يغادر رحالة المغامرات السعودي إبراهيم هليل المطيري يوم غد الأربعاء إلى العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيرس عبر لندن استعدادا للقيام في منتصف شهر فبراير الحالي بمغامرة جريئة للوصول إلى قمة جبل اكونكاجوا في الأرجنتين التي تعد أعلى قمة في النصف الغربي من الكرة الأرضية. وقال إن جزءا من مهمته في هذه الرحلة القيام بوضع علم المملكة العربية السعودية وصورتي خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمين وشعار جمعية الأطفال المعوقين على قمة الجبل، وكذلك التركيز على قضية التوعية بالإعاقة وضرورة دعم المعوقين خلال رحلته. وجبل اكونكاجوا الذي يبلغ ارتفاعه 6959 مترا فوق سطح البحر أعلى جبل في القسم الجنوبي والغربي من الكرة الأرضية ويضم أعلى قمة في القارة الأمريكية. ويعد الجبل مركز ومنطقة الجذب الرئيسية لحديقة اكونكاجوا الإقليمية التي تعد إحدى أروع المناطق المحمية في الأرجنتين. وتقع هذه المحمية ومساحتها 71000 هكتار في إقليم ميندوزا الأرجنتيني على بعد بضع كيلو مترات من حدود الأرجنتين مع تشيلي. وقال الرحالة المطيري ( 35 سنة ) الذي ذهب الصيف الماضي في رحلة للقطب الشمالي إن فكرة رحلته لتسلق هذا الجبل في الأرجنتين أتته من صديق إيرلندي زوده بالمعلومات وبعنوان إحدى الشركات هناك المتخصصة في تنظيم مثل هذه الرحلة، فاتصل بها فرحبت به. ويشير الرحالة المطيري، وهو أب لأربعة أبناء ويعمل في الأعمال الحرة، أنه تردد في القيام بهذه الرحلة، ولكن فرحته بعودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام سالما معافى من رحلته العلاجية الطويلة إلى أرض الوطن دفعته للتصميم بالقيام بالرحلة تعبيرا عن الفرح والاحتفاء بهذه العودة الميمونة. وأضاف أن التشجيع الذي لقيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وأعظم رمز في بلادنا لرعاية الأطفال المعوقين كان أيضا دافعا قويا لقرار قيامه بالرحلة قدما، وأن اهتمام سموه لفت انتباهي إلى أهمية أن تكون قضية الإعاقة وضرورة الاهتمام بالمعوقين في كل مكان الهم الذي احمله في هذه الرحلة. وذكر أن من المحفزات الأخرى لقيامه بالرحلة حب الاستكشاف والرغبة في التشرف بأن يكون أول سعودي يتسلق هذا الجبل. وعن مدى صعوبة رحلته أوضح الرحالة المطيري بأنها قد تكون من أصعب وربما من اخطر رحلات تسلق الجبال وذلك لعدد من الأسباب. فرغم أن الخدمات الاسنادية مقدمة له من قبل شركة متخصصة في تسلق الجبال، إلا أن مخاطر الرحلة التي ستستغرق شهرا تقريبا تتمثل في المسارات الصعبة الطويلة للوصول إلى العواصف الثلجية والرياح الباردة المصحوبة بأصوات الرعد المخيفة. وبخصوص الدعم الذي يلقاه في مغامرته هذه ذكر المطيري بأنه معتمد حتى الآن على موارده الذاتية مع أنه لا يزال متوقعا دعما كبيرا معنويا وماديا من كل من القطاع العام والخاص. وقال : " إن إنجازي بتسلق جبل أكونكاجوا الأرجنتيني لن يكون لشخصي فقط ففي النهاية سيسجل باسم الوطن، فنحن وما نملك ملك للوطن ".