النهضة في بلادنا شاملة، والتطور سريع في كل المناحي وعلى كافة الصعد من خلال خطط التنمية التي ترسمها الحكومة الرشيدة وصولا إلى دولة متقدمة في جميع المجالات، وقد أخذت معظم المدن والقرى نصيبها من ذلك وفق رؤية منهجية ومدروسة حسب احتياجات كل مدينة وحسب ما يراد أن تكون عليه في مسارات التنمية. و"مدينة الدوادمي" إحدى المدن التي نالت حظا كبيرا ونصيبا وافرا من التنمية والتطور السريع سواء فيما تنفذه الدولة من مشاريع أو ما يقوم به القطاع الخاص من أعمال ، فمن يزور الدوادمي اليوم ثم يعود اليها بعد فترة قصيرة يجد تغيرا ملحوظا واختلافا كبيرا بين ما رآه في الزيارة السابقة وبين ما يشاهده الآن ، ولا شك أن لذلك أسبابا عدة وقد أجملها محافظ الدوادمي الأستاذ محمد بن سعود الهلال في الآتي: إن تطور ونمو أي مدينة لابد أن تتوفر له عدة عوامل وأسباب ومدينة الدوادمي إلى جانب الدعم والتشجيع الحكومي اللامحدود سواء على مستوى المشاريع الحكومية أو مشاريع القطاع الخاص، توفرت لها هذه العوامل والاسباب فالكثافة السكانية عامل مهم من عوامل نمو وتطور أي بلد مهما كان، إضافة إلى كثرة القرى والهجر التي تعتبرالدوادمي سوقا مهما لها كما أنها أيضا مقصدا لأبنائها عند رغبتهم في استكمال دراستهم، ومن ذلك أيضا بعدها عن المدن الكبيرة الأمرالذي يكفل لها نجاح المشاريع الاستثمارية التي تقام بها، ومن العوامل المهمة الموقع الاستراتيجي المميز الذي جعلها ملتقى طرق هامة، وبالتالي أصبحت نقطة عبور كثيرة من المواطنين، وهذا من شأنه إحداث حراك تنموي شامل وكذلك توفر الخدمات الصحية والتعليمية وفرص التوظيف في العديد من القطاعات خاصة أن المدينة شهدت أخيرا افتتاح الكثير من الفروع لإدارات حكومية عسكرية ومدنية وعدد من الكليات للبنين والبنات، وهذا بحد ذاته لعب دورا كبيرا في استقطاب الطلاب والطالبات وأحيانا عوائلهم للسكن في الدوادمي والعيش فيها فانعكس ذلك بدرجة كبيرة على انتعاش الحياة بمختلف مجالاتها فتعددت الفرص الاقتصادية أمام المستثمرين من داخل المدينة وخارجها. بلدية تسابق التطور ومن جانبه أوضح رئيس البلدية المهندس عبدالله بن حمد الجاسر معاناة البلدية في ملاحقة هذا النمو السريع فقال تشهد مدينة الدوادمي نموا مستمرا ومطردا وتسعى البلدية جاهدة إلى مسابقة هذا النمو، حيث بلغ عدد الأراضي التي تم توزيعها عشرة آلاف قطعة للمنح السامية والمنح المشروطة التي توزعها البلدية وقد بلغ عدد الفسوحات الممنوحة 593 فسحا مع 56 رخصة للتسوير و331 رخصة للملاحق و 413 لرخص الترميم، ولذا فإن البلدية ومن منطلق مسؤولياتها المناطة بها تقوم بالإشراف والمتابعة والمراقبة لجميع الأنشطة التي تقام في الدوادمي ويقوم بهذه المهمة فريق من أقسام عدة منها الشؤون الفنية يقوم بإصدار فسوحات البناء والتأكد من تنفيذ هذه الفسوحات والتقيد بالارتدادات ومراقبة إزالة مخلفات البناء وإصدار شهادة النظافة ومراقبة الشركات التي تقوم بتنفيذ المشاريع في المدينة والتأكد من مواصفات الحفريات وإصدار فسوحات الترميم والهدم، ويقوم قسم المشاريع بالإشراف على المشاريع التي يتم تنفيذها في الدوادمي ومن الأعمال الموكلة للشؤون الفنية أعمال الصيانة