من أهم العوامل التي تساعد في التحكم في داء السكري والتقليل من فرص الإصابة بأي من مضاعفاته هو تبني نمط حياة صحي متوازن والالتزام به على المدى الطويل. مفهوم التغيير في نمط الحياة غير واضح لدى البعض فيعتقدون بأنه مجرد «حمية» ولفترة محدودة من الزمن تمنع عنهم كل ما لذ وطاب. بينما يشمل نمط الحياة جميع الظروف المعيشية وجميع السلوكيات والاعتقادات والعادات التي يتبناها الشخص. نعني بذلك ادخال تغييرات للحياة اليومية وتبنيها على المدى الطويل. من أهم مقومات أنماط الحياة الصحية الحركة البدنية والأكل الصحي. فينصح بتناول الوجبات على فترات منتظمة وبكميات مناسبة مع الانتباه لنوعية الأكل للحصول على كمية متوازنة من جميع المكونات الغذائية. وكذلك من الضروري ممارسة الرياضة بانتظام والتخفيف من الوزن الزائد. كما ينصح مرضى السكري بإدخال عادات جديدة إلى برنامجهم اليومي مثل تمارين الاسترخاء للتخلص من الضغوطات اليومية. وكذلك ينصحون بالتوقف عن عادة التدخين بأي شكل من أشكاله والتقليل من استهلاك الدهون والنشويات بشكل جذري. النظام الغذائي الخاص بمرضى السكر هو ببساطة «خطة» للأكل الصحي والتي تتحكم في مستوى السكر في الدم. فلا يجب أن يكون الأكل حكراً لأصناف خاصة معينة وتبعاً لنظام غذائي معقد، إنما ركائز النظام الغذائي لمرضى السكر تبنى على التنويع في نوعية الغذاء مع الاعتدال في الكميات والالتزام بأوقات منظمة للوجبات.التخطيط للوجبات يساعد على تكوين روتين يومي لأوقات تناول الوجبات كما يساعد في تنسيق محتوى الوجبات بما يناسب من حيث الكم والنوع. عند الالتزام بهذا التخطيط اليومي يظهر الأثر واضحاً في مستوى التحكم بسكر الدم وكذلك الوزن. التحكم في الوزن والحركة البدنية لها دور أساسي في السيطرة على سكر الدم والحد من مضاعفات السكري ذات المدى القصير والبعيد. فمن المعروف بأن البدانة هي من أهم العوامل المسببة لمرض السكري، ولكن الدراسات أثبتت أيضاً بأن البدانة تشكل ناقوس خطر لكل بدين بأنه من المحتمل جداً إصابته بالنوبات القلبية على المدى البعيد. فينصح مرضى السكري بالالتزام بالحركة البدنية بشكل متواصل ومنتظم وذلك للتخفيف من الوزن الزائد وأيضاً للتحسين من مقاومة الجسم للانسولين وخاصة في مرضى النوع الثاني من السكري. تبنّي هذه العادات والسلوكيات الصحية قد يشكل تحدياً صعباً للبعض. لكن عندما يدرك الفرد قابليته للإصابة بمضاعفات السكري وعند إدراكه لمدى خطورة هذه المضاعفات على صحته وفعالية سبل الوقاية منها، عندها يستطيع تمييز المعوقات التي تمنعه من تبني هذه السبل الوقائية والتغلب عليها. فبذلك يملك الفرد الثقة والقدرة الذاتية على التحكم في نمط حياته. مرضى السكري قادرون على أن يعيشوا حياة طبيعية بأقل مضاعفات ممكنة طالما كان سكر الدم تحت السيطرة. وذلك عن طريق الالتزام بالعلاجات الموصوفة مع الدقة في مواعيدها، وأيضاً الالتزام بالفحص المنزلي لسكر الدم على فترات منتظمة مع ضرورة تسجيل القراءات. ومن المهم أيضاً التعرف على علامات ارتفاع أو انخفاض سكر الدم وكيفية التصرف عند حدوث ذلك. مفاتيح التحكم في الصحة بيد المريض نفسه ولا نهمش أيضاً دور العائلة والمجتمع الداعم لبيئة المريض وعاداته وسلوكياته واعتقاداته والتي تؤثر وبشكل كبير على مسار حياته. * التثقيف الصحي