أكد الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في مستهل كلمة ألقاها أمام مؤتمر لندن حول أفغانستان الذي يحضره ممثلون عن 70 بلدا فى العالم اليوم أهمية الدور البناء الذي يمكن للمملكة العربية السعودية أن تؤديه في عملية تحقيق المصالحة الأفغانية . وقال لدى افتتاحه مع رئيس الوزراء البريطاني أعمال اجتماعات مؤتمر لندن حول أفغانستان " إننا نأمل أن يتلطف علينا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بأن يقوم بدور أساسي في توجيه ومساندة عملية المصالحة في أفغانستان " . وأعرب كرزاي عن أمله في تشكيل مجلس وطني للسلام والمصالحة في أفغانستان وإعادة اندماج الآخرين إلى مسيرة المصالحة ليضم كافة القبائل الأفغانية . ويرأس وفد المملكة العربية السعودية لمؤتمر لندن حول أفغانستان الذي يعقد في قصر لانكستر هاوس التاريخي في وسط العاصمة البريطانية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية فيما يشارك في الوفد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة . وأوضح الرئيس كرزاي أن بلاده قد تحتاج إلى الدعم الخارجي على مدى ال 15 عاما المقبلة معربا عن شكره وتقديره للدعم الدولي الذي قدم لحكومة أفغانستان وأن الشعب الأفغاني لن ينسى التضحيات التي قدمت من أجله . وأكد كرزاي في حديثه أمام المؤتمر الذي يحضره الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون أن مسألة محاربة الفساد والحكم الرشيد ستكون في مقدمة القضايا التي تتضمنها خطة حكومته المقبلة وأن التعاون الإقليمي سيكون دعامة أساسية لتحقيق السلام وإعادة اللحمة إلى المجتمع الأفغاني. ويشارك وزراء خارجية وممثلون من نحو 70 بلدا في هذا المؤتمر الذي يهدف إلى إعطاء زخم جديد لإعادة بناء أفغانستان وإعادة توحيد صفوف الأفغانيين في إطار العملية السياسية الديمقراطية في أفغانستان وتوفير وظائف لعناصر طالبان مقابل إلقاء السلاح والعودة إلى الحياة المدنية . في غضون ذلك أكد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون في كلمة مماثلة ألقاها أمام مؤتمر أفغانستان أن تسليم المهام الأمنية من عهدة القوات الدولية إلى القوات الأفغانية سيبدأ اعتبارا من العام الجاري مؤكدا ضرورة زيادة حجم قوات الأمن الأفغانية لتصل إلى نحو 300 ألف جندي مع حلول أكتوبر من العام المقبل. ويتصدر جدول أعمال مؤتمر لندن حول أفغانستان ضمن أمور أخرى موضوع فتح باب التفاوض والحوار مع حركة طالبان الأفغانية ومن المنتظر أن تنشئ البلدان المانحة المجتمعة في لندن صندوقا ماليا لجذب مسلحي طالبان وإعادة تأهيلهم ضمن نسيج المجتمع الأفغاني مجددا. وكان كرزاي قد أكد في حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية الأسبوع الجاري أن أنصار طالبان المتشددين من أعضاء تنظيم القاعدة وبقية الجماعات الإرهابية غير معنيين بخطته حول توفير أموال ووظائف لعناصر طالبان الذين يلقون أسلحتهم مؤكدا أن في مقدمة سلم أولوياته تحقيق السلام بأي ثمن معتبرا خطته لعرض الوظائف والأموال مقصورة عل مقاتلي حركة طالبان الذين يلقون أسلحتهم فقط . وسيساعد الصندوق المالي المزمع تأسيسه على إعادة دمج مقاتلي طالبان الساعين إلى ترك الحركة والعودة إلى قراهم وبيوتهم من خلال التعهد بتوفير فرص العمل والمعونة المالية والحماية. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية في إطار تغطيتها لأعمال المؤتمر أن الدول الإقليمية أعربت عن دعمها للخطة لكن حلف شمال الأطلسي / الناتو / والولايات المتحدة ما زالا متردديّن ومتشككيّن من جدوى وفعالية هذا التحرك في الوقت الحالي في وقت حظيت الخطة بدعم بريطاني حيث أعرب رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الليلة الماضية عن دعمه للخطة الأفغانية لإجراء محادثات مع طالبان. وكان رئيس الحكومة البريطانية غوردون براون قد أكد خلال حلقة نقاشية الليلة الماضية حضرها مجموعة من الطلبة الأفغان والبريطانيين بحضور الرئيس حامد كرزاي انه يؤيد خطة الحكومة الأفغانية بشأن الدخول في مفاوضات مع حركة طالبان وقال " إن عملية إضعاف طالبان تتطلب شق صفها وتقديم المخرج لهؤلاء الذين لديهم الاستعداد لنبذ العنف وأتباع طريق الديمقراطية " موضحا أن هذا العرض يسري فقط على العناصر المعتدلة فيما تعهد كرزاي باتحاد إجراءات جديدة لمكافحة الفساد.