يقصد بالبطالة الاقتصادية ان شخصاً ما يبحث عن فرصة عمل خلال مدة محددة ولا يجدها، هل هذه البطالة هي الموجودة في سوق العمل السعودي؟ بالتأكيد لا إنها بطالة اقرب إلى البطالة الهيكلية، حيث لا يجد الباحث العمل الذي يرغب فيه أو الراتب المقنع له. لكن هل إعانة البطالة التي وافق عليها مجلس الشورى بملغ 1000 ريال سوف تمكن العاطلين من إيجاد فرصة عمل أو إنها سوف تضعف من حماسهم في البحث عن وظيفة؟. إذا الهدف الأول من إعانة العاطلين هو تعويض دخول من فقدوا وظائفهم جراء تسريح أصحاب الأعمال لبعض العاملين لديهم بسبب خسارتهم أو لسوء الظروف الاقتصادية ، بينما الهدف الثاني هو تخفيف الأثر السلبي للبطالة على الاقتصاد الوطني بشكل عام وعلى الاقتصاد المحلي بشكل خاص، نتيجة لتسريح تلك العمالة أو لظروف موسميه. فإن معدل البطالة عادة يرتفع بشكل كبير في فترات الكساد والركود عنه في أوقات النمو والتوسع وتصبح الإعانة مبررة من أجل أن يحافظ العاطل على حد أدنى من الدخل بعد فقدانه لوظيفته، مما يحفز الطلب على السلع والخدمات في المنطقة التي تعرضت لتلك البطالة، أو بمعنى آخر إن إعانة البطالة تدعم القوة الشرائية للمستهلك. ففي الولاياتالأمريكية ليس كل عاطل مؤهل للحصول على تلك الإعانة إذا ما ترك عمله باختياره أو تم فصله لسبب ما أو دخل سوق العمل للتو أو دخل سوق العمل من جديد مرة ثانيه، حيث إن أقصى مدة لدفع إعانة العاطل 26 أسبوعا تبدأ من بعد أول أسبوع من الانتظار وفي بعض الولايات تزيد بعدد قليل من الأسابيع، وتمثل تلك الإعانة ثلث إجمالي متوسط أو اقل من متوسط الرواتب، فعلى سبيل المثال في 2009م متوسط الإعانة يتراوح ما بين 190.21 دولاراً في المسيسبي إلى 313.06 دولاراً في يوتاه. إن التوسع في إعانات البطالة يؤدي إلى تقليص حجم القوى العاملة ويمارس ضغوطاً على نمو إجمالي الناتج المحلي متسبباً في انخفاض مستويات الإنتاجية، فقد أوضح (سمر) من البنك الدولي (وكم كلارك ) من جامعه هارفارد إن إعانة البطالة تضاعف عدد العاطلين إذا ما استمرت لأكثر من 3 شهور، ما يحفز على استمرارية البطالة لأجل طويل، ويضعف رغبة العاطلين في أي فرصة عمل لأنهم يصرون على الحصول على رواتب مرتفعة. كما ذكرت عدة بحوث ان الإعانة المرتفعة تجعل بعض العاملين يتركون وظائفهم مع الرغبة في البقاء على الإعانة لأقصى مدة ممكنة. أما (لارى كاتز) رئيس الاقتصاديين في إدارة العمل الأمريكية فقد وجد ان احتمالية إيجاد العاطلين عمل لأنفسهم ترتفع ثلاث مرات عندما توشك الإعانة على الانتهاء. وهذا يتوافق مع دراسات اقتصادية أخرى وجدت ان التوسع في منح إعانات البطالة يرفع من عدد العاطلين ولن تحصل في المقابل إلا على المزيد منها. وفي أبحاث أخرى أوضحت ان زيادة الإعانة بنسبة 50% يزيد البطالة بنفس النسبة من الأشخاص الذين قد يكونوا مؤهلين. أما بروفسور هانسن فقد أكد ان ارتفاع البطالة نتيجة زيادة إعانات الحكومة سوف يؤدي إلى المطالبة بتوسيع البرنامج ليصبح اكبر برنامج في الدولة. وأخيرا أوضحت دراسات في السويد وألمانيا وفرنسا ان الإعانة تزيد عملية الإحلال في الوظائف مما يساهم في ارتفاع البطالة. *عضو الجمعية المالية الأمريكية *عضو جمعية اقتصاديات الطاقة الدولية