مؤلم جداً أن تخسر (السعودية) استضافة المباراة النهائية لدوري أبطال آسيا 2010 أمام اليابان، ومؤلم أكثر ألا نسمع أي ردة فعل إزاء الخسارة، إذ مرَّ الخبر مرور الكرام، وكأن شيئاً لم يكن. قلت خسرت (السعودية) ولم أقل خسر الاتحاد السعودي، ولا الأندية السعودية؛ لأنني لا أمارس عبثاً، بل أعني ما أقول، وأعي ما أكتب؛ فكلهم حينما تداعوا إلى معقل الاتحاد الآسيوي في كوالالمبور يتأبطون الملف (الأخضر) للفوز بالاستضافة، لم يكونوا يمثلون أنفسهم، بل كانوا يحملون على عاتقهم ثقل وطن، ولذلك جاءت الخسارة ثقيلة والحزن كبيرا، لمن يعون ذلك ويدركونه جيداً. حينما خسرت مدينة شيكاغو في أكتوبر الماضي شرف استضافة دورة الألعاب الأولمبية 2016 في قبالة ريو دي جانيرو، قامت الدنيا ولم تقعد في الولاياتالمتحدة، إذ اعتبر الأمريكيون الخسارة بمثابة صفعة على وجوههم، وضربة قوية لمكانة أمريكا، بل وإذلال وعار لها، ولم يسلم الرئيس باراك أوباما من سخط الصحافة هناك، يومها كتب الصحفي توبين هارشو في (نيويوك تايمز): "إن أوباما لم يحصل على الأولمبياد، بل صفعة على وجهه". لا أقول بضرورة تقليد الأمريكان؛ لكن لا يجب كذلك أن نقف أمام هكذا مشهد كالطرشان في الزفة، فالخسارة لنا جميعاً، والصفعة كذلك، ولذلك يجب أن يتحمل كل منا مسؤوليته. من تابع جيداً خبر فوز اليابان، والذي بثته وكالات الأنباء العالمية، بحسب ما أعلنه الاتحاد الآسيوي، سيدرك أن طوكيو تفوقت علينا في جوانب تتعلق بالتنظيم، ومستوى الملاعب، والمرافق التدريبية، والأمن، وتنظيم المباريات، ومعايير الاستضافة، وتجهيزات البث التلفزيوني، والتسويق، والعلاقات العامة، وبيع التذاكر، والنقل العام، والإقامة، والبنية التحتية، ومعايير أخرى غيرها. هنا يأتي السؤال: من المسؤول عن هذه الخسارة، هل هي الأندية التي ضربت على صدرها، وأكدت رغبتها في الاستضافة، أم من أعدَّ الملف وجهزه، أم من قام بتسويقه، أم السبب يكمن في ممثلينا في الاتحاد القاري، أم في غياب الدعم الذي يفترض أن يجده الملف وحاملوه، أم أننا خسرنا –حقاً- لأننا يجب أن نخسر؟!. كل تلك الأسئلة يجب أن تكون موضوعة على طاولة الرئاسة العامة لرعاية الشباب، أقول الرئاسة، ولا أقول اتحاد الكرة؛ لأن الاتحاد نفسه من بين المدانين في هذه الخسارة المؤلمة، إذ يجب أن تبادر للتحقيق، لأن ما حدث أكبر من ان يتم السكوت عنه. وحتى يتم فتح ملف التحقيق، وتتم عملية الاستجواب، سنعطي أصابع اتهاماتنا إجازة؛ لكننا نأمل هذه المرة ألا تطول كما طالت في قضايا مماثلة، حيث يتم في هكذا قضايا اللعب على عامل الوقت حتى ننسى، خصوصاً وأن ذاكرتنا معطوبة؛ بدليل أن لا أحد اليوم يسأل عن المتسبب في فشل المنتخب في التأهل لمونديال جنوب أفريقيا، وهو ما يجعلني أخشى ألا يتذكر أحد بعد أيام أننا حملنا ملفاً إلى كوالالمبور لاستضافة نهائي دوري أبطال آسيا 2010، وعدنا به خائبين!.