قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إنها "لا تستجدي لقاء أحد"، محملة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مسؤولية تعثر المصالحة جراء ما عدته "إذعاناً للفيتو الأميركي"-على حد تعبيرها-. واستهجنت الحركة في بيان صحافي تصريحات عباس في القاهرة التي ورد فيها أنه لن يلتقي رئيس مكتبها السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل "إلا بعد توقيع الورقة المصرية". وأكدت أنها حريصة على المصالحة وتذليل العقبات أمامها، مشيرة إلى أن تصريحات عباس تدلل على عدم جديته في تحقيق المصالحة "استجابة وإذعاناً للفيتو الصهيوني والأميركي الرافض لها إلا بشروط اللجنة الرباعية الدولية. وحملت عباس مسؤولية استمرار الانقسام برفضه للحوار، موضحة أنها ملتزمة ما اتفقت عليه مع حركة "فتح" برعاية مصرية بلا زيادة ولا نقصان. ونوهت إلى أن الورقة المصرية الراهنة لا تعبر تعبيراً دقيقاً عما تم التوافق عليه، وتحتاج إلى مراجعة ومطابقة مع المسودات المتفق عليها. من جانب آخر ، كشف النائب عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل المجدلاوي محتويات الرزم التي تبادلتها حركتا "حماس" و"فتح", خلال زيارة عضو اللجنة المركزية ل"فتح" الدكتور نبيل شعث الأخيرة الى غزة ، فيما وصف سلسلة اللقاءات التي جرت بين الحركتين بحضور الفصائل بالإيجابية. وقال المجدلاوي في تصريحات صحافية أن "حركتي فتح وحماس تبادلتا خلال لقائهما في غزة رزمة مقترحات اعتبراها مبادرات أحادية"، كاشفاً محتوياتها حيث تضمنت وقف كافة الحملات الإعلامية في الضفة الغربية وقطاع غزة والتي من شأنها التفريق أكثر بين "فتح" و"حماس", بالإضافة إلى الإفراج عن المعتقلين السياسيين التابعين للحركتين. وأشار إلى أن باقي تفاصيل الرزم والتي احتوت على فتح عدد من المؤسسات "الفتحاوية" بغزة و"الحمساوية" بالضفة الغربية, وتقديم تسهيلات تضمن سير عمل شركة الكهرباء بغزة. ووصف المجدلاوي اللقاءات التي أجريت في غزة, بالإيجابية ، مشيراً إلى أن الفصائل الفلسطينية الأخرى ساعدت على تهيئة الأجواء بين الحركتين للمساعدة في كسر حالة الجمود في المصالحة الوطنية التي تعثرت لعدة سنوات. وقال المجدلاوي أن "سلسلة اللقاءات لعبت دوراً في خرق الجليد الذي تراكم على ملف المصالحة والمساعدة على التوصل إلى اتفاق ينهي حالة الانقسام السياسي بين شطري الوطن"، لافتاً إلى موقف الجبهة الشعبية الداعي إلى إنهاء الانقسام والتوصل إلى استعادة حقيقية لوحدة الشعب الفلسطيني. وفي السياق ذاته، أكد القيادي في الجهاد الإسلامي خالد البطش في وقت سابق أن حركة "حماس" خلال اللقاءات التي جرت في مدينة غزة تعهدت أن تقوم بعدة إجراءات وصفها بالتسهيلات, التي من شأنها أن تتخطى أزمة الانقسام السياسي. من جانب آخر ، حمل ياسر عبد ربه امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بشدة على حركة "حماس" على خلفية التقرير الذي سلمته للامم المتحدة ردا على تقرير غولدستون، ولا سيما ما قال انه تراجع من الحركة عن الاعتذار الذي تضمنه التقرير عن مقتل مدنيين اسرائيليين. وقال عبد ربه لاذاعة صوت فلسطين التابعة للسلطة "ان مشكلة "حماس" انها تعتقد ان الشطارة والفهلوة واللعب بالالفاظ هي عناصر السياسة الاساسية ولكن هذا الاسلوب يعود الى القرون الماضية ولا يكسب الحركة لا الاحترام ولا استعداد العالم للتعامل معها".-على حد تعبيره-