لأن الرياضة صناعة واستثمار كأي عمل تجاري سياحي أو صناعي أو غيرها , والرياضة أصبحت الآن ركناً أساسياً بهذا الاتجاه , والدلائل هي حقوق البث التلفزيوني العالمية التي أصبحت بمليارات الدولارات حيث انتهت عصر المئات , دول تتصارع وتتسابق على الحصول على حق الاستضافة للبطولات كما حدث حين فازت رودي جانيرو البرازيلية باستضافة أولمبياد 2016 وتفوقت على الولاياتالمتحدة والتي حضر قرعتها الرئيس الأمريكي والبرازيلي لمعرفة من سيفوز بها , وايضا كأس العالم، فالملف القطري « مثلا « يُجهز من الآن لكأس العالم لعام 2022 إذن؛ هي استثمار سواء تلفزيوني للشركات أو الدول وأيضا للشباب والإعلام , أصبحت تجارة تدر البلايين , حتى اللاعبين أصبحت قيمتهم المالية بمئات الملايين كما حدث مع « كاكا « و « كريستاينو رولاندو « وحتى المدربين مثال « مورينهو « الذي يدرب الإنتر شهريا بقيمة 5 ملايين ريال . هذا الزخم العالمي وعالم المليارات من الدولارات أين موقعنا نحن في المملكة منه ؟ أجد أننا لا زلنا نعمل بهذه الصناعة « بالهلل « مقارنة بالمليارات , والدلائل هي أن حقوق الدوري السعودي مثلا تم بيعها بما لا يقل عن مليار أو مليارين بصفقة « Art « لقناة الجزيرة الرياضية , وكانت «art « قد اشترتها بثلاث مئة مليون. وهذا أدى لضعف الموارد المالية في قطاع الرياضة رغم إن البعض في اتحاد الكرة - الأكاديميين خاصة - يظهرون أنهم حققوا ما لم يحققه أحد من عائد مادي للدوري السعودي , وهذا غير صحيح , لأن الأندية تحقق أكثر مما حققة بيع حقوق الدوري السعودي , فنادي الهلال يحقق 70 مليون سنويا من الراعي الرسمي له , وأندية الاتحاد والأهلي والنصر تحقق سنويا ما لا يقل عن 40 مليون سنويا , هذه رعاية فقط , وحين ننظر لجائزة بطولة كأس الدوري فإن اتحاد الكرة لدينا يدفع للبطل 3 ملايين سنويا مقابل هذا التميز والبطولة , فهل هذا مجزٍ كعائد مادي لنادٍ - مثلا - كالهلال دفع في سنة واحدة 200 مليون ريال أقل أو أكثر قليل , وأندية الشباب والاتحاد والأهلي والنصر تدفع سنويا عشرات الملايين لشراء لاعبين أو دفع رواتب , فأين المقارنة والعائد الذي تحققه الأندية من جائزة « أي « بطولة تصل إلى 3 ملايين مقارنة بما يصرف, والدوري السعودي يباع بمليارات الريالات ؟ من المسؤول هنا ؟ وهذا ما يضع الأثر السلبي لتطوير الرياضة من خلال عدم وجود « الحافز والتطوير « وأصبحت الأندية بأيدي الرؤساء الذين هم من يدفع حقيقة ويشكرون عليه أو الراعي بنسبة لا تشكل 20-30% من مصاريف الأندية , أما الأندية التي بدون راع , فتلجأ إلى أبخس الأثمان للاعبين والمدربين أو أخذ المنسقين من الأندية الكبيرة , هذا ليس عملاً مؤسسياً للأندية التي تسير وفق لمن يدفع أكثر . جائزة «مزايين « الإبل أفضل من جائزة بطولة كأس الدوري أو أي مسابقة رياضية , وجوائز « المزايين « هذا التراث الجميل والذي نحافظ عليه ويدعم بدون أي تمويل حكومي هو أكثر تميزا من غيره، وهذا يسجل لهم حقيقة . يجب أن نعيد من خلالها قراءة قيمة الجوائز الرياضية لكي تصبح بأرقام « العشرات « لا « 3 ملايين « وأن نوسع مصادر دخل « الرياضة « لدينا بمعرفة كيف « نثمن « القيمة الحقيقة لنا لا في « إطار « أكاديمي بالآلة الحاسبة التي نظهر بها أننا نحقق أفضل الأرقام والحقيقة تقول: إنها « هللات « مقارنة بسوق عالمية تتداول مليارات الدولارات، وهذا أساس تطوير الرياضة . [email protected]