يرى مسيرو الرياضة السعودية وعشاق كرة القدم أن حل مشكلة التحكيم يبدأ بحل اللجان وإبعاد فلان وتكليف فلان متى علت الأصوات وكثر نقد الحكام بسبب الأخطاء الشنيعة التي لا يقع فيها حكم مستجد في أي بلد في العالم فيكون الإطاحة باللجنة هو الحل المسكن لمشاكل تحكيمية متراكمة منذ تشكيل أول لجنة برئاسة عبدالرحمن الدهام وحتى آخر لجنة برئاسة عبدالله الناصر، فالحال واحد والأخطاء تتكرر والعلة واحدة هي العنصر البشري (الحكم) الذي يفتقد للموهبة، إذ أن نسبة كبيرة من الحكام غير موهوبين بل إن قرارات الكثير منهم وخصوصاً التقديرية تؤكد أن السواد الأعظم منهم لم يمارس كرة القدم ولا يعرف عنها شيئا إلا عندما التحق بعالم التحكيم، وهذه الحقيقة هي بداية علاج معضلة كبرى بدأت مع بداية التحكيم السعودي فالحال هو الحال وحكم الأمس لا يختلف عن حكم اليوم، إلا أن أخطاءه الفادحة كانت في الظلام بعيدة عن النقاد وخصوصاً محمد فودة وعمر المهنا اللذين وقعا في أخطاء كوارثية لا تقل عن معظم حكام اليوم، ولكن هذه الأخطاء كانت تمر مرور الكرام على الجميع فليس هناك إعادة للمباريات وبرامج خاصة لتققييم الحكام وبرامج مباشرة تتيح الفرصة لمسؤولي الأندية انتقاد الحكام كما هو الحال هذه الأيام، فالأخطاء تكشف مباشرة وردود الأفعال تسجل في الحال الأمر الذي كشف واقع التحكيم، ومن هنا فإن اللجنة الحالية برئاسة عمر المهنا لن تضيف جديداً للتحكيم والحكام، فالعنصر البشري هو نفسه والمراقب هو نفسه أيضا ومن هنا سنشخص الحال ونقدم بعض الحلول. مشروع الأمل أنا على يقين تام بأن جميع أعضاء اللجان السابقة واللجنة الحالية يتفقون على ضعف العنصر البشري وأن معظم الحكام غير موهوبين ولا علاقة لهم بكرة القدم ومن هنا أعتقد بأن مشروع الأمل أصبح ضرورة حتمية حتى يواكب التحكيم السعودي التقدم الكبير الذي تعيشه الرياضة السعودية وكرة القدم على وجه الخصوص فالحكام أقل بكثير من مستوى المباريات وهذه معضلة حلها في مشروع مستقل لا علاقة للجنة الحكام به يشكل له لجنة خاصة ويستقدم لها خبراء أجانب يشرفون على هذا المشروع. اللاعب المميز يستهدف المشروع اللاعبين الممارسين لكرة القدم ممارسة حقيقية بمعنى البحث عن اللاعبين الذين أجبرتهم الإصابات أو عدم تطور مستواهم الفني على ترك الكرة في سن مبكرة بين العشرين والخامسة والعشرين ويخضع المختارين لاختبارات فنية ولياقية وثقافية وقبل ذلك يكون لديه الهواية والرغبة في دخول عالم التحكيم ويفضل أن يكون المستهدفون من لاعبي أندية الممتاز والدرجة الأولى لان معظم أخطاء الحكام تشير إلى أن الممارسة متواضعة وخصوصاً التقديرية تؤكد ذلك. دعم خاص يحتاج المشروع إلى دعم مالي خاص من الاتحاد السعودي لكرة القدم، وذلك برصد مكافآت مجزية للمستهدفين والمشرفين على المشروع والخبراء وأعتقد أن الأمور المالية في الاتحاد لا تشكل عبئا هذه الأيام في ظل تدفق الإيرادات المالية الكبيرة على الاتحاد من خلال الرعايات الحصرية وحقوق النقل. المراقب هو المشكلة يعاني الحكام من ضعف كفاءة المراقب الفني الذي كان في السابق حكماً متواضعاً وأصبح من خلال دورة قصيرة جداً مراقباً للحكام، وهنا يكمن الخلل فالمراقب لابد أن يكون حكماً مميزاً ينقل للحكام الصاعدين خبرته ويضيف لهم الجديد ومن هنا يجب أن يراقب المستهدفين في المشروع خبراء أجانب والمراقبون الأكفاء في الاتحاد السعودي الذين لا يتعدى عددهم من وجهة نظري عدد أصابع اليد وهم :عبدالرحمن الزيد ومحمد فودة وعمر المهنا. المرداسي والدعم يتفق الرياضيون على أن الحكم الصاعد فهد المرداسي يملك الموهبة التي ستؤهله ليصبح من أفضل الحكام على مستوى العالم وكل ما يحتاجه فقط هو الدعم والتهيئة والتدرج في تكليفه في المباريات الكبيرة و"الدربيات" حتى يصبح حكماً مميزاً يصل للعالمية وهنا يجب أن يحميه اتحاد الكرة من لجان التحكيم التي ستضحي به مع أول موسم يعلق فيه الشارة الدولية كما قضت اللجان السابقة على حكام مميزين بمجرد تعليق الشارة الدولية، وذلك من خلال اسناد المواجهات الصعبة و"الدربيات" لهم دون تدرج فكم من حكم قاد جميع لقاءات الهلال والنصر في موسم واحد، كما انني أتمنى ألا يراقب المرداسي سوى المراقبين المتميزين فقط. ختاماً: أعتقد أن اللجنة الحالية لن تصلح من حال التحكيم والحال يحتاج إلى مشروع وطني عاجل جداً حتى لا يفرض علينا الواقع إسناد جميع المباريات إلى حكام أجانب خلال السنوات القليلة المقبلة.