للشوارع وأعمدة الإنارة والطبقات الإسفلتية والأرصفة وكذلك وضع التصميم في التقاطعات للتقليل من خطورتها ولتسهيل الحركة المرورية وكذلك عمل مخططات على الأراضي الحكومية من اجل توزيع المنح والمحافظة عليها والنظر في طلبات تجزئة الأراضي الموجودة في المخططات المعتمدة، والبلدية تقوم بواجبها حسب الإمكانيات المتاحة، حيث تم تدعيم القسم بالمهندسين نهضة عمرانية شاملة والفنيين وتوفيرالأجهزة اللازمة للعمل من أجهزة الكمبيوتر وأجهزة مساحية والدوادمي تنمو نموا كبيرا، حيث يلاحظ الزائر كثرة المباني الجديدة وازدهار الحركة العمرانية في الدوادمي وهذا مما يصعب مهمة البلدية في توقير الخدمة التي ينشدها المواطن، ولكن نحن نجتهد ونبذل قصارى جهدنا في سبيل ذلك. التعليم العالي يتوثب وعن التعليم العالي وما تشهده الدوادمي في مجاله قال وكيل كلية المجتمع د.حمد بن محمد اليحيى: إن العملية التعليمية في بلادنا الغالية تسير وفق تسارع حثيث، خصوصا التعليم العالي في الدوادمي إذ هو انعكاس كامل لتسارع النهضة في بلادنا الغالية، فالكليات انتشرت في كافة مناطق ومحافظات المملكة ومنها الدوادمي .وقد حظيت الدوادمي بافتتاح كلية التربية للبنات في وقت مبكر منذ عام 1410 ه واستفاد منها ولله الحمد عدد كبير من الطالبات وتخرجت معلمات لجميع مراحل التعليم بالمحافظة .وبعد ذلك ومنذ عام 1427 ه والمحافظة تستقبل سنويا كلية جديدة لأبناء المحافظة بداية من كلية العلوم الصحية للبنين والبنات والتي تم تحويلها هذا العام لكلية العلوم الطبية التطبيقية، ثم كلية المجتمع بأقسامها الثلاثة: الحاسب الآلي وإدارة الأعمال واللغة الإنجليزية، وبعدها تم افتتاح كلية العلوم بتخصصاتها الثلاثة: الحاسب الآلي والرياضيات والفيزياء، ثم افتتحت كلية الهندسة وبها أربع تخصصات: محمد البتال الهندسة المدنية، والهندسة الميكانيكية، والهندسة الكهربائية، وهندسة الحاسب والشبكات، وسيتم في العام القادم إن شاء الله افتتاح كلية الصيدلة، وسيليها افتتاح كليات نوعية أخرى كل ذلك بفضل الله ثم بدعم خادم الحرمين الشريفين والقيادة الحكيمة وبمتابعة مستمرة ومثمرة من معالي وزير التعليم العالي ومعالي نائبه. والمحافظة تتطلع لهذه الكليات الجديدة النوعية المواكبة لاحتياجات سوق العمل مثل كلية الطب، وكلية طب الأسنان، وكلية الحاسب الآلي، وكلية إدارة الأعمال .وذلك لأن محافظة الدوادمي تتميز بكثافة سكانية كبيرة، فالطلبة والطالبات في المرحلة الثانوية لهذا العام 1431 ه يتجاوز العشرة آلاف طالب وطالبة، أما طلاب وطالبات الصف الثالث الثانوي الذين هم على مقاعد الدراسة في هذا العام 1431 ه فقد تجاوز عددهم 3200 طالب وطالبة، وهذا العدد يحتاج إلى العديد من الكليات لاستيعابهم. التربية والتعليم مدير التربية والتعليم(بنين) الأستاذ مشاري بن عبد المحسن الرومي قال: النهضة ولله الحمد طالت كل المجالات وشملت جميع القطاعات ومن أهمها التربية والتعليم بنين وبنات الذي شهد نموا كبيرا فشهدت المدينة افتتاح المدارس على مستوى جميع المراحل كلما دعت الحاجة، وبنظرة سريعة على واقع المدينة نجد أن عدد المدارس على النحو التالي (33) مدرسة بنين (37) مدرسة بنات ومعهد علمي يدرس