دافعية التحدي هي من قاد متسلقي جبل وادي داما إلى الاحتجاز فيه، لكن هناك احتجاز أصعب وهو النظرة الاجتماعية لهذه الممارسات الرياضية والانتقادات المعلبة والجاهزة. وبصفتي صحافيا وصلت إلى الموقع منذ اللحظات الأولى وعايشت الحدث أولا بأول فإنني اعتبر ما قام به الشابان مغامرة لممارسة تسلق الجبال والتعرف على طبيعتها وإشباع دافعية التحدي والمغامرة للوصول إلى ما هو صعب لكن الشابين كان ينقصهما الأدوات اللازمة للتسلق وتوخي السلامة وهذه المشكلة نراها في حياتنا اليومية من خلال مغامرات غير محسوبة المخاطر . ومن هنا فإن الدعوات ملحة لسرعة إيجاد مكان مناسب لممارسة هذه الرياضة ولعل الهيئة العامة للسياحة والآثار تدخلها ضمن البرامج الترفيهية للسياحة خاصة في مثل وادي دامة بتبوك حيث المناظر الخلابة والجميلة للجبال والعيون تجعل الشخص يتطلع إلى الوصول لما هو أجمل وأفضل. وردا على الانتقادات الموجهة للدفاع المدني، فإنه يمكنني القول إنه كان أداء مميزا بكل معنى الكلمة حتى وإن كان رجاله لم يحققوا الانجاز في الوصول إلى مكان المحتجز لكن تواجدهم في الموقع رغم وعورته على معداتهم الكبيرة إلا ان جهودهم كانت ملموسة من خلال التواصل مع المحتجزين وإضاءة المكان طوال ساعات الليل في طقس شديد البرودة وإيصال المواد التموينية والملابس ومحاولة إنقاذهما بالطائرة العمودية بإنزال افراد الدفاع المدني بالقرب منهما لانتشالهما بالسلالم لكن صعوبة التضاريس منعت الطائرة من الوصول للنقطة التي يوجد فيها المحتجزان على الرغم من الاقتراب الشديد من مكانهما. ومن ثم وبعد استشارة مع القيادات استعد الدفاع المدني لجلب خبرات أخرى حتى لو كانت من جهات ومناطق المملكة الأخرى لكن هناك عدد من المتواجدين استعدوا لصعود الجبل وطالبوا من قائد عملية الدفاع المدني السماح لهم بذلك وبدأ الرجال ومعهم افراد من الدفاع المدني الصعود والصخور الهشة تتساقط من تحت أقدامهم بسبب تبللها بمياه الأمطار وبدأ سلامة العطوي من الاقتراب منهما وحينها طلب الدفاع المدني من الآخرين التوقف خوفا على حياتهم ومن خطورة الصخور المتساقطة وبدأ العطوي يقترب من المحتجز حيث أزال شجرة موجودة في احد الشقوق ليجعل من مكانها موضعا لقدميه وفعلا نجح في الوصول إلى أحد المحتجزين ومن ثم انتشاله إلى اعلى والعبور به من طريق آخر. إن هذه المهارة لم تتحقق عند سلامة العطوي لولا مغامرات سابقة في سلوك الطرق الوعرة التي أعابها من أعابها على فهد ويزيد متسلقي جبل دامة . وكانت فرق الدفاع المدني قد تلقت بلاغا عن وجود شابين عالقين في قمة جبل وادي داما وعند محاولة أحدهما النزول سقط وتوفي في الحال بينما بقي الآخر إلى أن تم إنقاذه.