النقد الذاتي ضروري في حين غياب النقد الخارجي البناء على مستوى الأفراد والمؤسسات لأجل هذا كان الجدير بالجهات عموما من وزارات ومؤسسات وضع لجان "مختصة بالدراسة والتخطيط والتطوير" وطرح رؤى وبرامج تطويرية بنيوية ، طبعاً هذا في حال أن الجهات والمؤسسات المعنية تسعى حقاً للتطوير الفعلي لا التنظيري الورقي الأجوف , الذي لايتعدى تطبيقه إلا مجرد إنزال الحبر على الورق فحسب . فلنستعرض معاً إحدى وزاراتنا كمثال وأقربها إلى قلوبنا . *فهاهي وزارة الشؤون الإسلامية – ممثلة في الأوقاف وشؤون المساجد حتى نأخذ مثالاً حياً على طرحنا: - ألا تلحظ أيها القارئ العزيز العشوائية في إدارة المساجد من خلال التعيين وكفاءة الأئمة والخطباء وأيضاً المؤذنين ألا ترى معي يا إمام المسجد ويا خطيبه ويا مؤذنه التخلف الواضح والإدارة الفاشلة في التواصل معكم .. تجد خطاباً سرياً جداً وقد وضع في محراب المسجد أمام كل المصلين وهكذا.. - ألا تلحظ معي يا من تقرأ سطوري الكفاءة المتدنية لبعض الأئمة ألم نسأل أنفسنا؟ لم؟ وكيف؟ وليس هذا فحسب فالأمر يهون إذا سمعنا بعد ذلك بفصل أو إيقاف إمام أو خطيب فلم هذا أيضاً ؟ وأقول هذا يشكل ظاهرة وليست قضايا نادرة أو قليلة فلم مثل ذلك؟ أين الرؤى والخطط في الاختيار والتعيين والتأهيل لإخواننا الأئمة والخطباء والمؤذنين أليس أحق ما يعتنى به بيوت الله أهذا حقها على الوزارة لست أدري !! أم كيف يفكرون أو يخططون !! - أين ياوزارة رؤاكم وخططكم واستراتيجياتكم.. فمثل هذه الدراسات تساهم في مزيد من الفجوة والهوة بين الوزارة والتطوير . *أريد أنا الآن أن أشير إلى شيء من الرؤى الاقتراحات التي أراها مناسبة منها على سبيل المثال: - إنشاء معهد أكاديمي يخرج أئمة وخطباء ومؤذنين على قدر كبير من العلم والمسؤولية والوعي وفقه الدعوة والفكر المستبصر النير , على أن يكون قبول الإمام والخطيب والمؤذن مشروطاً بحصوله على شهادة اجتياز من هذا المعهد ، حتى لا تكون العبثية والعشوائية في الإختيار ومن ثم المشكلات في عدم كفاءته أو ربما أنه يحمل فكراً منحرفاً أو جهلاً مطبقاً . واقترح لأجل الرقي بمستوى الأئمة والخطباء والمؤذنين أن يكون للمسجد وظيفة قائمة بذاتها ومستقلة ولا يجمع بينها وبين وظيفة أخرى معها، لها تقاعدها وخدمتها لدى الديوان أو التأمينات حتى يتفرغ الإمام والخطيب والمؤذن لمسجده والإهتمام به وإعداد البرامج لجماعة مسجده وإحياء المسجد حتى يؤدي رسالته الأولى , بل ويوضع هناك أداء وظيفي يتابع عليه ذلك الخطيب والإمام والمؤذن ويقيم أداؤه ، ولو أتيح ذلك لوفرنا لشبابنا عشرات الآلاف من الوظائف ، وهكذا تساهم الوزارة ، في حل أزمة البطالة مساهمة كبيرة وفعالة . ولم لا تسعى الوزارة أيضاً في دعم المساجد وحلقات التحفيظ ، وذلك بعمل أوقاف ملاصقة للمسجد الذي تبنيه أو تشرف عليه حتى يكون ريعه للمسجد ونشاطات العلم والتعليم فيه . والمقترحات كثيرة ولكن أردت بعث الهمم ونقد الذات حتى نكون كلنا للوطن عاملين وساعين للرقى في حضارته .