شهدت مباريات الجولة ال18 لدوري زين تراجعا كبيرا في المستوى الفني للغالبية العظمى من فرق المسابقة، ما أضعف المعدل التهديفي لمبارياتها، وظلت فرق الصدارة الأهلي والشباب والهلال الأميز كالعادة، لتمسكها القوي بسباق الصدارة على اللقب، إضافة للفتح والفيصلي، والمستويات الفنية المقنعة التي يقدمانها هذا الموسم، فيما كانت نقطة الأنصار الأولى من أهم ما حملته مباريات هذه الجولة. ثلاثي الصدارة اقتصر التنافس على لقب دوري هذا الموسم على الأهلي والشباب والهلال، وكلها حققت النقاط الثلاث في الجولة، فالأهلي كسب التعاون بهدفين، والشباب أطاح بالاتحاد بنفس النتيجة، والهلال فعلها على حساب الفيصلي 2 /1. وهذه النتائج، في هذا المنعطف الهام حسمت أمر التنافس، فيما ابتعد الاتفاق كثيرا بتعادله المفاجئ مع الأنصار. وبات أمام ثلاثي الصدارة مهمة شاقة لكسب المباريات المقبلة، وانتظار خدمة الفرق الأخرى له من أجل "تعطيل" أحد المتنافسين. الفتح بطل الدفء انفراد الثلاثي الأهلي والشباب والهلال بالقمة، ومن خلفهم الاتفاق، منح الفتح ميزة في منتصف الترتيب، حيث واصل تألقه بتقديم مستويات فنية مقنعة، ما مكنه من الإطاحة بالقادسية 2 /1، وظل في مركز مميز يستحقه عطفا على ما يبذله لاعبوه وخلفهم المدرب فتحي الجبال، مستفيدين من حال الاستقرار والهدوء التي يعيشها الفريق، حتى وأحد هدافيه المميزين أحمد أبوعبيد ينتقل للاتحاد. نجران والفيصلي والإقناع عاد نجران لتقديم مستوياته المقنعة المعتمدة على جماعية الأداء واللعب بثقة، فحقق الفوز، وكان ضحيته الرائد وبثلاثة أهداف. وكان المحترف السوري جهاد الحسين أحد الركائز الأساسية لتحقيق الفوز بتحركاته الخطرة بكرة ودونها، ما أربك دفاعات الرائد، وأوقعها في أخطاء فادحة تمت الاستفادة منها كما يجب بتسجيل ثلاثة أهداف نقلت نجران لموقع مطمئن إلى حد كبير. بدوره كان الفيصلي قريبا من تحقيق نتيجة إيجابية أمام الهلال، إلا أن هدف أسامة هوساوي بعثر هذه الأمنيات، وأخرج الفيصلي خاسرا، لكنه قدم مستوى مقنعا، نتيجة التكتيك المثالي من مدربه زلاتكو، وتطبيق لاعبيه الجيد. فريقا القصيم في أزمة الخسائر المتوالية للرائد والتعاون الندين في القصيم، تركت كثيرا من علامات الاستفهام حول وضع الفريقين اللذين يحظيان بدعم مالي يفوق ما يجده الفيصلي أو هجر أو نجران مثلا، إضافة لجماهيريتهما الكبيرة، وعلى المستوى الفني يتحمل خطا دفاعهما مسؤولية ولوج أهداف سهلة في كل المباريات، فالرائد تأخر كثيرا في علاج الخلل، وكذلك التعاون، والنتيجة محبطة، لذلك ستكون المباريات المقبلة، مع فارق نقطتين بينهما لمصلحة التعاون في قمة الخطورة، وستكون الهفوة أو الخطأ له حساباته المعقدة في نجاة أحدهما أو هروبهما في الأمتار الأخيرة من خطر الهبوط لدوري الأولى. القادسية ثالث المهددين يبقى القادسية مع خسارته الأخيرة من الفتح أحد الثلاثي المهدد بالهبوط مع الرائد والتعاون، خصوصا وأن الأنصار تأكد هبوطه بنسبة كبيرة، وينتظر من يرافقه. وما ينطبق على التعاون والرائد، وتحمل دفاعهما مسؤولية ولوج الأهداف السهلة، ينطبق على القادسية الذي يندفع فريقه هجوميا، فيمنى بخسائر متواصلة، ومقولة خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، لا يمكن تطبيقها على الفريق الذي يفتقر لعاملي الخبرة والقوة والتمرس في منطقة العمق الدفاعي. لذلك يظل القادسية من أكثر الفرق استقبالا للأهداف في مرماه، وأدت هذه المشكلة لتأخره في الترتيب بنقاطة ال16، ما يعني فارق نقطتين عن التعاون، وفارق 4 نقاط عن الرائد، وهو فارق لا يمنحه الاطمئنان أبدا في ظل وجود 8 مباريات متبقية له.