حين تحضرين .. أراجع قصيدتي الأولى ... أفرحُ كصغيري بالغيم .. وآخذك نزهةً إليه ... قلتُ لك منذ أول وطنٍ في عينيك .. سآخذكِ إلى كوخٍ في قوس قزح .. لنبقى هناك مبللين بالمطر تجاورنا النجوم .. وتأخذنا فيروز إلى قبلات الصباحات الحالمة ... لكنك لم تعلمي قبل هذا أنني وُلِدتُ من غبار نجمةٍ ورّثتني الرملَ وعادت إلى السماء .. هكذا .. كلما تحضرين آخر الأمنيات ، أدرك بيقين بائس أن النساء غواية الحنين .. وتلعثم الصمت ، والنهايات المتكرّرة ، وأنكِ وحدك مدينة الذكرى المتجدّدة .. تلك التي اكتفت بساكنيها .. لايقيم فيها زائرٌ ، ولا يتوب فيها الشعراءُ عن ذنوبِ قصائدهم ..! *** بيتٌ بلا أبوابِ ياليلى .. وجدرانٌ مسافرةٌ عن البردِ المسوّفِ .. في (ينايرَ) سوف يلسعنا الشتاءْ ..! ثوبي حذاءُ الربحِ في فقرِ المدينةِ ، مكتبي خاوٍ من الأدراجِ والأسماءِ لاتقفي وراءَ الصمتِ .. قومي (وافتحي) التلفازَ ..هذا الليلُ خاتَمُهُ الرياء ...! الآنَ أكتبُ آخرَ الأسماءِ والأفعالِ والصرفِ السخيفِ .. وأقرأ الأخبارَ في النتِّ البطيءِ .. أعود أستلقي على التلفاز مثلك .. نمضغُ الكلماتِ في شفةِ المساءْ ..! بيتٌ بلا سقفٍ ولا جدران ياليلى.. وأنتِ لهُ السماء ! *** الآن أشعلُ شمعةَ العامِ الجديدِ .. فلا تخافي من غبارِ العمرِ جرَّ وراءَه الأحلامَ والأحزانَ والقلبَ البخيلْ ..! هذي العوادمُ في سماءِ الأمسِ عابرةً .. وتبقينَ الصغيرةَ كلما كبُرتْ .. تُفتِّح فوقَ خدَّيها ورودُ المستحيلْ ..! في آخر الشهرِ الفقيرِ .. وبعد أن تتثاءبَ الأيامُ .. بعد رجوعِ أمي للديارِ.. سأقبض الذنبَ المؤجلَ .. فامنحي الصلواتِ قِبْلتَها ومعبدَها النبيلْ ..! بيتٌ بلا وطنٍ ولا عنوانَ ياليلى .. وأنتِ له الدليلْ ..! *** هذا زحام المال ياليلى .. وُبْرجُ (الفيصليةِ) ِظلُّهُ الفقراءُ .. والشعراءُ .. تنمو فيه أشجارُ الخضوعْ ! لا تفتحي الشبّاكَ .. مثلي حاولي أن تسألي الطرقاتِ عن (ميجيلَ) عن ليلى (السميّةِ) ..عن روايتِها .. وعن وطنٍٍ يجوعْ ..! بيتٌ يسافرُ في دروبِ الغيبِِ ياليلى .. .. وأنتِ له الرجوعْ ..!