تعد المنطقة الشرقية الوجهة السياحية الثانية لرواد السياحة في المملكة بعد مكةالمكرمة والمدينة المنورة اللتين تنفردان بالمركز الأول نظراً لخصوصيتهما الدينية، وبرغم المكانة السياحة للمنطقة الشرقية، إلا أنها تفتقر إلى الكثير من مقومات السياحة الترفيهية للمواطن؛ لكونها غائبة عن المشاريع السياحية الضخمة المماثلة للمشاريع السياحية في دول الجوار، مما جعل روادها يصطدمون بالواقع ويجدون أنفسهم تائهين بين المجمعات التجارية والواجهات البحرية التي تفتقر إلى الكثير من الخدمات التي لا يزال الكثير منها تحت الإنشاء والصيانة، لاسيما وأن كورنيش الخبر والواجهة البحرية بالدمام هما الوجهتان الوحيدتان اللتان يرتادهما الزوار وقاطنو المنطقة التي تعاني دائما من الازدحام المروري وتجمع الشباب الذي يسبب كثيرا من المضايقات للعوائل. ترفيه متعثر! القادمون من مناطق المملكة يقصدون وجهة المنطقة الشرقية بهدف الترفيه يصطدمون بالواقع بحسب ما أكده المواطن محمد العتيبي القادم من مدينة الرياض، حيث يقول: نأتي إلى المنطقة الشرقية بهدف النزهة والترفيه على الأطفال، لكننا لم نلاحظ أي متغيرات سياحية تجذب الانتباه سوى الطرق المغلقة والأنفاق والمشاريع المزدحمة التي تتسبب دائما في عرقلة الحركة المرورية وصعوبة الوصول إلى بعض المراكز والواجهات البحرية بسلاسة. وأضاف العتيبي: نتجه إلى منطقة العزيزية وهي المنطقة الوحيدة المفتوحة على البحر بالرغم من تجمعات الشباب والتي يشوبها دائما التفحيط والتطعيس وخلافه، ولكن هي الملاذ الوحيد في المنطقة، أما بقية الخدمات مثل الحدائق العامة فهي موجودة في جميع مناطق المملكة والسائح ينظر دائما إلى المشاريع السياحية التي تقدم ارقى وسائل الترفيه العائلية. شاطئ العزيزية مزدحم دائماً بدون تنسيق ندرة الوحدات السكنية المواطن محمد الدوسري والقادم من إحدى مدن المملكة، يقول: أثناء قدومي لمدينة الدمام مطلع إجازة الربيع بصحبة العائلة لم نستطع الحصول على شقة سكنية في المنطقة، وبعد طول عناء قررنا العودة مرة أخرى إلى مدينة الرياض ولكن العائلة لم ترض بالوضع فعدنا مرة أخرى إلى المنطقة الشرقية التي يسمع عنها الأطفال كثيرا من حيث تميزها بالأماكن السياحية، موضحاً أن المكان الوحيد الذي وجدناه مختلفاً ومناسباً هو البحر بالرغم من الازدحام، مؤكداً على أن زوار المنطقة الشرقية لم يشعروا بالتغيير في البنى التحتية للسياحة، سوى زيادة "أعمال الحفريات" وإغلاق الطرق، وقلة الأماكن على البحر!!. نفور من الاستثمار وقال نائب رئيس اللجنة الوطنية للسياحة عضو اللجنة السياحية بغرفة الشرقية عبدالله بن مفرح القحطاني: نحمّل كلاً من وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة المياه مسؤولية خروج الكثير من المستثمرين من مجال السياحة، معتبراً نظام وزارة الشؤون البلدية والقروية فيما يخص منح الأراضي للمستثمرين في مجال السياحة العائق الأول في طرد العديد من الاستثمارات كونه يركز على سعر المناقصة بغض النظر عن الجودة والتي سبّبت حجز الكثير من الأماكن المميزة في كلٍ من كورنيش الخبروالدمام من جهات عجزت عن إقامة مشاريعها؛ كونها خططت للدخول في المناقصة من اجل تمريرها من الباطن لآخرين، مما جعل هذه المواقع على وضعها خالية لعدة سنوات. وطالب القحطاني بإعادة دراسة نظام المناقصة من خلال الاهتمام بجودة المشاريع وما يقدمه المستثمرون النظر لقيمة المناقصة من اجل