تعد هواية تسلق الجبال في منطقة تبوك، من المغامرات الخطيرة نسبيا لاعتبارات كثيرة أهمها ارتفاع هذه الجبال عن مستوى الأرض، فضلا عن صعوبة الطريق المؤدية إلى هذه المرتفعات الجبلية، التي يقصدها البعض للبحث عن الصيد، والبعض الآخر للتحدي وحب الاستطلاع دون النظر للعواقب. وتتلقى غرفة العمليات في الدفاع المدني في المنطقة، بلاغات متنوعة من قبل مرافقي هؤلاء المغامرين «طلبا للمساعدة والإنقاذ، وخاصة غرفة عمليات الدفاع المدني في محافظة ضباء والتي تحيط بها الجبال الشاهقة مثل جبال الديسة، ضربة، شرما، شار وجبال أشواق، حيث تتباين البلاغات ما بين احتجاز متسلقين أو حتى احتجاز أغنام في قمم الجبال، حيث باشرت فرق إنقاذ العديد منها». وهنا أوضح ل «عكاظ» الناطق الإعلامي باسم الدفاع المدني في منطقة تبوك العقيد ممدوح العنزي، امتلاك الدفاع المدني كفاءات بشرية مدربة على عمليات إنقاذ المحتجزين في المناطق الجبلية عبر الحبال، ولهم خبرة كافية في التعامل مع الحالات المصابة ونقلها عبر النقالات بواسطة الحبال إلى أقرب منطقة يمكن فيها للمسعفين استلام الحالة. وأضاف: «يتم التعامل في المواقع الوعرة بالاستعانة بالطيران العامودي لنقل الحالات سواء أكانت حالة إصابة أو وفاة جراء السقوط»، مشيرا إلى أن الدفاع المدني يتعامل مع جميع البلاغات الواردة بجدية، وسرعة الانتقال للموقع المحدد من قبل طالب الإنقاذ، وزاد: «دورنا لا يقتصر على الإنقاذ البشري بل يتعداه للإنقاذ الحيواني»، وتابع: «باشرنا نحو 10 حالات احتجاز على الأقل العام الماضي»، وناشد المواطنين والهواة عدم التسرع بالتسلق والمغامرة الخطرة في الأماكن المرتفعة حتى لا يحدث لهم مكروه. إلى ذلك، روى ل «عكاظ» محمد المالكي أحد الناجين من تسلق الجبال، قصة احتجازه في جبال الديسة، وقال إنه في نزهة مع عائلته زملائه وكان هناك تحد لمن يتسلق الجبال، فقبلت التحدي وصعدت للجبل، وعند وصولي إلى منتصفه رأيت أن القمة بعيدة فقررت الرجوع، فلم أتمكن من ذلك كون الجبل مصفحا ويصعب النزول، ورأيت أطفالي وزملائي وهم يحاولون ثنيي عن التقدم والرجوع، إلا أنه لم يكن أمامي خيار سوى التقدم للقمة وبالفعل وصلت لها وحاولت البحث عن مكان آمن للنزول ولكنني لم أستطع. وأضاف: لم أفكر لحظتها، سوى بأطفالي وأسرتي التي كانت في انتظاري بالأسفل، وشاهدت الموت كثيرا، وبعد مرور 12 ساعة تمكنت فرق الدفاع المدني في محافظة ضباء من إنزالي من الجبل عبر الحبال وقد كتب الله لي عمرا جديدا، وخلص إلى القول: «إنها هواية تستحق المجازفة عموما». أما سلطان العطوي، أحد هواة التسلق، فيشير إلى قصة تسلقه الجبل واحتجازه، وقال: كنت أتوقع سهولة الصعود والنزول من الجبل ولكن بعد وصولي لقمة الجبل في منطقة «بجدة» لم أتمكن من النزول حتى باشرت فرق الدفاع المدني إنقاذي عبر حبال بعد مرور أكثر من 14 ساعة على احتجازي.