حقق المرشح الجمهوري في الولاياتالمتحدة سكوت براون انتصاراً على مرشحة الرئيس الامريكي باراك اوباما مارثا كوكلاي في الانتخابات الفرعية خلفاً للسيناتور تيد كينيدي في ولاية ماساشوستس. وفقد الحزب الديمقراطي بهذه الخسارة الاغلبية المطلقة داخل مجلس الشيوخ، مما يعني ان تشريعات الرعاية الصحية المقترحة من قبل الرئيس اوباما الذي جعلها في سلم اولوياته على الصعيد الداخلي لن تحظى بالتأييد المطلوب. وكان براون قد وعد بأن يكون الصوت الجمهوري ال 41 الحاسم ضد تشريع الرعاية الصحية تحت قبة مجلس الشيوخ الذي يتكون من مئة عضو. وقال براون أمام حشد من مناصريه بعد إعلان فوزه ان: "الامريكيين لا يريدون خطة الرعاية الصحية البالغة تكلفتها تريليون دولار والذي يجري فرضها على الشعب الامريكي". وأضاف: "ان التشريع المقترح سيزيد من الضرائب وسيلحق الضرر بالرعاية الطبية علاوة على تدمير الوظائف". وبفوز المرشح الجمهوري براون ينخفض عدد الديمقراطيين في مجلس الشيوخ بخسارتهم هذا المقعد الى 59 مقابل ستين سابقاً، مما يزيد من صعوبة مهمتهم في تمرير المشروعات الاصلاحية التي لا توافق عليها الاقلية الجمهورية. وكان الحزب الديمقراطي قد خسر مقعدين في انتخابات كل من ولاية فرجينيا ونيوجرسي الامريكيتيين في مواجهة الجمهوريين العام الماضي، وهو ما أُعتبر في نظر الكثيرين مؤشراً لتدني شعبية الرئيس الامريكي باراك اوباما. وفاز براون على كوكلاي بفارق مريح بلغ 53 إلى 46 بالمئة في تلك الانتخابات الخاصة، وأعلنت المرشحة الديمقراطية في خطاب تنازلها تهنئتها لبراون واعترافها بالخسارة. كما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس أوباما نفسه اتصل ببراون ليهنئه على الفوز بالمنصب، رغم ما يعنيه ذلك من تعقيد لبرامجه الداخلية. وإضافة إلى التأثير الفوري لفوز براون على منافسته الديمقراطية واحتلاله المقعد الذي ظل السيناتور الديمقرطي البارز كينيدي (أسد مجلس الشيوخ) يحتله ل 46 سنة متواصلة، فإن فوز مرشح جمهوري في ولاية ديمقراطية ليبرالية كماساتشوستس، بعث بموجات رعب صادمة في جميع أركان الحزب الديمقراطي ومؤسساته عبر البلاد قبل 10 أشهر على انتخابات نصف الولاية التي تجري لجميع أعضاء مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ وحكام الولايات وغيرهم من المسؤولين المنتخبين في شهر نوفمبر المقبل. وأتى فوز المرشح الجمهوري الصاعق للديمقراطيين قبل ساعات فقط على احتفال أوباما والديمقراطيين بمناسبة مرور سنة كاملة أمس على تأدية الرئيس الأميركي لليمين القانونية رئيسا للبلاد في العشرين من يناير العام الماضي بعد فوز كاسح لأول رئيس أسود على مرشح جمهوري أبيض في تاريخ أميركا. وقال أحد الاستراتيجيين الديمقراطيين الذي يقدم المشورة السياسية لعدد من المرشحين الديمقراطيين المهددة مقاعدهم في الانتخابات النصفية القادمة إن "نصيحتي لزبائني من هؤلاء هي أن عليهم أن يقفزوا من السفينة الآن، فأوباما لن يستطيع مساعدتكم في نوفمبر". يذكر أن الرئيس أوباما كان قد قام بزيارة خاطفة إلى ولاية ماساتشوستس الأحد الماضي - رغم مصادفة ذلك اليوم لعيد ميلاد عقيلته ميشيل - لمساعدة المرشحة الديمقراطية في حملتها الانتخابية بعد أن كانت استطلاعات الرأي قد بدأت تكشف أن منافسه الجمهوري بدأ يتقدم عليها. ولكن ذلك على ما يبدو جاء متأخرا جدا. أما الجمهوريون في المقابل فكانوا في غاية السعادة نتيجة انتصار مرشحهم، الذي وصفوا فوزه بأنه حلقة في سلسلة متواصلة من الانتصارات التي حققوها في الأشهر القليلة الماضية، بدءا بانتخابات بعض الولايات، خصوصا ولايتي فرجينيا ونيوجرسي في نوفمبر العام الماضي.