الرياض – محمد الغامدي سنخاطب الأمير نواف بن فيصل لتأسيس اتحاد لهذه الرياضة 11 شخصاً ماتوا في العام الماضي خلال صعودهم لجبل دانالي واجهت الموت بعد تعطل خزان الأكسجين في إيفرست كشف المتسلق السعودي الأمير بندر بن خالد بن فهد رئيس لجنة تطوير رياضة التسلق في هيئة السياحة أنه شعر بغبطة عندما بلغه الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة أن لديهم برنامجا لتسلق الجبال ويعملون على تطوير هذه الفكرة، وعندما سأله أيضا، عن استعداده لرئاسة اتحاد لهذه الرياضة إذا تم تأسيسه، وقال سنخاطب الأمير نواف بن فيصل في هذا الأمر، إذ إن تأسيس اتحاد رياضي لا بد أن يتم عبر الجهات الرسمية، وبتنسيق مع الجهات المعنية لتأهيل الجميع على هذه الرياضة. وأكد أنه كان أول سعودي يصعد لجبل دانالي، وقال في حواره مع الشرق، الخطأ في هذه الرياضة يعني الموت، لذلك لا بد من التأكد أولا من تأهيل الجميع واستعدادهم لممارسة هذه الرياضة، وحكى الأمير بندر تفاصيل رحلاته المثيرة إلى قمة جبل دانالي وكيف أنه ومجموعة من المتسلقين نجحوا في إنقاذ حياة متسلق إنجليزي رغم المخاطر التي تعرضوا لها. * أين ومتى بدأت رياضة التسلق؟ - بدأتها في فرنسا وعمري عشر سنوات، وفي عام 2007 قررت الرجوع عن طريق برنامج تدريبي في التسلق بولاية آلاسكا لمدة 12 يوماً، بالإضافة لتسلق جبل كليمنجارو، وهو يعتبر أعلى قمة في إفريقيا وأحد القمم السبعة في العالم. * ولماذا القمم السبعة تحديداَ؟ - وضع المتسلق «ديكباس» في ذهنه أن يتسلق أعلى القمم في العالم وهي سبعة جبال كل جبل له طبيعته وميزته التي يتميز بها، ومع كل جبل من هذه الجبال تكون المغامرة مختلفة وأساليب التسلق أيضاً مختلفة، وأول ما بدأت في هذه الرياضة كان هدفي أن أتسلق ايفرست وأتشرف وافتخر بنجاح زميلي وصديقي فاروق الزومان الذي سبقني إلى ذلك، كنت سعيدا له أكثر مما سعدت لنفسي لأنني أفتخر أن هناك سعوديين من أبناء بلدي يحققون الإنجازات تلو الأخرى. * هل فكرت في أن يكون هناك اتحاد لهذه الرياضة؟ - عندما رجعت من دانالي عام 2010، حيث كنت بحمد الله أول سعودي يصعد هذا الجبل، جاءني اتصال من هيئة السياحة والآثار، وتحدثت إلى الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة وأبلغني أن لديهم برنامجا لتسلق الجبال ويعملون على تطوير هذه الفكرة، وقال لي سنتخذ الخطوات اللازمة حيال هذا الموضوع الذي سينطلق عبر رحلات للتسلق في المملكة العربية السعودية، وسألني الأمير سلطان عن رئاستي للجنة وشعرت بغبطة أن هناك برنامجا للتسلق وأن يكون لي دور في المساهمة في تطوير هذه الرياضة. * وما هي النتائج التي خرجتم بها؟ - لأن الرياضة في هذا المجال جديدة علينا، كان من الطبيعي أن يكتنفها بعض البطء، لابد أن يكون هناك تنسيق مع الجهات المعنية لتأهيل الجميع على هذه الرياضة، إذ إن الخطأ في هذه الرياضة يعني الموت، ومن هنا نعمل بتعاون كبير مع الدفاع المدني عن أساليب الإنقاذ وتحديد الأماكن المسموحة للتسلق، إذ إن المسؤولية كبيرة فالقضية هنا حياة أو موت ولابد من التأكد أولا من تأهل الجميع واستعدادهم لممارسة هذه الرياضة، مع الحرص على توفير مجال للرياضي السعودي بأن يقوم بالتسلق وهو أكثر أماناً، كما أن هناك تنسيقاً من قبل اللجنة مع القطاع الخاص لتوفير المواد، والكثير من هواة التسلق متحمسون لهذا المشروع.. * متى تتوقع انطلاق هذا المشروع؟ ستة أشهر من الآن.. بعد أن تكون الأماكن والتجهيزات قد توفرت. * هل هناك تجارب في أماكن محددة؟ -لا نريد أن نبدأ، ثم نتوقف، نريد التأكد أننا قادرون على الاستمرار ومن ثم سنبدأ مشروعنا. * هل ترى أن بناء قاعدة هذا المشروع جيدة؟ - جداً جدا، فالطريقة التي نسير عليها مدروسة ومقننة، وفيها الكثير من الإلمام بجميع جوانب هذه الرياضة، سواء من الناحية الأمنية أو طرق الإنقاذ أو أساليب التسلق، من يسير على منهج جيد ومدروس سيصل إلى مستوى جيد. * هل استهدفتم جبلا في المملكة لهذا المشروع؟ - ليس هناك جبل يحتاج إلى استهداف، فأعلى جبل موجود لدينا هو جبل السودة، ومن الممكن صعوده على الأقدام أو بسيارة.. ولكن هناك جبالا في مكةالمكرمة وفي تبوك، وهناك وديان قابلة لتسلق صخورها وهي مختلفة عن تسلق الجبال، تسلق الصخور باليدين والرجلين. * إذن ماذا ينقصنا لتفعيل هذه الرياضة؟ - التدريب، ثم المواد التي ينبغي توفرها لهذا المشروع، وأخيرا المساندة . * هل تفكر في تأسيس اتحاد لهذه اللعبة .. وهل خاطبت الأمير نواف بن فيصل في هذا الشأن؟ - لا.. إلى الآن لم يتم هذا.. * وهل تنتظر أن يطرح هذا الموضوع أم أنك ستقوم بهذا الدور؟ - سأطرح هذه الفكرة عليهم. * ألا ترى أن وجود اتحاد لهذه اللعبة سيكون مفيداً؟ - أعتقد أن وجود هذه اللعبة سيفيد هيئة السياحة والآثار سواء في تنظيم الرحلات السياحية، أو لرعاية الشباب لأنه سيفيد الشباب بتنمية مواهبهم في هذه الرياضة،وملء وقت فراغهم بما يفيد. * ما هي المصاعب التي واجهتها خلال رحلاتك؟ - على قمة جبل دانالي انقسمنا إلى فريقين، فذهب المدرب ومن معه، وأخذت أنا البقية معي للهبوط، وهنا على المتسلق أن يعي أنه سيواجه ظروفاً صعبة جداً، فمثلا، اضطررنا إلى إنقاذ أحد المتسلقين الإنجليز، حيث كان في وضع سيء جداً، اضطررنا أن نجلس 45 دقيقة على حافة الجبل في الأعلى وسط عاصفة شديدة من أجل إنقاذ هذا المتسلق. * كم تبلغ المسافة؟ - المسافة لا تقاس بالأمتار بل بالساعات التي نقضيها في السير، ومن خطورة جبل دانالي توفي على قمته 11 شخصاً العام الماضي، ونحن في طريقنا للهبوط أخذنا ثلاث ساعات للوصول للمخيم الثالث من غير مدربين.. أما في جبل فنسن فقد كنت أول سعودي يصعد هذا الجبل حيث اجتاحتنا ونحن في الجبل عاصفة شديدة استمرت تسعة أيام، وطوال هذه الأيام ونحن نستهلك في الغذاء الذي لدينا إلى أن انتهى، وبحمد الله عرفنا أن هناك غذاءً مدفونا، فحفرنا وأخرجناه، وقد يصل عمر هذا الغذاء 15 سنة، ولكن في مثل هذه الأجواء فإنه يظل محتفظا بقيمته الغذائية، وهذا موقف يعد من المواقف الصعبة التي مرت علي إذ أنني لست متعوداً عليها، أما الثالثة فكانت في إيفرست، في هذه السنة، ثاني أخطر سنة في تاريخ الجبل، واجهنا الموت، الصعود إلى قمة إيفرست يأخذ من خمسين إلى سبعين يوما، في هذين الشهرين تكون في حالة ذهاب وإياب ما بين المخيمات، تذهب للمخيم الثاني وتعود للأساسي ومن ثم تذهب للمخيم الثالث وتعود للأساسي. * ما الهدف من الذهاب والإياب؟ - الهدف، هو تجديد جميع خلايا الدم الحمراء لتحمل أوكسجين أكثر، لأنك لو أخذت إنساناً ووضعته على قمة إيفرست بعد دقيقتين سيغمى عليه وبعد سبع دقائق سيموت من قلة الأكسجين، فكل حركة في إيفرست متعبة، ولأن الأجواء سيئة فإن جميع الفرق استهدفت أن يكونوا على القمة يوم 19 في ذلك الشهر فتركنا المخيم الأساسي ومشينا ثماني ساعات كي نصل للمخيم الرابع، نرتاح في الخيمة، والراحة ليست نوما، هي أن نلبس ونجلس لمدة ست ساعات ومن المخيم الرابع تحركنا والشمس في حالة مغيب ومن هناك وصلنا الساعة 12 لمكان استراحتنا كي نغير أجهزة الأكسجين، واصلنا للقمة الجنوبية فوصلنا هناك عند الساعة السابعة، وهناك يفترض أن أغير أجهزة الأكسجين، وجدنا « أن الخزان به عطب» وبدلا من أن أسير على خمسة ليترات في الدقيقة أصبحت أسير على لترين. كانت أصعب 400 متر أسيرها في حياتي، كنا على ارتفاع 8800 متر ولابد من النزول والصعود في أصعب منطقة في إيفرست اسمها «هيلري استات»، في هذا الارتفاع وفي هذه الأجواء درجة الحرارة فيها كانت 35 تحت الصفر وسرعة الرياح كانت 100كم/س، ما ساعدني في تجاوز الثمانية أمتار الصخرية هو خبرتي السابقة في تسلق الصخور حيث أنني كنت أمارسها هنا في المملكة باستمرار. * ما الذي خرجت به من تلك الصعوبات؟ - وجدت في المتسلقين أنانية، والأنانية للحفاظ على البقاء فكل واحد لا يهتم للآخر، ولا أحد يلتفت لغيره، كل واحد يريد الحفاظ على حياته. كما أن المواقف الصعبة التي لا ندركها إلا بعد نزولنا من الجبل هي أن البعض ممن كانوا معنا لا يعودون حيث أنهم يموتون على القمة دون أن ندري عنهم شيئاً. * وما هي الأصداء التي وجدتها بعد رحلاتك؟ - لدي موقع على الإنترنت، تفاجأت بالإقبال الكبير عليه.. وهذا يدلل على أن الشباب يريد هذه الرياضة. * دعني اتجه بك ناحية كرة القدم.. ألا ترى أن مستوى الدوري السعودي انخفض؟ - حقيقة لا أتابع كرة القدم .. ولكن أستطيع التأكيد أن السعوديين في رياضة التسلق مبدعون. * ولكننا لا نرى هذا الإبداع في صحفنا؟ - عالمياً هذه الرياضة لا تحصل على شهرة في أوساط الصحافة، لأنه ليس هناك مباريات أو متابعة جماهيرية، ليس هناك ما يجذب المتفرج أن يتابع هذه الرياضة .. ولكن رأينا في السنوات الأخيرة نموا لها هنا في السعودية، شاهدنا فاروق الزومان كأول سعودي يصل لقمة، ورأينا أول امرأة سعودية «عائشة بكر» تصل للمخيم الأساسي، وهذه ليست سهلة أن تصل امرأة إلى المخيم الأساسي، هناك 500 شخص يستهدفون القمة سنوياً وعشرون ألفا يستهدفون المعسكر الأساسي..والمعسكر الأساسي بحد ذاته رحلة تأخذ أسبوعين. وأيضاً هناك عشر نساء وصلن للمعسكر الأساسي وشعارهن هو تنبيه النساء على رياضة المشي ومدى أهميتها. ومجموعة من المنطقة الشرقية صعدوا قمة جبل كليمنجارو. وهذا دلالة على الإقبال. * ماذا تريد أن تقول لمن يريد تسلق هذه الجبال؟ - أن يبدأ بالأسهل ويكون متدرجاً فيها.. ويجعل قمتي دانالي وإيفرست للنهاية. قمم التسلق السبع * إيفرست في آسيا * كليمنجارو في إفريقيا * فنسن في القطب الجنوبي * كوزيسكو في أستراليا * دانالي في آلاسكا * اليروس في روسيا * أكن كاجوا في أمريكا الجنوبية الأمير بندر بن خالد * بدأ رياضة التسلق وعمره عشر سنوات في فرنسا * رئيس لجنة تطوير رياضة تسلق الجبال في هيئة السياحة * أول سعودي يتسلق القمم السبعة * أول سعودي يتسلق أعلى القمم في أمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا والقارة القطبية الجنوبية وأستراليا فنسن في القطب الجنوبي