هل تعلمون ان مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون والذي ينظمه جهاز تلفزيون الخليج هو أول مهرجان عربي حيث انطلقت الدورة الأولى منه في عام 1980 أي منذ ثلاثين عاماً. لهذا قال معالي وزير الثقافة والإعلام د. عبدالعزيز خوجه في كلمته في حفل الافتتاح كم اشعر بالسعادة ان ابني قد كبر وأصبح في الثلاثين من عمره.. أما لماذا اسماه بالابن فلأن أول دورة انطلقت عندما كان معاليه مدير عاماً لجهاز تلفزيون الخليج. ثلاثون عاماً من الذكريات الجميلة، ولعل هذا ماجعل هذه الدورة تبدو في أبهى صورها خاصة مع اهتمام بحريني وطقس جميل مما جعل الجميع يستمتعون بهذا الملتقى. فالحضور كان متنوعا ومتميزا فلقد تواجد جميع وزراء اعلام الدول الاعضاء في الجهاز اضافة الى مسؤولي المؤسسات الاعلامية وكبار مديري المحطات وأقطاب الإنتاج، فلقد تواجدت القنوات الفاعلة بتواجد أصحاب القرار فيها، وتواجدت الشركات الفاعلة سواء من شاركت في السوق او التي لم تشارك عبر تواجد أصحاب القرار فيها، وكان حضور نجوم الخليج متنوعا، ولعل من أهم أحداث هذه الدورة هو انضمام تلفزيون اليمن إلى الجهاز، ومن أجمل الأشياء التي شاهدناها هي فعاليات حفل الافتتاح والختام رغم بساطة الفكرة إلا أن تأثيرها كان كبيرا ونالت إعجاب الجميع. اقل من 100 ساعة هي فترة انعقاد هذا المهرجان والتي اشتملت على حفل افتتاح وختام وسوق لمحطات وشركات الإنتاج وندوات متخصصة في الإعلام وليلة يمنية وكان الختام عبر حفل بسيط ومتميز أعلنت فيه النتائج ووزعت فيه الجوائز وفاز من فاز ولم يخسر احد، ولكنني لاول مرة وعبر أكثر من خمسة وعشرين عاما من حضور مهرجانات عربية لم اجد جوا من التذمر، حتى من قبل من كانوا يستحقون الفوز ولم يحالفهم الحظ، ولعل الروح العامة والتفاؤل بالمستقبل طغت على كل هذا. الأمر الذي اود ان يحظى بالاهتمام هو دورات هذا المهرجان، فرغم انه في الثلاثين من عمره الا ان دورته الأخيرة كانت الحادية عشرة لماذا؟ لأنه يقام كل عامين. ولكن لماذا يقام كل عامين؟ في السابق كان هذا المهرجان مختصا بالهيئات الأعضاء في جهاز تلفزيون الخليج، ولكي يكون هنالك كم من البرامج يمكن ان تنافس في المسابقات تم اقتراح اقامته كل عامين، اما الآن فلقد تغيرت الأمور فالمهرجان بالاضافة الى الهيئات الاعضاء يستقطب شركات الإنتاج الخليجية والعربية، وكم الانتاج السنوي اصبح كبيرا واضعاف ما كان عليه في سنوات إطلاق الدورات الاولى لهذا المهرجان فلماذا يقام كل عامين؟ لقد كتبت منذ عدة سنوات عن اهمية تحويل هذا المهرجان الى مهرجان سنوي لانه لو كان يعقد كل عام لاصبح اضخم واكبر واهم مما هو عليه الآن، ولاستقطب أضعاف الأعمال المشاركة واضعاف الشركات الراغبة في عرض انتاجها عبر سوق المهرجان، والدليل ان المهرجان في هذا العام استقطب 313 عملا في مقابل 184 في دورته السابقة، أي بزيادة 70% وارتفعت عدد الشركات المشاركة في السوق الى الضعف. عندما انطلق المهرجان في دورته الاولى لم يكن هنالك بث فضائي ولا تتعدى القنوات عشرين قناة، اما اليوم فلقد شارفت على 700 قناة ومئات شركات الإنتاج، ولهذا فأمر تحويل المهرجان الى سنوي امر حتمي ولابد منه حتى يحتل المكانه التي يستحقها. * مقتطفات: الحضور السعودي الرسمي والخاص كان الاكبر والابرز في هذا المهرجان، فوكلاء الوزارة للاعلام والتلفزيون والاذاعة والهندسة تواجدوا اضافة الى المستشارين واعداد كبيرة من مسؤولي القنوات. البحرين استضافت المهرجان بالابتسامة والفرح بالاشقاء الخليجين والعرب. حضور رئيس سوق كان التلفزيوني قد ينقل المهرجان في الاعوام القادمة الى العالمية. ثلاث نشرات للمهرجان على مدار ثلاثة ايام كانت مميزة وغطت كافة الفعاليات. بذل مدير عام الجهاز الدكتور عبدالله بن سعيد ابو راس اقصى جهوده، وكان موفقا للغاية. أصبح للانتاج الخليجي ثقل انتظرناه طويلاً فأتي محملاً بأهمية ما فقده في سنوات مضت.