لقد ترك لقائي بخادم الحرمين في نفسي انطباعاً مدهشاً.. كنت مهتماً بآرائه وتحليلاته.. وتعلمت منه الكثير. بهذه الكلمات يصف وزير الخارجية الفنلندي الكسندر ستب لقاءه بالملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي سلمه رسالة من الرئيسة الفنلندية تاريا هالونين تدعوه لزيارة هلسنكي. وقال الوزير الفنلندي في حوار ل «الرياض» نحن قادمون من اقصى الشمال .. يمكن وصف علاقتنا مع المملكة بالممتازة ، واضاف من الصعب تقييم مدى العلاقة الاقتصادية بين الرياض وهلسنكي.. ولا يخفى ان الازمة المالية العالمية كان لها دور كبير.. كما أن فنلندا من دول الاتحاد الأوروبي واقتصاديات منطقة اليورو تتحكم في هذه العلاقة لحد ما. من جهة اخرى عبر وزير الخارجية الكسندر ستب عن اختلافه مع الرأي القائل بأن الاتحاد الاوروبي يخشى توجيه الانتقاد مباشرة إلى إسرائيل، مشيراً إلى ان الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والاطراف المعنية بإمكانها دعم وتسهيل تطبيق القرارات ولكن لا يمكنها تطبيق ذلك وحدها. فإلى نص الحوار : -كيف ترسم هلسنكي إستراتيجية علاقتها بالمملكة ؟ ** العلاقات السعودية الفنلندية يمكن وصفها بالممتازة فنحن قادمون من فنلندا من أقصى الشمال، ولا يخفى عليكم ان فنلندا جزء من الاتحاد الأوروبي وهم عضو فاعل في الاتحاد الأوروبي. -لماذا يشهد التعاون الاقتصادي بين البلدين ازدهاراً احياناً وخمولاً احياناً اخرى؟ ** من الصعب تقييم مدى العلاقة الاقتصادية بين الرياض وهلسنكي.. ولا يخفى ان الازمة المالية العالمية كان لها دور كبير.. كما ان فنلندا من دول الاتحاد الأوروبي واقتصاديات منطقة اليورو تتحكم في هذه العلاقة لحد ما وحسب معلوماتي فإن الكثير من المواطنين الفنلنديين يعملون في مجال الإنشاءات في المملكة، ولكن على أي حال فإن علينا تطوير العلاقات بين المملكة وفنلندا، كما ان هناك مجالا للتطوير. -هل هناك اتفاقيات اقتصادية ستوقع بين البلدين ؟ ** نعم هنالك اتفاقية لتفادي الازدواج الضريبي، ولكنها لن تكون جاهزة للتوقيع خلال زيارتي الراهنة. وهذا حسب معلوماتي، ونحن نولي هذه الاتفاقيات مع دول مجلس التعاون اهتماماً. -ما هو فحوى الرسالة التي سلمتها لخادم الحرمين الشريفين ؟ ** الرسالة هي دعوة للملك عبدالله بن عبدالعزيز للقيام بزيارة إلى فنلندا رداً على الزيارة التي قامت بها الرئيسة الفنلندية للمملكة عام 2007، وحتى الآن لم يحدد موعداً للزيارة التي آمل بأن تتم. وقد سعدت بلقاء خادم الحرمين الشريفين حيث امتد لقائي به ساعة ونصف والنقاش الذي دار بيننا، وآمل بأن يتواصل النقاش في هلسنكي، وآمل بأن يتم ذلك في الصيف المقبل. -قلت بأن لقاءكم امتد ساعة ونصف الساعة، أنت تعرف أن هذا الوقت يعد طويلاً إذا نظرنا للقاءات مماثلة للقائكم، ما السبب برأيكم؟ ** لقد ترك خادم الحرمين الشريفين في نفسي انطباعاً مدهشاً وأحببت شخصيته، وقد كنت مهتماً بآرائه وتحليلاته، ولقد تعلمت وعرفت الكثير منه. وأنا شاكر ومقدر للملك عبدالله منحي ساعة ونصف الساعة من وقته. -الاتحاد الأوروبي دائماً ما يؤكد دعمه لمبادرة السلام العربية، ألا ترى أن التأييد وحده لا يكفي وأن الأمر يحتاج لأفعال ؟ ** الاتحاد الأوروبي كان فاعلاً خلال الأزمة والحرب التي دارت في غزة، حيث أرسل الاتحاد قوافل مساعدات ودعم مادي ايضاً، وكان له دور فاعل، ولكن من وجهة نظري على الاتحاد الأوروبي ان يكون أكثر فاعلية في هذا المجال وان يكون أكثر حزماً لتنفيذ الاتفاقيات والمعاهدات. ونحن يمكننا ان ندعم بقوة هذه الاتفاقيات والقرارات ولا يمكننا تطبيقها وحدنا بدون المساعدة من الأطراف المعنية. ومن الأساسيات في هذا الشأن والتي يجب النظر إليها هو التوافق على حدود 67 ، وإقامة الدولتين، وعاصمتهما القدس. كما أن الاتحاد الأوروبي سبق وان استنكر استخدام القوة المفرطة على غزة. - سبق ان كان لوزير خارجية فنلندا الأسبق آركي توامياه موقف قوي تجاه الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين الامر الذي جعل الاسرائيليين يهاجمونه، الا ترى ان مسؤولي الاتحاد الأوروبي أصبحوا يحذرون انتقاد إسرائيل مباشرة ؟ ** أختلف مع هذا الرأي بشدة، فالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أصبحت وجهات نظرهما اقرب في هذا السياق وهم يوجهون الانتقادات الشديدة كلما استدعى الأمر، ومن ناحية اخرى يسلكون منطق المعتدل، حين يتطلب الأمر، وكما قلت ان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأطراف الأخرى بإمكانها دعم وتسهيل تطبيق هذه الاتفاقيات ولا يمكننا فعل ذلك بدون مساعدة الاطراف المعنية. - زيارتكم للمنطقة تشمل زيارة قطر وعمان، على ماذا تعول فنلندا في علاقتها بدول الخليج ؟ ** من المهم لنا ان نتواجد في منطقة دول مجلس التعاون، لأنهما في منطقة مهمة في العالم. ثانياً أنا أسعى لمنح الدعم لاتفاقية بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الاوروبي، وبالطبع المملكة لها دور قيادي في المجلس، وآمل في التوصل إلى انجاز هذه الاتفاقية.