"الحرية الإعلامية" مفهوم الكل أصبح يتشدق به فضائياً عند تقديم أي عمل إعلامي مخالف للقيم الاجتماعية أو الدينية، عندما انتقد في كثير من الأحيان بعض برامج الفضائيات العربية أتفاجأ أن من يحاورني تلفزيونياً يركز على مصطلح هل أنا وصي على المجتمع لكي انتقد البرامج الخارجة عن المألوف والمقززة في أحيان كثيرة!. في الكويت تم التعامل مع قناة "السور" بمنطق المصلحة الوطنية، وتم طمس "الحرية الإعلامية" هنا لأنها ببساطة نواة للفتنة والعنصرية وضد الأمن الوطني للكويت، فكان العقل والحكمة أرقى ممن يعتبرون أن إيقافها ضد الحرية التي كفلها الدستور الكويتي، ونتذكر جيداً قبل قناة السور ماذا حدث للكثير من القنوات الفضائية الكويتية الخاصة مع وزارة الإعلام الكويتية، وهنا في السعودية لدينا حالة جريئة ومهمة تمثلت بقيام وزارة الثقافة والإعلام بالتعامل بحكمة ومصلحة وطنية مع قناة الساحة لقيامها بأمور تمس الوحدة الوطنية، وهذه الخطوة رغم تأخرها نوعا ما إلا أنها هامة في المستقبل للتعامل بحزم مع الكثير من الفضائيات التي اتخذت الشعر ستاراً لها لإيقاد العنصرية القبلية والتلاعب بأموال ومشاعر المراهقين والمراهقات باستغلالهم عبر رسائل ال SMS للنيل من قبائلهم وعوائلهم بمشهد غير حضاري وتافه جداً!!. فللأسف الشديد أن القنوات الشعرية المنتشرة حالياً والتي يمتلكها أفراد كانوا يحلمون بنزول صورهم بالصحف في المناسبات الاجتماعية، أصبح هؤلاء من بذور التفرقة العنصرية، ويحاولون بشتى الطرق لإيجاد مكانة اجتماعية لهم عبر إتاحتهم الفرصة عبر برامجهم لضعاف النفوس والذين يفضلون القبيلة على مفهوم الوطنية وشيخ القبيلة على ولي الأمر!. الحرية الإعلامية كبحتها أمريكا بلد الحريات عندما أصبحت هذه الحرية خطرا على أمنها القومي، والكل يعلم موقف أمريكا من الكثير من القنوات الفضائية العربية ومحاولتها المستميتة لإيقافها. بالفعل نحتاج لوقفة قوية من وزارة الثقافة والإعلام وبالتعاون مع وزارة الداخلية للإعلان عن القنوات التي تتسبب ببرامجها ورسائلها النصية في إثارة النعرات القبلية والتلاعب بعواطف البسطاء، وخصوصاً الذين يقيمون حفلات قبلية مدفوعة الثمن والتغني بأمجاد القبلية بخمسة الآف ريال أو عشرة والنتيجة للأسف الشديد إثارة أمور جاهلية نحن في غنى للحديث عنها وضررها على الوطن كبير جداً!. الرسالة لقناة الساحة من وجهة نظري لكل القنوات التي تخوض في هذا الجانب، والتشهير بهذه القنوات مهم جداً وبشكل رسمي حتى لو كانت مكاتبها أو بثها من بلاد "الواق واق" لأن الفضاء لاحدود له، وكم أتمنى أن تكون هذه الخطوة مطبقة على القنوات التي "استباحت" الحياء وأضحت برامجها مليئة بمفهوم "قلة الأدب" فأنا أعلم أن الوزارة ليست وصية على جميع القنوات ولكن الإشارة للخادش للحياء مهم، لأن هذه الإشارة هي صوتي وصوتك، فنحن نعلم ما أحدثته ردود الفعل الشعبية السعودية في إضعاف قناة فضائية كان لها صولات وجولات في السابق وتأثرت بعد لقاء المجاهر!.