تعتبر بعض خريجات الثانوية العامة مملكة البحرين الشقيقة إحدى غاياتهن لمواصلة مسيرة تعليمهن لنيل درجة البكالوريوس أوالدراسات العليا بجامعاتها، وقد يكون السبب وراء الاندفاع هو قبول تلك الجامعات لنسب أقل من ما تتطلبه جامعاتنا، وأحياناً تكون الرغبة نابعة عن تعدد المجالات والتخصصات المتوفرة بها، ومن أهمهاتخصصات الأعلام، وتصميم الازياء، وهندسة الديكور، واللغات الاجنبية، ومنهن من تراها أفضل للاعتماد على النفس والسكن المستقل الذي يفرض الاجتهاد الفردي. فهل هناك حقاً مميزات تدفع الخريجات للتوجه لها أم أن المسألة لا تتعدى التغيير في نمط الدراسة؟، وما المشكلات التي تواجه فتياتنا السعوديات خلال دراستهن بهذه الجامعات؟، وما مدى تقبل أسرهن لرغبتهن في مواصلة الدراسة الجامعية في البحرين؟ وهل رخصة القيادة باتت مهمة لمثل حالاتهن؟. طرحنا جميع هذه الاستفسارات على الطالبات أنفسهن اللاتي يدرسن في البحرين ويسكن في سكن الجامعات.. زحمة الجسر وفاء اليوسف (25 سنة) صاحبة بكالوريوس أدب إنجليزي من جامعة البحرين وحالياً تواصل الماجستير بها، وقالت إنها فضلت مواصلة دراستها الجامعية بالبحرين نظراً لكون الجامعة من أفضل الجامعات في تخصص اللغة الإنجليزية مقارنه مع ماهو متوفر بالمملكة، وتقضي وفاء جدولها الأسبوعي بسكن الجامعة مع زميلاتها وتعود في نهاية كل أسبوع لأسرتها بالدمام عدا أيام الاختبارات، حيث تضطر للبقاء بالسكن لاستغلال الوقت للمذاكرة. وعن مدى تقبل أسرتها لدراستها بالبحرين قالت: بصراحة في بداية الأمر لم يتقبلوا الموضوع، ولكن مع مرور الوقت أصبح الأمر أسهل علي وعليهم، حيث يتوفر بسكن الجامعة العديد من الخدمات كالإنترنت المجاني في مكتبة السكن والرحلات المخصصة في أيام معينة بالأسبوع على مدار السنة، وتوفر النادي الرياضي لطالبات السكن. وأشارت إلى ان الصعوبات التي تواجها خلال دراستها بالبحرين هي التنقل لعدم قدرتها على قيادة السيارة بالمملكة للذهاب إلى الجامعة، مؤكدة إن أكثر المشكلات التي تواجهني هي عدم مقدرتي على الذهاب والإياب بنفسي للبحرين، فأخي هو من يوصلني ويرجعني بشكل أسبوعي، ومن العقبات أيضاً عدم وجود آلية معينه يتم التعامل بها عند الجسر للطلاب والطالبات، خاصة عند ازدحام الجسر، فهو مصدر قلق بالنسبة لنا بسبب ضيق الوقت وقوانين السكن التي تفرض علينا التواجد في السكن في أوقات محددة، متمنية أن تكون هناك متابعة أكثر من السفارة السعودية والملحق الثقافي لما تحتاجه الطالبات سواء في السكن أو بالجامعة نفسها. بعد السكن منيره خالد تدرس في السنه الثانية طب بجامعة الخليج العربي، وأختارت الدراسة في البحرين اقتداء بأختها الكبرى التي تخرجت من نفس الجامعة، وساعدها على ذلك تشجيع اسرتها لها. وعن أكثر المشاكل التي تصادفها قالت: هناك أمران، الأول بعد السكن عن الجامعة بمسافه طويلة، ووجبات الطعام السريعة التي أتناولها من المطاعم مما يسبب لي بعض الأمراض بالمعدة