سيكون قرار تعيين الحكم الدولي السابق عمر المهنا رئيساً للجنة الحكم سبباً لعودته لدائرة الأحداث الصاخبة بقوة والتي ودعها منذ اعتزاله التحكيم في العام 2004، إذ تعتبر وظيفة رئيس لجنة الحكام واحدة من أصعب الوظائف في كرة القدم السعودية على الإطلاق. وتم تعيين المهنا الذي كان يعمل مؤخراً محللاً قانونيا في القناة الرياضية السعودية خلفاً لرئيس اللجنة السابقة عبدالله الناصر الذي ودع منصبه بعد قرار بحل اللجنة إثر سلسلة من الاحداث الصاخبة والأخطاء المتكررة التي شهدتها المسابقات الكروية السعودية. وتعاقب على إدارة اللجنة 7 رؤساء هم عبدالرحمن الدهام وفهد الدهمش وفلاج الشنار ومثيب الجعيد ومحمد المرزوق وعمر الشقير وعبدالله الناصر قبل أن توكل المهمة للمهنا، ويعتبر الدهام الأكثر مكوثاً على كرسي الرئاسة، بينما رحل عن الكرسي الساخن بعض الرؤساء بقرار إعفاء كالشنار والمرزوق والناصر بعد حل لجانهم، فيما رحل الشقير بقرار استقالة. ويأمل المهنا بجلوسه على الكرسي الأكبر في لجنة الحكام الرئيسية أن ينجح في قيادة اللجنة لبر الأمان، رغم إداركه لما ينتظره من صعوبات، سواء داخل اللجنة مع الحكام أنفسهم ، او خارجها مع مسؤولي الأندية وجماهيرها، وكذلك مع الإعلام الذي يتعاطى يومياً مع (الرئيس) في ظل الأحداث التحكيمية المشتعلة التي تشهدها مباريات المسابقات السعودية. ويعد المهنا الذي يعمل معلماً للتربية البدنية واحداً من الحكام السعوديين الذين كان لهم حضوراً لافتا في مسيرة التحكيم السعودي، إن على مستوى السنوات الطويلة التي خدم فيها بسلك التحكيم، او عبر تمثيله للتحكيم السعودي على الصعيد الدولي، وكذلك من خلال الأحداث الصاخبة التي عاشها خلال مسيرته كحكم والتي امتدت لقرابة 23 عاماً. وبدأ المهنا مسيرته كحكم بعد اعتزاله اللعب مباشرة في العام 1981، حيث كان يلعب حارس مرمى في نادي النهضة؛ لكنه ظل صديقاً لمقاعد الاحتياط ما دفعه لاتخاذ قرار الاعتزال، وقد أسهم وجوده إلى جانب الحارس الدولي خالد الدوسري الشهير ب(خالدين) دوراً في عدم فوزه باللعب أساسياً، حيث كان الأخير يعيش في نهاية السبعينيات والنصف الأول من الثمانينيات أزهى حضوره على مستوى ناديه والمنتخب السعودي. وفي وقت كان المهنا فيه مغموراً كلاعب، إلا أنه دخل عالم الشهرة منذ أن ارتدى البزة (السوداء)، إذ لفت الأنظار إلى موهبته التحكيمية التي استطاع من خلالها أن يقود أول نهائي له عام 1986، وهو لازال يصنف كحكم درجة ثانية، ليخطف الأنظار من خلال مستواه المتميز وشخصيته القوية، وتواصلت قيادته للنهائيات حتى تجاوزت 12 نهائياً ليكون بذلك أكثر حكم سعودي قاد نهائيات محلية وخارجية. وحصل المهنا على الشارة الدولية في العام 1989 بعد ثماني سنوات من بداية مشواره التحكيمي، واستمر في القائمة الدولية لمدة 15 عاماً، شارك خلالها في العديد من البطولات أبرزها كأس العالم للشباب بالسعودية عام 1989، ودورة الألعاب الآسيوية بالصين عام 1990، وكأس العالم للناشئين بايطاليا عام 1991، وكأس آسيا باليابان عام 1992، وكأس العالم للناشئين باليابان عام 1993، ونهائيات دورة الألعاب الأولمبية بأتلانتا عام 1996، وكأس العرب بقطر عام 1999، وكأس الخليج في البحرين عام 1999، وكأس آسيا في لبنان عام 2000 ، وبالإضافة إلى تلك المشاركات فقد شارك المهنا في العديد من البطولات الإقليمية على الأندية، كما شارك في تحكيم مباريات في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم، كما تم ترشيحه لإدارة نهائيات في بعض البلدان العربية، وبالإضافة إلى تخصص المهنا في إدارة النهائيات فقد تخصص في إدارة (الديربيات) لاسيما (ديربي الرياض) بين الهلال والنصر، حيث قاد أكثر من 20 مواجهة بينهما، و(ديربي جدة) بين الاتحاد والأهلي حيث قاد أكثر من 10 مواجهات بينهما. ولم يشفع تاريخ المهنا الحافل من تجاوزه لقرار الإيقاف الذي صدر بحقه من قبل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير سلطان بن فهد في أبريل 2001 على إثر الأخطاء التي ارتكبها في مباراة النصر والهلال في المربع الذهبي لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين، لاسيما بعد أن تغاضى عن احتساب ضربة جزاء واضحة للهلال في نهاية الشوط الثاني؛ لكن خضوعه للعقوبة التي فرضت عليه لمدة 6 أشهر لم تفت من حماسه وعودته من جديد لساحة التحكيم حتى اعتزاله بعد ذلك بثلاث سنوات. ولا يعد تنصيب المهنا رئيساً للجنة الحكام الرئيسية المرة الاولى التي يمارس فيها العمل الإداري، وإن لم يكن بهذا المستوى حيث يعتلي قمة الهيكلة الإدارية في التحكيم السعودي؛ لكنه سبق له العمل عضواً في اللجنة الفرعية للحكام بالشرقية من عامي 1990-1995، وعضواً في اللجنة الرئيسة ما بين عامي 1995-1999، ورئيسا للجنة الفرعية للحكام بالمنطقة الشرقية ما بين عامي 1996-2008.