أعلنت السلطة الفلسطينية أمس رفضها لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي أعلن فيها أن (إسرائيل) ستبقي قوات لها على الحدود الشرقية «للدولة الفلسطينية العتيدة» ، فيما نقل مليونير بريطاني على صلة بحكومة غوردون براون عن رئيس المجلس التشريعي عزيز الدويك قوله ان حركة «حماس» التي ينتمي اليها مستعدة للاعتراف ب(اسرائيل) والغاء ميثاقها الذي يدعو الى اقامة دولة فلسطينية «من النهر الى البحر.» وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات لإذاعة «صوت فلسطين» الرسمية « نرفض بشكل قاطع تصريحات نتنياهو الداعية إلى استمرار التواجد العسكري في الضفة الغربية، لاسيما في منطقة الأغوار». وأضاف «لا يمكن القبول بهذا الأمر خاصة بعد التوصل إلى اتفاق سلام ونعتبر أن تصريحات نتنياهو لا تبقي فعليا مساحة للتفاوض معنا حول حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية». وقال نتنياهو في تصريحات له مساء أول من أمس إن تواجد الجيش الإسرائيلي على الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية المستقبلية «ضروري لمنعها من تهريب الأسلحة والصواريخ».-على حد تعبيره- واعتبر عريقات أن نتنياهو بتصريحاته «يضع شروطا أمام استئناف مسيرة المفاوضات مع الفلسطينيين»، متهما رئيس الحكومة الإسرائيلية بالسعي للاحتفاظ بغور الأردن في إطار أي اتفاق سلام. وقال المسؤول الفلسطيني «نتنياهو يريد منا أن نقبل بما يرغب في فرضه علينا من حدود مؤقتة لدولتنا المستقبلية التي يريد أن تكون منزوعة السلاح». وأضاف: «إذا ما أرادت الإدارة الأميركية استئناف المفاوضات، فإن عنوان هذا الأمر يجب أن يأتي من خلال إسقاط الشروط التي يضعها رئيس الحكومة الإسرائيلية». على صعيد متصل، نفى عريقات ما تردد من أنباء حول رغبة السلطة الفلسطينية الطلب من الإدارة الأميركية التفاوض بدلا منها مع (إسرائيل) لاقامة دولة فلسطينية. وقال «لن يتفاوض عن الشعب الفلسطيني غير منظمة التحرير الفلسطينية» ، مبينا «أن الرئيس محمود عباس طلب من الأمريكيين الاعتراف بدولة فلسطين على حدود العام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، إذا ما أرادوا تحقيق السلام». من جانب آخر ، نسبت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية الى رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي في حركة «حماس» عزيز الدويك، قوله للمليونير البريطاني مارتن أبرامز ان الحركة اعترفت ب»حق إسرائيل في الوجود» وستكون مستعدة لإلغاء ميثاقها الذي يدعو الى تدميرها. وأضافت الصحيفة ان الدويك شدد، خلال لقاء جمعه في مدينة الخليل بالضفة الغربيةالمحتلة مع أبرامز الذي تربطه علاقات قوية بكبار المسؤولين البريطانيين والإسرائيليين، على ان قادة آخرين من حماس، ومن بينهم رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل ورئيس الوزراء إسماعيل هنية، طرحوا فكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود ما قبل ال1967. وقال ان «ميثاق حماس وضع قبل أكثر من عشرين عاماً»، مضيفاً ان حركته ستكون مستعدة «لإلغاء» الوثيقة. وأضاف ان «أحداً لا يريد أن يلقي أحداً في البحر»، كما أكد الدويك رغبة «حماس» في إجراء حوار مع المجتمع الدولي وبخاصة الاتحاد الأوروبي». ونسبت الصحيفة إلى الدويك، الذي أفرج عنه من سجن إسرائيلي بعد تمضية حوالي 3 سنوات فيه، تأكيده أيضاً على ان الحركة تتلقى مساعدات من إيران، لكنه أشار إلى ان هذا الأمر هو النتيجة المباشرة لمقاطعتها وفرض عقوبات عليها. من جهته، تحدث أبرامز إلى الصحيفة وأعرب عن استعداده تسهيل الحوار بين «حماس» من جهة و(إسرائيل) والمجتمع الدولي من جهة أخرى. وأشارت «جيروزاليم بوست» إلى انه «كان متحمساً جداً» عند سماع الدويك يتحدث عن استعداد «حماس» إلغاء ميثاقها وتقبل (إسرائيل). يشار إلى ان أبرامز سيلتقي في عطلة نهاية هذا الأسبوع وزير الخارجية البريطاني ديفيد مليباند لإبلاغه بنتائج مباحثاته مع الدويك وغيره من مسؤولي حركة «حماس» في الضفة الغربية. وقال للصحيفة انه سيحث ميليباند على «التفكير في معاني انفتاح حماس الإيجابي». وأضاف ان «حقيقة وجود احتمال للاعتراف بإسرائيل هو حركة رمزية، وكلنا يمكننا أن ننظر إلى الجانب الجيد في الناس أو إلى الجانب السيئ أما أنا فأنظر إلى الجيد دائماً». ورداً على سؤال عما إذا كان الناس سيعتبرونه ساذجاً لأنه صدق «حماس»، قال أبرامز «فليقولوا ما يريدون ولكنني مستعد لإعطائهم (أي حماس) فرصة لأنني مؤمن وأثق بالدويك وهنية». ونفى أبرامز ان يكون نقل أي رسائل من الحكومة البريطانية أو قيادة الاتحاد الأوروبي إلى «حماس»، مؤكداً انه بات مقتنعاً أكثر من أي وقت مضى بأن الحركة لا تشكل أي تهديد للولايات المتحدة. وقال ان «حماس مختلفة عن القاعدة ولا تهدد المصالح الغربية».