تابع سورة المائدة: 31- (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم) «54». يحبهم صفة لقوم، أذلة على المؤمنين صفة ثانية، أعزة على الكافرين صفة ثالثة، يجاهدون في سبيل الله صفة رابعة، واسم الإشارة ذلك يشير إلى الصفات المذكورة. 32- (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) «55». الذين يقيمون بدل من الذين آمنوا. 33- (وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) «58» لا يعقلون صفة لقوم. 34- (وترى كثيراً منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون) (62). يسارعون حال ل كثيرا. 35- (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيراً منهم ما أنزل إليك من ربك طغياناً وكفراً وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين» (64). غلت أيديهم: الجملة دعائية، والفعل الماضي عندما يستعمل للدعاء يحول الجملة الخبرية إلى إنشائية، وينفق كيف يشاء تؤكد مبسوطتان، وطغياناً تمييز، وفساداً مفعول مطلق. 36- (ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون (66). منهم أمة مقتصدة تفصيل بعد إجمال والجملة حالية. وساء ما يعملون: الجملة دعائية. 37- (قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيراً منهم ما أنزل إليك من ربك طغياناً وكفراً فلا تأس على القوم الكافرين) (68). طغياناً: تمييز. 38- (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) (69) هنا مخالفة إعرابية إذ قال الصابئون بدلاً من الصابئين باعتباره معطوفاً على اسم ان، وهناك آية أخرى شبيهة بذلك وهي: »قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم عن أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى) «طه: 63». واختلف النحاة في تبرير ذلك، فبعضهم قال إنها على لغة من قال: إن أباها وأبا أباها بلغا في المجد غايتاها وهي لغة إحدى القبائل التي تعرب الأسماء الستة بحركات مقدرة على الألف، وقد تكلم بها الرسول صلى الله عليه وسلم في موضعين: الموضع الأول: (ما صنع أبا جهل) فرفع أبا بالضمة المقدرة على الألف، وقال في الموضع الثاني: (لا وتران في قليلة) فنصب وتران بالفتحة المقدرة على الألف. والقول المرجح عندي هو أن إنّ هنا تعني نعم، ومن ذلك قول الشاعر وأظن أنه عبدالله ابن قيس الرقيات: بكر العوازل في الصباح يلمنني وألومهنه ويقلن شيب قد علاك وقد كبرت فقلت أنه أي نعم. ومن آمن: بدل من الذين. 39- (وحسبوا ألا تكون فتنة فعمُوا وصمُّوا ثم تاب الله عليهم ثم عمُوا وصمُّوا كثير منهم والله بصير بما يعملون) «71». كثير بدل من الضمير في عمُوا وصمُّوا. 40- (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنّا فاكتبنا مع الشاهدين) «83». مما عرفوا: الجملة تعليلية، ويقولون جملة حالية. 41- (يأيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمداً فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هدياً بالغ الكعبة أو كفارة طعام مسكين أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام) «95). وأنتم حرم: الواو واو الحال وليست واو العطف، أي أن جملة «وأنتم حرم» حالية. متعمداً حال. ومثل ما قتل صفة لجزاء، ويحكم به: الجملة صفة ثانية لجزاء، وهدياً تمييز وصياماً تمييز للعدل، ليذوق وبال أمره: الجملة تعليلية، وعفا الله عما سلف جملة استئنافية تبين أنه لم يؤاخذهم على ما فعلوا أي تكون دعائية. 42- (أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعاً لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرماً واتقوا الله الذي إليه تحشرون) «96» متاعاً مفعول لأجله، وما دمتم حرما: الجملة ظرفية وهي أيضاً تقوم بوظيفة التبيين.. 43- (جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليم) «97». البيت الحرام بدل من الكعبة. 44- (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم) «101». إن شرطية وتبد فعل الشرط وتسؤكم جواب الشرط وجملة الشرط صفة لأشياء، وعفا الله عنها جملة مستأنفة لتبيين أن النهي عنها لمنفعتهم. وقد تكون دعائية، ويروى أن سراقة ابن مالك أو عكاشة ابن محصن قال: يا رسول الله، الحج علينا كل عام، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أعاد مسألته ثلاث مرات، فقال صلى الله عليه وسلم: «ويحك ما يؤمنك أن أقول نعم، والله لو قلت نعم لوجبت، ولو وجبت ما استطعتم ولو تركتم لكفرتم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بأمر فخذوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه». 45- (يأيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية إثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشتري به ثمناً ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذاً لمن الآثمين) «106». شهادة جملة مستأنفة لأن شهادة مبتدأ وإثنان خبر وذوا عدل صفة ومنكم صفة ثانية. 46- (إذ قال الله ياعيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلاً وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين) «110». ابن مريم بدل لعيسى، إذ أيدتك بروح القدس، الجملة الظرفية بدل اشتمال من نعمتي، وجملة تكلم الناس حالية، وكلها عطف على تكلم الناس، وإذ علمتك الكتاب معطوف على إذ أيدتك، وكذلك إذ تخلق من الطين وجملة إذ جئتهم بالبينات تبيين لكففت. 47- (قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيداً لأولنا وآخرنا وآية منك وأرزقنا وأنت خير الرازقين) «114». جملة تكون لنا صفة للمائدة. 48- (وإذا قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلاهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب) «116». سبحانك مفعول مطلق وجملة ما يكون لي مستأنفة تبين نفيه لما قيل أنه قاله، وجملة تعلم ما في نفسي تؤكد هذا النفي الذي تؤكده أيضاً جملة: إنك أنت علام الغيوب. 49- (ما قلت لهم إلا ما أمرتني به ان أعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد) «117» ما قلت لهم جملة مستأنفة تبين حصرياً ما قاله لأن إلا هنا أداة حصر، وأن أعبدوا الله: المصدر المؤول بدل من ما، وربي بدل من الله، وفي كل هذه الحالات كما هو مر القول غير مرة تسقط الواو. 500 (قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم) «119» لهم جنات جملة مستأنفة لتبيين النفع وخالدين حال، ورضي الله عنهم الجملة دعائية إنشائية.