دماغياً التي تم الإبلاغ عنها لهذا العام بلغت "95" حالة وحالات الاستئصال "10" حالات و"19" حالة زراعة الأعضاء من المتوفين، مبيناً أن كل متوفى ممكن أن يستفيد منه تسعة أشخاص على الأقل. وعن نسبة العاملين السعوديين بالمستشفى التخصصي بالدمام قال د.الشيباني إنها تبلغ 52% وهذه نسبة جيدة ونسعى خلال الأعوام المقبلة إلى زيادة نسبة السعودة في كافة التخصصات الطبية والطاقم التمريضي والإداري والتشغيلي بالمستشفى. انجازات المركز وأوضح مدير مركز زراعة الأعضاء بمستشفى الملك فهد التخصصي د.محمد الصغير أن المركز استطاع تسجيل إنجاز سعودي على مستوى الشرق الأوسط، حيث قام بزراعة (51) كلية و(4)عمليات لزراعة البنكرياس و(3) عمليات كبد، وجميعها تكللت ولله الحمد بالنجاح، مؤكداً على أن طموحهم اكبر من ذلك من خلال توطين هذه العمليات بمساعدة كادر طبي سعودي متخصص. وفي سياق متصل فتح مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام باب الأمل أمام مرضى منطقة حائل المحتاجين لزراعة الأعضاء، وذلك خلال زيارة قام بها وفد متخصص في زراعة الأعضاء من المستشفى للمنطقة لبحث أوجه التعاون الصحي فيما يتعلق بالمرضى المحتاجين لزراعة (الكبد والكلى والبنكرياس) والتي بدأ المستشفى فى إجرائها بالدمام، حيث سيبدأ مستشفى الملك فهد التخصصي بفتح المجال لاستقبال الحالات المرضية التي تحوّل إليه من مستشفى حائل العام ومستشفى الملك خالد وحل مشاكل قوائم الانتظار بعد التنسيق المسبق بين الأطباء المتخصصين المشرفين على الحالات المرضية وفق معايير تطابق الأنسجة والخلايا. فريق زراعة الأعضاء بالمركز