كانت جريدة ليبراسيون الفرنسية – التي أسسها المفكر الراحل جان بول سارتر – ومازالت تمتلك فريقا خاصا بابتكار العناوين المدهشة والذكية بدءاً من الخبر الرئيسي وانتهاء بأبسط المواضيع. هذا التميز قاد لهاعددا كبيرا من القراء المخلصين منذ تأسيسها إلى اليوم ، حتى من أوساط اليمين. إنها الدهشة الصباحية التي ينتظرها قراؤها والكثير من المعجبين والمتطفلين. أما عربيا فلا علم لنا بمثل هذا الفن، وإن كان هناك من دهشة أو إبداع، فإن هذا يحدث كما يقال "رمية من غير رام" وإن كان الكتاب الكبار يجيدون هذا الفن إلا أن صحفنا ووسائل إعلامنا إجمالا لم تعِ أهمية مثل هذا الإبداع في العملية الإعلامية وفي إغراء القارئ وإدهاشه. لكن وسائل إعلامنا لا تخلو أحيانا من بعض المفاجآت، من ذلك ما رأيناه يوم الثلاثاء على صدر الصفحة الأولى لإحدى الجرائد" الدولية ".- مع أن كل الجرائد غدت دولية في زمن الإنترنت – والحقيقة أن الصحيفة لم تفعل سوى إبراز اختيار الدهشة من حديثيْ ضيفيها. الضيف الأول هو رجل الأمن الأول في دبي وقائد شرطتها الفريق ضاحي خلفان تميم الذي قال تعليقا على اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح "كل من يأتي من وراء ظهرنا عليه أن يحمي ظهره ". وليست المرة الأولى التي يدهشنا هذا الحكيم الإماراتي، بل إن بعض مقولاته لا تقل علوا عن الكثير من أبراج الإمارات . أما الضيف الثاني فهو محافظ صعدة المدينة التي مازالت مسرحا للقتال بين الحوثيين والجيش اليمني إذ يقول "لدغنا ست مرات من الحوثيين وإذا لدغنا سابعا .. نستاهل. واضح جدا أن الدهشة القادمة من دبي مدهشة، بعكس القادمة من صعدة، من الدمار والبؤس والغدر. ولكننا سنبحث عن دهشة في اللدغة السابعة، وهنا أتوجه لهذا المحافظ اليمني وأسأله أما زال الإيمان يمانياً والحكمة يمانية؟ وإن كان الأمر ما زال هكذا فكيف يلدغ اليمن المؤمن الحكيم من ذات الجحر سبع مرات؟ كنت أتمنى الكتابة عن فن العناوين، لكنه العالم العربي "كلما فرحنا لُدِغنا"