دخل القادسية نفق الهبوط لدوري الدرجة الأولى، وبات مهدداً أكثر من أي وقت مضى بمغادرة دوري (زين) السعودي للمحترفين، لاسيما بعد الخسائر الثلاث المتتالية التي تعرض لها الفريق من الأهلي والوحدة والفتح والتي خلفته في المركز العاشر ب(11 نقطة) وبفارق نقطة واحدة عن نجران (10 نقاط) وثلاث نقاط عن الرائد (8 نقاط). وألقت النتائج السيئة للفريق بظلالها على أنصار النادي الذين بدأ الخوف يدب في نفوسهم خشية العودة لدوري الدرجة الأولى بعد موسم واحد فقط من مغادرتهم له، وتسبب انفراط سبحة النقاط في زيادة الضغط على إدارة النادي التي يحملها القدساويون مسؤولية ما آل إليه وضع الفريق. وتزيد مساحة المخاوف لدى القدساويين وهم يرون خط النهاية للدوري قد لاح، بعد أن أنهت الفرق الجولة الثامنة عشرة، إذ لم يتبق على طي دفتر الدوري سوى أربع جولات، وهو ما يعني أن التفريط بأي نقطة جديدة سيكلف الفريق بقاءه بين "الكبار"، وتبدو الأمور مرشحة للأسوأ لاسيما بعد قرار لجنة الانضباط الأخير بإيقاف حارس الفريق فهد الشمري أربع مباريات ما يعني حرمانه من تمثيل الفريق حتى نهاية الدوري. ويتهم القدساويون إدارة النادي بالفشل في إدارة شؤون الفريق، بسبب تخبطاتها إن على مستوى التعاقدات المحلية أو الأجنبية، وكذلك في اختيار المدربين، فضلا عن توتر علاقتها مع إداريي الفريق وهو ما تسبب في إعفاء مدير الكرة عبدالرحمن الشهري بعد جولتين من انطلاق الدوري، وهو ما شكل صدمة لجماهير النادي، حيث يحظى الشهري بإجماع القدساويين نظير الخبرة الإدارية التي يختزنها، وحنكته في إدارة الأمور مهما بلغ تعقيدها، غير أن قدساويين مقربين فسروا إقالة الشهري بسعي رئيس النادي في التفرد بالقرار من جهة، وبحثه عن شماعة ليعلق عليها الخسارة المدوية التي تعرض لها الفريق في الجولة الثانية من عمر الدوري على يد الاتحاد بنتيجة 7-1. وتسببت تلك الخسارة في إقالة مدرب الفريق الأرجنتيني دانيال لاناتا والجهاز الإداري بقيادة الشهري، وهو ما أخرج الفريق من سكة الانضباط الإداري والفني، رغم محاولات الإدارة اليائسة في سد الفراغ الذي خلفه إعفاء لاناتا والشهري من منصبيهما. وخلف لاناتا في منصبه التونسي أنيس الزرقاطي كمدرب مؤقت، قبل ان يتم التعاقد مع ابن جلدته عمار السويح الذي لم يكن أوفر حظاً من سابقيه، ففي ظل قيادته مني الفريق بخسارة مدوية أخرى بخماسية نظيفة، وكانت هذه المرة على يد رفيقه في الصعود من الدرجة الأولى فريق الفتح. وتكالبت الأخطاء في الفريق وتوترت العلاقة بين إدارة النادي والسويح في ظل الوعود الذي ظل يتلقاها دون أن يتحقق شيئاً منها على الأرض، وسرعان ما دخل المدرب التونسي في خلافات مع رئيس النادي، أدت إلى تقديمه للاستقالة، رغم محاولات الهزاع التكتيم على حقيقة تلك الخلافات بإشاعة مرض السويح؛ بيد ان الأخير كشف كل أوراقه بمجرد أن حط رحاله في بلاده، إذ أرجع الأسباب لسوء تعامل الهزاع معه، واصفاً ما لقاه في القادسية بأسوأ تعامل شهده منذ أن عرف الطريق للأندية السعودية. وسعت الإدارة لترقيع الفجوة التي أحدثتها استقالة السويح، فكان ان تعاقدت مع المدرب البلغاري ديمتروف، ليكون بذلك المدرب رقم 4، وليسجل القادسية نفسه كأكثر فريق يتعاقد مع مدربين خلال مسيرة الدوري. وعلى الرغم من تفاؤل رئيس القادسية بالتعاقد مع المدرب البلغاري الذي سبق له قيادة النصر، إلا أن رياح النتائج أتت بما لا تشتهي سفن الرئيس المكلف، إذ واصل منحنى الفريق في الانحدار، بعد ان ظل جرح الخسائر نازفاً، حيث لم يحقق الفريق سوى فوزين فقط من أصل ثماني مباريات خاضها حتى الآن. وأكثر ما يزيد آلام جماهير القادسية أن إدارة النادي استنزفت مقدرات النادي المالية، لاسيما قيمة صفقة انتقال مهاجم الفريق محمد السهلاوي للنصر والتي بلغت 33 مليون ريال تسلم النادي نصفها على صفقات أجنبية ومحلية لم تشكل أي إضافة للفريق، بل على العكس كانت عبئاً عليه. وكانت الإدارة قد تعاقدت مع قرابة 20 لاعبا أجنبياً ومحلياً بغية تدعيم صفوف الفريق، غير أن شيئاً جديداً لم يطرأ على الفريق، أما الأجانب الذين دخولوا الفريق فهم: الأرجنتيني خيخينا، والارغوياني نيلسون والبيروفي إخوان إلياس، والعماني سعيد الشون، والنيجيري جون جامبو، والبحريني محمد حبيل، وهي في الطريق للتعاقد مع الكاميروني فرانك كبديل عن نيلسون، أما المحليون فهم علي الشهري، وعلي العبدلي، وفهد الشمري، ومحمد لبيب، وعايد البلوي، وسالم العنزي، وبكر عمر، وعايد البلوي، ومبارك الأسمري، وأحمد الخضراوي، وحسين العبسي، وأحمد الخضير، ومهند السعد، ولعل ما يزيد من الشعور بدخول القادسية مرحلة الانهيار هو الفراغ الكبير داخل مجلس الإدارة المكلف، إذ يغيب ما يقرب من نصف أعضاء مجلس الإدارة عن النادي بشكل تام، فيما يحضر البعض الآخر بشكل متقطع، وهو ما جعل مقربين من النادي يتوقعون المزيد من الانتكاسة في أوضاع الفريق.