عكست الزيارة التي قام بها هذا الأسبوع دولة الرئيس كرزاي الى المملكة العربية السعودية مرة أخرى مدى قوة العلاقة بين أفغانستان والمملكة العربية السعودية. إن البلدين تربطهما العقيدة الإسلامية، والتاريخ المشترك، والمصالح الاستراتيجية ، وقد دأب خادم الحرمين الشريفين على دعم الاستقرار والتنمية في أفغانستان. يأتي الأفغان إلى المملكة العربية السعودية بغرض العمل والدراسة وأداء مناسك الحج والعمرة. ويعلم الشعب الأفغاني أن لديه في المملكة العربية السعودية أصدقاء حقيقيين. وقد اشترك منذ أسبوع واحد بالضبط كلّ من الرئيس كرزاي والامين العام بان كي مون ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في رئاسة مؤتمر لندن حول افغانستان. كان المؤتمر فرصة للمجتمع الدولي لاظهار دعمه للشعب الأفغاني وللحكومة في مواجهة التحديات التي تواجههما. حضر المؤتمر 78 وفدا، بما في ذلك أفغانستان، والدول المجاورة لأفغانستان، والمملكة العربية السعودية وغيرها من القوى الرئيسية في المنطقة. خرج المؤتمر ببعض النتائج المهمة. أولا وقبل كل شيء تم الاتفاق على إعداد خطة لنقل المسؤولية الامنية الى السيطرة الأفغانية بحلول أواخر عام 2010 أو أوائل عام 2011. وستمثل الزيادة العددية في قوات الأمن الأفغانية حجر الزاوية لهذا الأمر، وزيادة عدد الجنود في الجيش الافغاني وعدد أفراد الشرطة في قوة الشرطة بما يزيد على 000ر30. وبنهاية المطاف، تحتاج أفغانستان الى الامن والاستقرار للسماح بتحقيق التنمية الاقتصادية. إن قوات الامن الافغانية هي القوة الصحيحة القادرة على توفير ذلك الأمن، وقد وافق المجتمع الدولي في مؤتمر لندن على زيادة دعمه لتحقيق ذلك. كان هناك أيضا اتفاق دولي على تقديم الدعم لحكومة أفغانستان في برنامج السلام وإعادة الاندماج. تم التعهد في مؤتمر لندن برصد مبلغ مقداره 14 مليون دولار أمريكي لهذا البرنامج. سوف تساعد تلك الاموال على توفير بدائل اقتصادية لأولئك الذين ينبذون العنف، وقطع الصلات مع الإرهاب، والموافقة على العمل مع العملية الديمقراطية. إن القاعدة تهدد المدنيين في كابول، تماما كما في الرياض أو لندن. ولكن من الممكن اشراك العديد من عناصر طالبان في العملية السياسية وفصلها عن الفكر المنحرف لاسامة بن لادن. كما وافق المؤتمر على تحسين تنسيق المساعدات الإنمائية من خلال توجيه أكثرها عبر قنوات الحكومة الافغانية ، وسوف يشمل ذلك إصلاح الهياكل والميزانيات لمساعدة الحكام الإقليميين على توفير الخدمات الأساسية للناس في محافظاتهم. وقد وافق المجتمع الدولي على تكثيف دعمه المدني للحكومة الأفغانية من خلال تعيين السيد مارك سيدويل، السفير البريطاني الحالي في أفغانستان، ممثلا جديدا مدنيا لمنظمة حلف شمال الأطلسي. ان التحديات التي تواجه أفغانستان حقيقية وخطيرة، والعنف هو الذي يمنع العمل المهم المتمثل في تحقيق التنمية للمجتمعات المحلية في جميع انحاء البلاد. ويساعد الفقر والبطالة على توفير مجندين لطالبان وبهذا تستمر دوامة عدم الاستقرار. وقد سعى مؤتمر لندن لكسر هذه الدائرة. إن ما نحتاجه الآن هو قيام أصدقاء الشعب الأفغاني، بما فيهم المملكة العربية السعودية وبريطانيا، بالعمل على الوفاء بتعهداتهم بتقديم الدعم للشعب الأفغاني. وكما أكد دولة الرئيس كرزاي هذا الاسبوع، ان قيادة وشعب المملكة العربية السعودية سيكونان مهمين لمستقبل أفغانستان. *السفير البريطاني في المملكة العربية السعودية