سعادة الأستاذ تركي بن عبدالله السديري سلمه الله رئيس تحرير جريدة «الرياض» السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.. نشر في جريدتكم يوم الاثنين 1431/2/3ه العدد 15183 ص 3 في مقالكم وص10 للأستاذ محمد الغنيم واني أتقدم لسعادتكم بالشكر والعرفان على تسليط الضوء على كتابي (الرسائل العديدة والتوجيهات السديدة بين أئمة آل سعود وأهالي ثادق والمحمل) والشكر موصول للأستاذ محمد الغنيم والذي ظهر بهذه الصورة المشرفة وهو بحق جهد يذكر فيشكر حيث يكاد كبارنا يذكرها وجيلنا الناشئ يجهلها. ولقد تشرفت بمقابلة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي أزال عني رهبة الموقف بتواضعه الجم وتوقيعه على كتابي هذا وسام أعتز به ان يلقى كتابي قبولاً من أمير المؤرخين سيظل خالداً في ذكرياتي ما حييت ومهما قيل فيه وما يقال لن يبلغ من حقه في الثناء ولكن مالنا إلاّ الدعاء له بأن يجزيه عن المسلمين خير الجزاء. وهذه الوثائق تبين كل ما من شأنه ايضاح جوانب التلاحم بين القيادة والرعية والتي تحمل الحب والولاء والإخلاص لمؤسس هذا الكيان العظيم وتسلط الضوء على حقبة مهمة من تاريخنا ويذكر مؤلف نهضة الجزيرة العربية عن الملك عبدالعزيز (لم يعمد قط إلى الأساليب الدنيئة فينكل بعدوه انتقاماً، فاكتسب بذلك إعجاب أهل نجد ومودتهم وحبهم إذ استهواهم منه ما رأوه من رحمته وتسامحه وكرمه مع أعدائه عند النصر، لم يكن ينظر بعينه إلى اللحظة وحدها، بل كانت عيناه تتطلعان إلى آفاق بعيدة فتقدر عاقبة كل خطوة) (1). وما نعيشه اليوم إنما هو ثمرة جهود المغفور له - بإذن الله - الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - من توحيد المملكة مما جعلها تتبوأ مكانتها اللائقة وتوضح ما يكنه مواطنوها لقادتهم ولقد وحد الله به قلوباً متنافرة وبلاداً مترامية وحدهم على كلمة سواء دستورها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بعد ان ذهب جل عمره مجاهداً لترسيخ العدل والأمان. قال الزركلي (كان موفقاً ملهماً محبوباً، عمّر ما بينه وبين ربه، وما بينه وبين شعبه، شجاعاً بطلاً انتهى إليه عهد الفروسية في شبه الجزيرة كريماً لايجارى خطيباً،وحديثا لا يبرم أمرا قبل اعمال الروية فيه يستشير ويناقش ويكره الملق والرياء) (2). وبفضل الله ثم بفضل حكمته وشجاعته وثاقب نظرته استطاع ان يوحد أركان الدولة ويجمع شتاتها لأنه صادق مع الله لذا قيض الله له رجالاً مخلصين يعملون معه. وما ننعم به اليوم كله بفضل الله ثم بتوحيده للبلاد ولقد سار أبناؤه البررة من بعده على خطاه إلى عهد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله وأبقاه -. وسيرة الملك عبدالعزيز حافلة لا يمكننا الإلمام بها في العجالة ولكن كما قال أحد كبار الأمريكيين للزركلي (لقيت كبيراً أميركياً يتهيأ للقيام بعمل رسمي في البلاد السعودية ورأيت أمامه بضعة كتب أشار إليها وقال لي: كل هذه الكتب عن الملك (ابن سعود) سأقرؤها قبل ان أذهب إليه، ومضى بعد حين إلى الرياض، وتعددت مقابلاته للملك ثم عاد فمر بالقاهرة - كنت يومئذ فيها - فسألته عن الملك والكتب، فقال: ما قرأته شيء، وابن سعود شيء آخر، إنه أعمق من كل ما وصف به) (3). أكرر شكري وتقديري لسعادتكم على نشركم كتابي لكونه يلقي الضوء على جانب مشرق من تاريخنا. وتقبلوا تحياتي،،، (1) نهضة الجزيرة العربية تأليف د. جورج خير الله ص 118 (2) الأعلام تأليف خير الدين الزركلي ج 20/4 (3) الوجيز في سيرة الملك عبدالعزيز تأليف خير الدين الزركلي ص 213