والقولون، ولا يوجد لدي وقت لأطهو بمطبخ السكن، وللأسف ليس لدي رخصة قيادة لأستطيع الخروج والشراء حتى من الصيدلية لعدم توفرها بالسكن، خاصة وأن قوانين السكن صعبة فلا نستطيع طلب وجبات بعد الساعة العاشرة مساءً وبقالة السكن تغلق بالتاسعة مساءً، وتنتقل منيرة من منزلها بالخبر إلى الجامعة في البحرين مع سائق خاص، وتعود لذويها وأسرتها في منتصف الأسبوع يومي عطلتها. الأهل سبب الإجتهاد والأمر يبدو أصعب لدى أسرة سهام الدوسري التي تدرس في السنة الثانية هندسة ديكور، ففي بداية طرحها لفكرة دراستها بالبحرين وجدت المعارضة من أخوانها وأسرتها، إلا أن والدها هو من أصر على تحقيق أمنيتها في مواصلة تعليمها، وليس ذلك وحسب، بل ضرب المثل الأعلى في وعيه وتضحيته عندما قرر أن يوصلها بشكل أسبوعي لسكن الجامعة ويعود ليأخذها في نهاية الأسبوع، وتبين لنا سهام أن حرص واهتمام والدها هو وراء جدها واجتهادها. رسوم مكلفة وبالنسبة لطالبة الماجستير نورة المجدوعي التي تواصل دراستها في مرحلة الماجستير بجامعة البحرين، ولكن صعوبتها تكمن في عدم توفر سكن يضمها، لأن السكن يشمل طالبات البكالوريوس فقط، فهي حالياً تسكن في شقه تابعه لإحدى الجامعات الأهلية، وتدفع مقابلها مايعادل ثلاث آلاف ريال شهرياً غير المصروفات الأخرى كالمواصلات والأطعمة ومتطلبات الدراسة، وترى أن المبلغ كبير على طالبة ماجستير غير موظفة، وتتمنى ايجاد سكن مستقل لطالبات الدراسات العليا برسوم بسيطة. ترسب العادات ولم تفلح الفتاة بشرى الحمد في إقناع أسرتها بالسماح لها بمواصلة المرحلة الجامعية بالبحرين، وذلك بسبب ترسب بعض العادات والتقاليد التي تعيشها أسرة بشرى إلى جانب بعد الجامعة عن الدمام مقر سكن أسرتها، ودرست بجامعة البحرين شهراً واحداً فقط، بعدها خرجت منها بحجة صعوبة المواصلات، لكنها خضعت الآن للأمر الواقع حيث تدرس بقسم جغرافيا بكلية الدمام. تنوع التخصصات وأكدت منيرة السيف (23سنة) على أن ما دفعها للدراسة بالبحرين هو تعدد التخصصات بها، فهي حالياً تدرس قسم إعلام سنه ثانية، وتؤكد أنها لن تدرس التخصص بالبحرين لو توفر بمنطقتها. وتشاطرها الرأي منى محمد البوعينين التي تدرس تصميم الأزياء في إحدى جامعات البحرين، وتجد نفسها في هذا القسم الذي يرضي طموحها وغير المتاح ضمن التخصصات في المملكة، وعن مدى تقبل أهلها دراستها بعيداً عن مقر سكنهم بالخبر، تبين أنهم وافقوا لرغبتها وأنهم من المشجعين لها بشكل مستمر. فرص نسبية وقد يكون السبب فرصة لمواصلة التعليم وإن لم تكن نسبة التخرج مرتفعة جداً، وكانت نسبة سارة المسعد 77% لدى تخرجها من الثانوية العامة، فلم تقبلها جامعات المنطقة، لكن سنحت لها الفرصة في جامعة البحرين أن تواصل رغبتها في التعليم بدلاً من الجلوس في المنزل والفراغ، تذهب سارة يومين بالأسبوع للبحرين لحضور المحاضرات، وتعاني من مشكلة المواصلات التي تخسرها المبالغ المادية المرتفعة بالذهاب والعودة في كل مرة ولا بديل لديها.