قدر الأمير عبدالرحمن بن عبدالله الفيصل الذي كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة أسمنت القصيم، الأضرار المباشرة التي لحقت بالاقتصاد السعودي منذ بدء سريان قرار منع تصدير الأسمنت إلى الخارج بنحو 20 مليار ريال. وهذه هي المرة الأولى التي يفصح فيها مسؤول سعودي في قطاع الاسمنت عن حجم الخسائر الفعلية التي تكبدها الاقتصاد المحليّ جراء قرار وزارة التجارة والصناعة القاضي بحظر تصدير الاسمنت إلى الخارج، وهو القرار الذي أحدث أيضاً جدلاً واسعاً في أوساط شركات الاسمنت السعودية ووصل إلى حد الخلاف مع "التجارة" حول آلية تطبيقه وجدواه في ظل وجود فوائض كبيرة من المخزونات تزيد على حاجة السوق المحلي. وجاءت تصريحات الأمير عبدالرحمن الفيصل على هامش تكريمه من قبل مجلس إدارة شركة إسمنت القصيم، وذلك نظير ما قدمه من جهود وإشراف مستمر على مدى اكثر من ثلاثة عقود في إدارة الشركة التي تعدّ من أكبر شركات الاسمنت في المنطقة. وبنبرة شابها بعض الحزن، قال الأمير عبدالرحمن الفيصل: "العشرون مليارا التي خسرها الاقتصاد السعودي بسبب هذا القرار، كانت ستوفر الكثير من الوظائف للمواطنين.. القرار الذي طبقته "التجارة" قبل أكثر من عامين لم يحظ بالدراسة الكافية، خاصة في ظل وجود فوائض كبيرة من المخزونات عن حاجة السوق المحلي، الأمر الذي تسبب في اتجاه المستوردين لأسواق أخرى كالهند وباكستان".. على حدّ قوله. سموه في حديث مع معالي محافظ التأمينات الاجتماعية على جانب مختلف، شنّ الأمير عبدالرحمن الفيصل هجوماً لاذعاً على وزارة التجارة والصناعة حيال تدخلها في تحديد السقف الأعلى لمكافآت أعضاء مجالس إدارات الشركات المساهمة، مطالباً بضرورة تغيير آلية اختيار أعضاء مجالس إدارات الشركات المساهمة، وأن يتم اختيار أشخاص محترفين ومتفرغين للانضمام لعضوية المجالس وأن يحصلوا على عوائد مادية مجزية حتى يتهيأ سنّ أنظمة قادرة على محاسبتهم في حال تقصيرهم أو خطئهم. وأكد الأمير عبدالرحمن أن غياب أعضاء مجالس الادارة المحترفين عرقل أعمال الشركات السعودية طوال السنوات الماضية، مضيفا: "هناك موانع من تغيير آلية عمل مجالس الإدارات، والمانع الأكبر هو تدخل وزارة التجارة، متسائلاً: "كيف يمكن لشركة ان تجلب إداريا محترفا وكفؤا للعمل في مجلس الادارة والنظام يمنع تجاوز راتب هذا الشخص 200 ألف ريال سنويا، وللأسف نحن لا نستطيع أن نجذب شخصا ذا عقلية خلاقة ومبدعة وأن يعمل لقاء هذا المبلغ الذي يعتبر زهيدا مقابل ما يملكه من قدرات إدارية". وقال الأمير عبدالرحمن بن عبدالله الفيصل أنه لابد من إيجاد مخرج لهذه المشكلة التي تحد من تقدم كثير من الشركات كون كثير من أعضاء مجالس الإدارات الحالية يعملون لمصالحهم الشخصية، مطالبا بتغيير النظام لتحكمه ضوابط جديدة مرتبطة بالإنتاجية ومدى الكفاءة. واعتبر أن هذا الأمر يعدّ من التحديات الكبيرة التي تواجه الاقتصاد السعودي، مضيفا: "في إسمنت القصيم كان لدينا مجلس إدارة يقبل التحدي والمغامرة ومنفتحا على الأفكار الجديدة، ولو حظينا بملاك أسهم في الشركات يسمحون للتنفيذيين بالعمل ستتغير كثيرا من الأمور". وقال المهندس عبدالله السيف رئيس مجلس إدارة شركة اسمنت القصيم بعد الحفل ان تكريم الأمير عبدالرحمن بن عبدالله الفيصل كان واجبا نظير ما قدمه من جهود مضنية وإشراف مستمر على مدى اكثر من ثلاثة عقود إلى أن أصبحت اسمنت القصيم من كبرى شركات الأسمنت في المنطقة والشركة الوحيدة التي تحقق زيادة في الأرباح مقارنة بالعام قبل الماضي. وأعلن السيف عن إطلاق إسم الأمير عبدالرحمن بن عبدالله على قاعة الاجتماع والتدريب بمقر الشركة عرفانا وتقديرا لما قدمه سموه من أعمال خدمت مسيرة الشركة.