فيها (15500) طالب وطالبة، ولا ننس السعي الحثيث نحو الاستغناء عن المباني المستأجرة فهاهي المدينة تنال نصيبا وافرا من المباني الحكومية الحديثة ففي المدينة ( 21) مبنى حكومي لمدارس البنين و(27)مبنى حكومي لمدارس البنات وجار إنشاء (6) مبان جديدة للبنات و(3) مبان جديدة للبنين، وقد أثمرت الجهود المخلصة من لدن الحكومة الرشيدة عن تخريج الآلاف من الطلاب والطالبات الذين التحقوا بالجامعات داخل المحافظة وخارجها. عبدالله الجاسر النشاط العقاري المواطن حنيف بن محسن الرويس صاحب مكتب عقار تحدث عن النشاط العقاري الحالي والمستقبلي فقال: في البداية أحب أن أحيي المحافظ ورئيس البلدية على جهودهما في تحسين وتجميل المحافظة واعتماد المخططات الجديدة مما سيكون له اكبرالأثر في انتعاش الحركة العقارية، حيث تشهد المحافظة حركة عقارية سريعة ومثمرة لكل من يتعامل في العقار أيا كان المشتري أوالبائع ففي الدوادمي يتم بيع صفقات تجارية تدل على ازدهار الحركة العقارية، وقد تم بيع أكثر من موقع حيوي داخلها، وذلك بأثمان مرتفعة، ومنها على سبيل المثال شراء ارض بقيمة ثلاثين مليون ريال سميت مخطط الرابية وهوموقع متميز، وتم أيضا شراء قطعة ارض على الشارع العام بخمسة ملايين ريال ويدل ذلك على انتعاش الحركة العقارية داخل الدوادمي ومن أهم ما يميز الدوادمي هذه الأيام هي المخططات الجديدة التي ساعدت على انتعاش الحركة العقارية من بيع وشراء القطع السكنية وإقامة الفلل حديثة التصميم، وهذا يساعد على نشاط حركة البيع والشراء في الفلل السكنية والإيجارات، وذلك بسبب إنشاء عدد من كليات البنين والبنات واعتماد المخططات لها والمعاهد ولمكاتب العقار في الدوادمي دور مهم في انتعاش الحركة العقارية لأنها تتعامل بصدق مما يكون له اكبر الأثر في ثقة المستثمر كي يستثمر أمواله في بيع وشراء العقار أفضل من أي مجال أخروالحقيقة أن الاستثمار في العقار حنيف الرويس أكثر أمنا من غيره من المجالات الأخرى.ويتوقع بإذن الله أن تستمر هذه النهضة المباركة وان تشهد الأعوام القادمة نموا اكبر وتطورا أسرع وهذا ما يحتم على المسئولين وضع ذلك في حساباتهم. وعن هذا الجانب تحدث عضو المجلس المحلي الأستاذ محمد بن سعد البتال فقال: مدينة الدوادمي إحدى المدن الكبيرة إذ يسكنها قرابة 60 ألف نسمة من إجمالي سكان المحافظة البالغ أكثر من 200 ألف نسمة وتعتبر بذلك ثاني اكبرمدينة تابعه لمنطقة الرياض وتشهد المدينة طفرة تنموية شاملة يراها المقيم والزائر. وقد كان لي لقاء مع عدد من أصحاب المحلات التجارية بالدوادمي الذين يبدون اندهاشهم من القوة الشرائية بالأسواق التي تمتلئ بالمتسوقين، وهنا أؤكد أن في أسواق الدوادمي فرصا تجارية للشركات والمراكز التجارية الحديثة نظرا للكثافة السكانية وبعدها عن مشاري الرومي الرياض.وبنظرة استشرافية للمستقبل يتبين أن المستقبل بإذن الله تعالى مشرق وهذا يحتم على المخطط لهذه المدينة أن يأخذ في حساباته ما سوف تشهده من نمو وتطور فيكون تخطيط اليوم بنظرة مستقبلية تجاوز العشرين سنة من الآن وهذه اعتقد مسؤولية الوزارات والمجلس المحلي والمجلس البلدي والغرفة التجارية واللجان المحلية وكل مسؤول في موقعه محمد البهلال