رأت العديد من التربويات أن تعزيز"ثقافة القيادة" في المؤسسات التعليمية تكرس المسؤولية لدى الطلاب والطالبات بأهمية العمل لديهم في سن مبكرة من حياتهم، إلى جانب التطوع لخدمة المجتمع. وفي مبادرة منها قامت مدرسة منارات خميس مشيط بتنفيذ احد برامجها والذي أطلقت عليه اسم القيادة الواعدة والذي شاركت فيه أكثر من 16 طالبة قمن بالاستفادة من برنامج التدريب على القيادة، حيث أوكلت إدارة المدرسة كافة الشؤون الإدارية للطالبات، وذلك بتعيين الطالبات في المدرسة كمديرات ومعلمات ومرشدات ومساعدات، وفي ختام هذا البرنامج تمت دعوة الأمهات لرؤية آثار البرنامج على الطالبات اللاتي نفذن البرنامج، وقد نفذت هذا البرنامج المساعدات فايزة الشهراني وشهرة الشهري والمرشدة منيرة معدي والمعلمات صفية الفيفي وبدرة عسيري وهدى العمري. منح الثقة وتعزيز السلوك وأشارت إسراء شريم رحدى الطالبات المطبقات للبرنامج إلى أن البرنامج كان له دور كبير في منحنا الثقة في اتخاذ القرار ومتابعة سير العمل الإداري وآليته، وقد كانت سعادة كافة فريق العمل من الطالبات كبيرة بمنحهن الفرصة لقيادة المدرسة وتنظيم مجريات العمل وانعكس هذا البرنامج بشكل ايجابي على سير العمل وعلى شخصية الطالبات. مديرة المدرسة فاطمة بدوي قالت إن هذا البرنامج هو احد البرامج التطويرية المهمة والذي نفذ لأول مرة في محافظة خميس مشيط، وهو برنامج يهدف إلى إعداد طالبات وجيل جديد محب للعمل وللقيادة ومبتكر وان يتم غرس روح التعاون والانتماء وتحمل المسؤولية، حيث تم اختيار الطالبات من جميع المراحل الدراسية لتعزيز الثقة، مشيرة إلى أن هذا البرنامج شمل يوما إداريا قامت الطالبات فيه بأداء دور منسوبات المدرسة من معلمات وإداريات ومرشدة طلابية ومشرفة صحية وتم توفير الفرصة للطالبات لوضع أهداف لذاتها وتنمية ميولهن ورغباتهن في ممارسة الأنشطة المتعددة، وإكساب الطالبات اتجاهات ايجابية كضبط النفس وتحمل المسؤولية وإبداء الرأي وإشعار الطالبة بأهميتها في العملية. وأشارت مديرة الإعلام بمكتب الإشراف بخميس مشيط فيحاء الشليخي إلى أن مثل هذه البرامج تعزز السلوك السوي تجاه المسؤوليات وتدرب على آداب القيادة السليمة وفنونها وتحمي المجتمع من بعض القيادات المتعسفة التي تجلب له الضرر وترسم شخصية المديرة والإدارية السليمة التي تقود العمل إلى شاطئ الأمان وأشارت مشرفة التطوير التربوي بمكتب الإشراف التربوي بخميس مشيط زينب القحطاني إلى أن الشعور بالمسؤولية واحترام الآخرين والتدريب على فن القيادة أصبحت من الأمور الحتمية والضرورية لاستشعار المسؤولية. سمات الشخصية القيادية من جهته أكد رئيس قسم طب الأسرة والمجتمع بجامعة الملك خالد د.خالد جلبان أن التدريب على فنون القيادة وتحمل المسؤولية له اثر كبير في آلية التعامل مع الحياة فكل إنسان لديه مسؤوليات يحتاج أن يتحملها وأن يقود اولوياتها إلى النجاح. وقال قد يكون هناك العديد من الاتجاهات الخاطئة من قبل بعض القيادات واستخدام الاستبداد والتعسف تجاه العاملين والذي يتطلب من الإدارات التربوية أن توجه إلى تعليم فنون القيادة السليمة التي تقوم على الشراكة والتعاون، مبيناً أن هناك سمات مميزة لمن يقود العمل تؤهله بكفاءته وخبرته لإدارة العمل عبر استخدام فنون القيادة المتعددة، مشيراً إلى أن تدريب الطلاب والطالبات على ألية القيادة الحكيمة وإشراكهم في القرار يعتبر من أهم الأمور الايجابية التي يجب أن نتطلع لها ولطالما سمعنا عن مشكلات القيادة وسوء الإدارة والتعسف مما يؤدي إلى عدم تحقيق الأهداف المأمولة .. وشدد جلبان على ضرورة الاستفادة من هذه التجارب وإتاحة الفرصة لصغار السن لتسلم القيادة مما يعزز الثقة بالنفس والتعاون مع الآخرين في اتخاذ القرار ويعزز القدرة على اتخاذ قرارات واعية تخدم المجتمع. وبين الخبير الاجتماعي د.مضواح المضواح أن هناك معايير أساسية يجب أن يتم اختيار القائد من خلالها وهي معايير موجودة في الشخصية فهناك شخصيات خلقت لان تكون قائدة، وأخرى لان تنقاد وهذه فطرة أودعها الله في البشر، مشيراً إلى أن تجربة تدريب الطلاب والطالبات تجربة مميزة خاصة عند اختيار هؤلاء الطلاب وفقا لمعايير القيادة السليمة. وقال إن هذه المعايير الموضوعية تهيئ لإيجاد قادة ومبدعين في فن القيادة، مبيناً أن هناك مدارس عالمية تدرب على هذا الفن والذي يتسبب في تحقيق الكثير من الانجاز لاختيار القائد المناسب في المكان المناسب وتهيئ فعلا لوجود قيادات واعدة، داعياً إلى منح الفرصة من التدريب على أسس علمية لكل من تتوسم فيه سمات القيادة من طلاب الثانوية والجامعات لتأهيل جيل جديد من القياديين والقياديات الذين سيكون لهم بإذن الله دور كبير في بناء هذا الوطن.