بدأت الفوارق الفنية والتكتيكية والتكنيكية تظهر تدريجيا بين الفريق الهلالي وبقية الفرق التي تشاركه اللعب في دوري "زين" السعودي للمحترفين مع تقدم المنافسة واقترابها من النهاية. وبدأ الفارق النقطي يتسع رويدا رويدا بين "الزعيم" ومنافسه الوحيد الشباب مع مرور الوقت حتى وصل إلى الرقم ثمانية عند نهاية الجولة السادسة عشرة. فاز الهلال في الجولة الماضية على مضيفه الفتح برباعية بيضاء وارتفع برصيده الى 44 نقطة وتعثر الشباب في بريدة امام الرائد بالتعادل الايجابي 1-1 ورفع رصيده إلى 36 نقطة. كان يمكن للهلال أن يرفع غلته من الأهداف في شباك الفتح إلى رقم كبير لو استثمر مهاجموه الفرص الكثيرة التي لاحت لهم، اما الشباب فكان من الممكن ان يفقد نتيجة مباراته في بريدة قياسا بأفضلية مضيفه وما وجده من فرص. أصبح الفارق في النقاط بين الفريقين المتنافسين على اللقب ثماني نقاط كما ذكرنا، وهو رقم كبير في هذه المرحلة التي يصعب فيها التعويض بعد ان اقترب الدوري من نهايته. الذين شاهدوا مباراتي الاحساء وبريدة، تيقنوا من وجود فوارق كبيرة في الجوانب الفنية والعناصرية بين الفريقين المتنافسين على اللقب، وادركوا أن الامر ربما يكون قد انتهى وان مسألة حصول الهلال على اللقب اصبحت مسألة وقت. يحتاج الهلال الى ثماني نقاط من مبارياته الخمس المتبقية حتى يضمن الفوز باللقب، هذا اذا افترضنا ان الشباب سيفوز في جميع مبارياته المتبقية. ولا نظن ان الهلال الذي اجتهدت ادارته في بناء هذا الفريق المتميز والقوي يمكن ان يفرط في اللقب بعد ان اصبح قريبا منه، ولا نعتقد ان الفرق الاخرى التي ستقابله ستتمكن من وقف انتصاراته. المثل العامي يقول "ليالي العيد تبان من عصاريها"، والهلال الذي اجتهدت ادارته منذ بداية الموسم وتعاقدت مع مدرب عالمي ولاعبين من العيار الثقيل، ووفرت افضل السبل لاعداد الفريق كان لا بد ان تجني ثمار ما زرعته، وكان لا بد لفريقا ان يغرد خارج السرب. -اين الخلل؟ القرار الذي اتخذته اللجنة الفنية باعتماد نتيجة مباراة الشباب والفتح في نصف نهائي كأس فيصل بن فهد بناء على ما جاء في تقرير الحكم بالتصويت يؤكد ان هناك أزمة في طريقة معالجة الاحتجاجات باللجان التابعة لاتحاد الكرة. وهو أمر ربما يفتح باب الاجتهادات مستقبلا أمام رئيس واعضاء اللجنة الفنية لاتخاذ العديد من القرارات المصيرية بعيدا عن القوانين واللوائح التي تحكم اللعبة. كنا سنحترم قرار اللجنة الفنية الموقرة لو اعتمدت على رؤية فنية واضحة، ولكان نادي الفتح أول المرحبين بالقرار، لكن ان يتم حسم الامر بالتصويت كما جاء في نص القرار، فهذا ما لم نجد له تفسيرا حتى الآن. إذن أين الخلل، ولماذا تظل اغلب المباريات التي يديرها حكام سعوديين مثيرة للجدل، هل العيب في الحكام أم في لجنتهم، وهل هناك أزمة ثقة بين الحكام وادارات الاندية؟.