جذب مثل هذه الاستثمارات ومنعها من الهجرة لدول الجوار، مشيراً إلى أن هذه الجزئية التي تعد من أكبر معوقات الاستثمار السياحي تم مناقشتها في مجلس الشورى، كما طالب وزارة المياه بالنظر في آلية حساب استهلاك الوحدات السكنية المخصصة كشقق مفروشة والتي تسببت في خسارة العديد من المستثمرين وخروجهم من المنافسة، مطالباً بمساواتها بشريحة فواتير الفلل والعمائر السكنية. ملاهي الأطفال على الكورنيش لم تتطور منذ سنوات وأكد القحطاني ان 20% من الوحدات السكنية المخصصة للاستثمار في مجال السياحة غير مرخصة، وتزاول نشاطها بصورة مخالفة، موضحاً أن إجازة الربيع لهذا العام لم تكن محققة لآمال العديد من المستثمرين في مجال الشقق المفروشة، حيث لم تتجاوز نسبة الإشغال 90% في غالبيتها، مبرراً ذلك كون هذه العطلة قصيرة وتوافقت مع الأجواء الربيعية المميزة التي تعيشها غالبية مناطق المملكة، بالإضافة لكون المنطقة الشرقية تزدحم بالسياح في فصل الصيف لطبيعتها الساحلية وكثرة الشواطئ المخصصة للسباحة فيها. تراجع السياحة وكشف عضو اللجنة السياحية بغرفة المنطقة الشرقية المهندس فؤاد بن سداد الفاخري أن أسباب ضعف المجال السياحي بالشرقية كثيرة ولعل أقربها؛ انشغال أعضاء غرفة الشرقية خلال الشهور الستة الماضية بعمليات الانتخاب واختيار أعضاء جدد للغرفة، مشيراً إلى أن أبرز المعوقات التي تواجه تطور المجال السياحي بالمنطقة الشرقية تشعب المسؤوليات واللجان المعنية بالسياحة، فنجد الإمارة بها مجلس التنمية السياحية، والغرفة التجارية بها لجنة للسياحة، بالاضافة إلى فرع الهيئة العليا للسياحة والآثار وصندوق المناسبات وكل هذه الجهات معنية بشؤون السياحية ، مطالباً بدمجها جميعا تحت مظلة واحدة حتى لا تذهب الجهود سدى. وحول توفر المقومات السياحية بالشرقية وتوقف المشاريع بها قال الفاخري: قد يكون لها أسباب ومنها أن العديد من الاستثمارات السياحية بالمنطقة الشرقية لم تكن ناجحة النجاح المتوقع مثل مدن الألعاب مما ولد الحذر الشديد لدى بعض المستثمرين في هذا المجال. عمالة تسيطر على بعض وسائل الترفيه بشكل عشوائي الأمانة تدافع من جهته فقد دافع أمين المنطقة الشرقية المهندس ضيف الله العتيبي عن السياحة في المنطقة الشرقية واصفاً الوضع بالجيد ،معتبراً المنطقة الشرقية هي الوحيدة التي تتوفربها كافة المشاريع السياحية والتي جعلتها تحتل المركزالأول بالسياحة كونها تحتضن عددا من المشاريع الممتدة على طول سواحلها الخلابة التي حباها الله بها والتي تتجاوز 700 كم من العقيق جنوباً إلى محافظة الخفجي شمالاً، بالإضافة لتوفر عدد من المنتزهات المميزة كمنتزه الملك فهد ومنتزه الأمير فيصل بن فهد والواجهات البحرية المميزة في كلٍ من الدماموالخبر والجبيل وصفوى والقطيف وغيرها من مدن المنطقة الشرقية. وأضاف أن أمانة المنطقة الشرقية دعمت المشاريع السياحية من خلال تركيزها على تطوير البنية التحتية بالاضافة لتطويرها للعديد من المشاريع كالواجهات البحرية وشاطئ نصف القمر ومركز الملك عبدالله، وكذلك جهودها في فك الاختناقات المرورية التي قد تواجه السياح، مشيراً إلى أن الأمانة وضمن خططها لدعم السياحة قامت باعتماد أكثر من 75 مشروعاً من المشاريع الهامة كالفنادق والوحدات السكنية والأسواق بالإضافة إلى تميزها في مشروع ال (25) حديقة كل عام. فتاة لم تجد وسيلة ترفيه مناسبة سوى الدراجات النارية الحدائق متنفس بدون خدمات كافية