سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انتشال شاب حيّ من تحت الأنقاض في هايتي بعد 11 يوماً على الزلزال ينعش الآمال بوجود آخرين 20 ألف جندي أميركي في الجزيرة وحولها .. ونجوم هوليوود جمعوا 58 مليون دولار
تمكن فريق من المسعفين الدوليين السبت في بور او برنس من انتشال شاب حي في الخامسة والعشرين من تحت الانقاض نقل لاحقا الى المستشفى، وذلك بعد احد عشر يوما على الزلزال القوي الذي ضرب هايتي مما عزز الامال بالعثور على مزيد من الاحياء بعد ان كانت الحكومة قد اعلنت وقف عمليات البحث عن ناجين. وقال ويزموند اكسانتوس انه تمكن من البقاء على قيد الحياء بين انقاض محل البقالة حيث كان يعمل، بشرب الكوكاكولا وتناول بعض الاشياء البسيطة، في واحدة من قصص الامل القليلة في الكارثة التي اودت بحياة اكثر من 112 الف شخص. وجاء انقاذ اكسانتوس فيما تجمع الاف الناجين وهم يبكون امام الكاتدرائية المدمرة في العاصمة لتشييع جنازة رئيس اساقفة بور او برنس في مراسم مؤثرة. وقال شقيق اكسانتوس ان الشرطة منعته من الاقتراب من المتجر الكائن في منطقة خطيرة شهدت اعمال نهب. وابلغت اسرته فريق انقاذ يوناني عن سماع صراخه بين انقاض المتجر. وقال رئيس فريق الانقاذ الفرنسي اللفتنانت كولونيل كريستوف رينو "يمكن القول انها معجزة حقا ونأمل الا تكون الاخيرة". وكانت الاممالمتحدة اكدت قبل ساعات ان الحكومة الهايتية اعلنت الجمعة وقف اعمال البحث والانقاذ ليتاح لعمال الاغاثة التركيز على تأمين مواد اساسية لاغاثة لنحو 600 الف شخص شردهم الزلزال. لكن اكثر من ستين فريق اغاثة اجنبي واصلوا البحث عن ناجين بعد ان كانوا تمكنوا من انقاذ 132 شخصا بين انقاض المدينة منذ كارثة 12 كانون الثاني-يناير. والجمعة تم انقاذ مسنة في الرابعة والثمانين وشاب في الثانية والعشرين. ويرقد الاثنان في المستشفى. وكانت مأساة الهايتيين واضحة في الجنازة الكبيرة التي اقيمت لرئيس الاساقفة جوزف سيرج ميوت امام الكاتدرائية الكاثوليكية التي دمرت في الزلزال. وقتل ميوت عندما انهار مكتبه الملاصق للكاتدرائية في الزلزال الذي بلغت شدته 7 درجات. وكان الرئيس رينيه بريفال في مقدمة المشيعين الذين بكوا ورنموا. وقال المطران جوزف لافونتان الذي ترأس مراسم الجنازة "الخالق يريدنا ان نشارك في خلق بلد جديد، هايتي جديدة، عالم جديد". وهتف احد الواعظين "يجب ان تختفي كافة الارواح الشريرة من القصر الرئاسي". وانضم المشاركون الى الصلاة وهتفوا ورفعوا اياديهم باتجاه القصر. واكد بيان رسمي السبت ارتفاع حصيلة القتلى الى 112 الفا و226 شخصا. وسرع عمال الاغاثة وتيرة المساعدات للمنكوبين الذين تم ايواؤهم في خيم او مخيمات منتشرة في انحاء العاصمة، وسط اوضاع مزرية. وقال برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة انه وزع مليوني وجبة الجمعة فيما اكدت منظمة الصحة العالمية ان ما مجموعه 150 مركزا صحيا تعمل في انحاء المدينة. وقال الجيش الاميركي ان وحدة تابعة للمارينز وصلت قبالة سواحل هايتي لدعم فرق الاغاثة. وبحلول الاحد سيصل عدد العسكريين الاميركيين في هايتي او قبالة شواطئها الى عشرين الفا. وبدأت الحياة الطبيعية بالعودة الى اجزاء من العاصمة حيث فتحت بعض المتاجر وعاد الباعة الجوالون الى الشوارع وتشكلت طوابير من الناس امام مصارف خاصة بانتظار ان تفتح ابوابها. غير انه في اماكن اخرى استمرت اعمال السلب وخاصة في شارع التسوق الرئيسي في بور او برنس واطلقت قوات الاممالمتحدة طلقات تحذيرية والغاز المسيل للدموع على ناجين بعد خروج عملية تسليم حصص غذائية عن السيطرة. وفي موازاة ذلك استمرت عملية نقل الناجين خارج العاصمة. واغتنم اكثر من 130 الف شخص عرض الحكومة بنقلهم مجانا الى مدن اخرى حيث تقام مخيمات جديدة، بحسب الاممالمتحدة. وغادر عدد غير معروف العاصمة بوسائلهم الخاصة. وخارج هايتي قاد الممثل الاميركي جورج كلوني نخبة من نجوم هوليوود الجمعة في تيليتون لجمع المساعدات المالية. وتمكن التيليتون الذي نقلته كافة شبكات التلفزة الاميركية الكبيرة من جمع اكثر من 58 مليون دولار. وسيلتقي قادة العالم في مونتريال في كندا الاثنين لمناقشة خطط اعادة بناء الدولة المنكوبة. وحذر خبراء من ان مئات آلاف الهايتيين سيعيشيون على مساعدات اجنبية وفي مساكن مؤقتة لسنوات قادمة اذ يمكن ان تستمر اعمال اعادة البناء لعقد من الزمن على الاقل. وقال بيان لوزارة الداخلية في هايتي السبت ان حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب البلاد في 12 كانون الثاني-يناير ارتفعت الى 112 الفا و226 قتيلا. وكانت حصيلة سابقة ادلت بها الوزارة الجمعة تحدثت عن مقتل 111 الفا و499 شخصا واصابة 190 الفا اخرين. وقالت الوزارة في بيان ان "الخسائر كارثية"، مشيرة الى مليون مشرد. ووفق الحصيلة الجديدة فان نصف المنازل دمرت في بور او برانس وجاكميل وليوغان، المدن الثلاث في هياتي الاكثر تأثرا بالزلزال. واضاف المصدر نفسه ان "23 مركزا استشفائيا خاصا على الاقل انهارت فيما اصيبت المدارس والمصارف والصناعة والتجارة بخسائر كبيرة". واشار الاميركيون الى حصيلة تراوح بين 150 الفا و200 الف قتيل، لكن الجنرال كن كين الذي يقود القوة الاميركية الخاصة في هايتي اوضح ان هذا الرقم يشكل "فرضية عملانية". وقدرت الاممالمتحدة عدد الاشخاص الذين تاثروا بالزلزال بثلاثة ملايين شخص.