تحول زواج الفتاة ذات الاثني عشر ربيعاً من الرجل الثمانيني إلى حديث مجالس وقضية رأي عام داخل السعودية، الأمر الذي حدا بحقوقيين ومحامين إلى أهمية سن نظام يكفل عدم زواج الفتاة دون سن 18 عاماً؛ ودفع بمجلس الشورى السعودي لطرح هذا الموضوع، في محاولة لسن مشروع نظام لتحديد سن الزواج للفتيات وفق ضوابط معينة، حيث طالب بعض أعضائه بإيجاد نظام لتحديد سن الزواج للفتيات، حتى أن الأمر أثار جدلا واسعا بين أوساط المجتمع السعودي، بحجة عدم وجود أصل له في الشريعة الإسلامية. وقالت الدكتورة الجوهرة بنت محمد (أخصائية اجتماعية وأستاذة علم الاجتماع بالطائف): إن زواج القاصرات أصبحت قضية رأي عام بالسعودية، وحديث مجالس، إضافة إلى أنها أصبحت تشكل مصدر قلق للكثير من الفتيات اللاتي انفصل آباؤهن عن أمهاتهن، لافتة إلى أن هناك من يخطئ بالاستشهاد بزواج النبي صلى الله عليه وسلم عندما تزوج من عائشة رضي الله عنها، وهي قاصر، حيث إنه يجب أن نعرف أن ذلك العصر يختلف عن عصرنا هذا، وأنه لا يوجد بيننا حاليا من يشبه الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه، وأكدت أن هناك زيجات من هذا النوع قد تنجح، ولكن يظل عامل السن له دور كبير، فتزويج الفتاة برجل في سن والدها أو جدها يعد قضية بحد ذاته، وحكم قاطع بفشل زواجها، أو حياة زوجية قد تكون تعيسة. وتابعت القول: لك أن تتخيل أن فتاة القصيم (12 عاماً) والتي تم تزويجها بابن عم والدها الثمانيني، والذي لديه ثلاث زوجات قبلها، مقابل مهر قدره (85) ألف ريال يعد إحدى القضايا الشاهدة على هذه الزيجات، الأمر الذي حدا بوالدتها المطلقة إلى توكيل محام للدفاع عن ابنتها ومحاولة فسخ هذا الزواج وسط مشاعرها الحزينة على مستقبل ابنتها مع هذا الرجل الطاعن في السن. وتساءلت قائلة: هناك من الرجال من يحاول الانتقام من طليقته من خلال ابنته القاصر، حيث يحاول أن يوغل فيها إغاظة وانتقاما عندما يزوجها لشيخ طاعن في السن، ثم يطالبها بكل قسوة أن تتأقلم معه، متجاهلا طبيعتها الطفولية، وعامل السن، فضلا عن الرغبات والاحتياجات والمتطلبات العمرية المختلفة. وأضافت تقول إن هناك إحصائيات صادرة عن مصلحة الإحصاءات العامة قد دقت ناقوس الخطر، وأوجبت على الجهات المعنية التحرك السريع لمحاصرة الظاهرة، أكدت أن بيننا أكثر من 3000 فتاه سعودية أعمارهن لا تزيد عن 13عاما تزوجن من رجال في سن آبائهن أو أجدادهن.