كشفت دراسة أجريت مؤخرا في مدينة الرياض أن موت الفجأة يشكل 13% من حالات الوفاة في مدينة الرياض، وأشارت الدراسة إلى أن معدل موت الفجأة سيرتفع بسبب تغير نمط الحياة في المجتمع السعودي وتفشي السمنة والسكري. وأكد الدكتور ماجد الفياض استشاري كهربائية القلب بمستشفى الملك فيصل التخصصي في تصريح ل «الرياض» أن إحصائيات وزارة الصحة في المملكة تشير إلى أن 29% من الوفيات تنتج عن اعراض وعلامات غير محددة وغير ومعروفة وبالتالي قد تكون وفاة عدد منهم بشكل مفاجئ وإن كانت إحصائيات الوزارة لا تنص على ذلك. وأوضح الفياض أنه لا توجد إحصاءات دقيقة في الدول العربية لمعرفة انتشار ظاهرة موت الفجأة وكذلك مدى انتشار الأمراض المسببة للموت الفجائي، مضيفا" لذا بدأنا مشروع دراسة هذه الظاهرة على المستوى الوطني في المملكة وبدأنا بعمل الفحوصات الجينية لتشخيص مثل هذه الأمراض، وتشخيص الحالات يتم عبر وسائل عدة من أهمها دراسة الجينات وتأكيد وجود الجين المسؤول عن المرض من عدمه ومثل هذا التحليل الجيني معقد ومتطور ولايتوافر سوى في مراكز معدودة حول العالم ". وقال "من الناحية الإكلينيكية قام فريق بحثي بدعم من كرسي أبحاث موت الفجأة الموجود في جامعة الملك سعود بعمل دراسات ميدانية لمعرفة مدى انتشار هذه الظاهرة في المجتمع السعودي متمثلاً في مدينة الرياض" . وحول الدراسة أوضح الفياض :"أنها أجريت عن طريق نشر الفريق البحثي في مدينة الرياض ومراجعة السجلات الطبية لجميع المتوفين خلال فترة الدراسة، وخلال فترة الصيف كان معدل الوفيات في الشهر الواحد حوالي ألف وفاة كان موت الفجأة سبب في 13% منها". وأضاف " بناء على الدراسة فإنه في المملكة يموت فجأة يومياً 24 شخصا بمعدل فرد لكل ساعة بينما يموت 17 فردا يومياً جراء حوادث النقل. مع العلم بأن هذه النتائج مبدئية وما تزال الدراسة مستمرة لمعرفة هذه الأرقام على مدى السنة وليس في فترة الصيف فقط ومن اللافت للنظر أن معدل وفيات الفجأة لدى السعوديين كانت بشكل اكبر تحدث في من هم دون سن الأربعين فقد توصلت الدراسة إلى أن 37% من هذه الحالات تحت سن الأربعين. ولتأكيد هذا المعدل قام فريق البحث بعمل دراسة ميدانية اخرى وذلك في منطقة القصيم ولكن بطريقة بحثية مختلفة وهذه الدراسة الأخيرة بالتعاون مع وزارة الصحة ممثلة في الشؤون الصحية في منطقة القصيم. حيث قام الباحثون بدراسة جميع حالات الوفيات والتعرف على حالات موت الفجأة. وقد جاءت النتائج الأولية مماثلة لتلك الأرقام في مدينة الرياض مما يزيد من الاعتقاد بصحتها كما تأتي هذه الأرقام متوافقة مع الإحصائيات الرسمية للوفيات بشكل عام واسبابها المتعددة. وأشار إلى أن الدراستين السابقتي الذكر في مراحلها الأولية وان كانت النتائج الأولية كافية لإعطاء مؤشر صحيح. وحول تعريف موت الفجأة قال الدكتور الفياض "اختلف المجتمع الطبي على تعريف موحد لموت الفجأة ولكن تعرفها منظمة الصحة العالمية بانها الوفاة التي تنتج عن حالة تلقائية ويفقد المريض وعيه بسببها وتتم الوفاة خلال أربع وعشرين ساعة من بدء الأعراض". وأشار أنه على الرغم من التقدم الطبي في التشخيص والعلاج لايزال الموت الفجائي يخطف العديد من الأرواح سنويا، ومعظم حالات الموت الفجائي تكون بسبب اضطرابات في الشريان التاجي للقلب (الذبحة القلبية) وهي تمثل نحو 70- 80% من حالات الموت الفجائي". وأكد أن التدخين ونمط الحياة السلبي من المسببات الرئيسية للتعرض لهذه الظاهرة، منوها إلى أن التدخين يرفع احتمال الموت الفجائي ثلاثة أضعاف. وتابع تبقى حالات الموت الفجائي التي لا تكون بسبب أمراض الشريان التاجي هي الأكثر وقعاً وتأثيراً على المجتمع بشكل عام فهي تحدث لصغار السن والرياضيين وقد تكون بدون أي أعراض سابقة". وأشار الفياض إلى وجود وفيات مفاجئة عند الأطفال الرضع ويكون في الاشهر الأولى ولا يعرف سبب واضح لذلك ولكن ما تزال الأبحاث مستمرة في هذا الشأن، موضحا أن الجلطة القلبية هي احد أسباب موت الفجأة ولكنها ليست المسبب الوحيد. فهناك أسباب عديدة للسكتة القلبية أو موت الفجأة . وأكد أن أهم مراحل العلاج هي التعرف إلى من هم على خطر الموت الفجائي والتوصل للتشخيص الدقيق ثم بعد ذلك يمكن أن يعطى العلاج المناسب وفي بعض الحالات يتم زراعة منظم صاعق للقلب، موضحا أن المنظم يزرع تحت عظم الترقوة ويتصل بالقلب من خلال توصيله عبر الوريد ويعمل في حال توقف القلب وتنقذ حياة المريض بفعالية تتجاوز 90%. ونوه الفياض إلى أن أسباب الوقاية من موت الفجأة تمثل تحديا للمجتمع الطبي ككل، وأن الأطباء يعملون من خلال إستراتجية تبدأ بمعرفة من قد يتعرضون لموت الفجأة ، منوها إلى أن التحدي الأكبر هو تطوير أساليب العلاج لمنع حدوث السكتة القلبية في المقام الأول. وأضاف في هذا المجال فإن كرسي ابحاث موت الفجأة بجامعة الملك سعود بصدد التعاون مع أحد الخبرات العالمية في هذا المجال وهو البروفيسور بيتر شوارتز من ايطاليا وذلك لإجراء مسح شامل على المستوى الوطني".