بدأت الوفود الشعبية منذ الصباح الباكر تصل إلى وسط بيروت لاحياء الذكرى الخامسة لاغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري الأحد بدعوة من "قوى 14 آذار"، التحالف الذي نشأ في 2005 بعد وفاته. وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس سيارات تحمل أعلاما لبنانية وأخرى خاصة بالأحزاب المشاركة في التجمع وباصات تقل وفودا من مناطق لبنانية مختلفة متجهة نحو وسط العاصمة. وانتشرت القوى الأمنية على الطرق المؤدية إلى بيروت، وأقفلت المنافذ المؤدية إلى ساحة الشهداء حيث بدأ التجمع. بينما أعطى المنظمون الإرشادات إلى القادمين بركن سياراتهم في مواقف قريبة، وسيبدأ الاحتفال عند الساعة العاشرة (8,00 ت غ) بحفل غنائي وطني يستمر حتى الثانية عشرة ظهرا، موعد إلقاء الكلمات. وسيلقي كلمات كل من من رئيس الحكومة سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة من تيار المستقبل بزعامة الحريري، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الجمهورية السابق ورئيس حزب الكتائب أمين الجميل. وللمرة الأولى منذ خمس سنوات، يمتنع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، احد ابرز قادة "انتفاضة الاستقلال" عن إلقاء كلمة، وذلك بعد أن أعلن انسحابه من قوى 14 آذار أخيرا. واغتيل رفيق الحريري في 14 فبراير 2005 في عملية تفجير في بيروت قتل فيها أيضا 22 شخصا آخرين. على الأثر، نشأت قوى 14 آذار التي دعمتها الولاياتالمتحدة ودول عربية أبرزها السعودية، وانسحب الجيش السوري من لبنان بعد تواجد استمر ثلاثين عاما، بضغط من الشارع ومن المجتمع الدولي في أبريل 2005. وصرح جنبلاط لصحيفة "النهار" الصادرة الأحد انه اتفق مع سعد الحريري "على النزول معه في سيارته إلى الاحتفال" على أن يتوجه بعد ذلك إلى "ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري" ويقرأ الفاتحة ويغادر. وبدأ جنبلاط منذ أغسطس الماضي خطاب مصالحة مع سوريا التي اتهمتها قوى 14 آذار باغتيال الحريري وغيره من الشخصيات المناهضة لها في لبنان، وأعلن نيته زيارتها قريبا. ويأتي إحياء الذكرى اليوم وسط أجواء وفاقية داخل لبنان بدأت مع تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة سعد الحريري تضم كل الأطراف السياسيين، وتكرست مع زيارة الحريري إلى دمشق في ديسمبر، وكتب على اللوحات "كرمالك (الحريري)، كرمالكن (من أجلكم)، نازلين إلى ساحة الشهداء".