لا يغيب عن كثير من المراقبين تطور الصحافة السعودية المطرد على المستوى المحلي والإقليمي، سواء من الكم والجودة والنوعية، على المستوى التحريري والفني والتقني، ولو رصدنا تطور الصحافة العربية نلاحظ أنه كان هناك صحافة واحدة يشار لها بالبنان وهي الصحافة اللبنانية في الفترة التي سبقت الحرب الأهلية، وبعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان 1982، انتقلت الكوادر الصحفية العربية من هذا البلد المضطرب إلى دول الخليج لاسيما دولة الكويت، وعملت فيها على إنشاء صحافة نوعية متطورة، قد تكون هي النقطة المضيئة الوحيدة خلال تلك المرحلة التي امتدت خلال الثمانينيات إلى حد الغزو العراقي للكويت وضمه لها، فعادت تلك الأقلام لتفر وتهاجر مرة أخرى ليستقر بها المطاف في دولة الإمارات العربية المتحدة، لتشارك في نجاح الصحافة الإماراتية، وبعضها لا زال ناشطاً في المجال الصحفي في الإمارات بسبب ندرة العنصر الإماراتي في الأوساط الصحفية، بعد ذلك شهدت الساحة الصحافية السعودية تطوراً ملفتاً، من خلال إصدار العديد من الصحف الجديدة إلى جانب زميلاتها السابقات، وأصبحت الصحافة السعودية الآن المنافس الأقوى على الصدارة للصحافة الإماراتية في منطقة الخليج. وربما ما أهّل الصحافة السعودية للتميز أكثر من سواها، هو وجود الصحافيين المواطنين السعوديين الذين يقومون بإعداد هذه الصحف وتطويرها سواء من المحررين أو الفنيين أو الإداريين، فصحافتنا السعودية المحلية تتميز بأنها تصدر بأيادٍ وعقول وأقلام مواطنة، وهذا ما تتفوق به الصحافة السعودية عن مثيلاتها في دول الخليج، حتى وصلت نسبة السعودة في مجال الصحافة إلى 100% فيما يخص التحرير والإدارة. وبالعودة إلى عنوان المقال، لاشك أنه من حق الزملاء الذين أصدروا الملحق الاقتصادي اليومي مع صحيفة (الرياض) أن يحتفلوا بالذكرى الثانية لهذا الإصدار اليومي الذي زاد في تميز (الرياض)، لتوثيق هذا الانجاز في الصحافة السعودية المحلية الذي يعتبر وثبة قوية وخطوة إلى الأمام لإثراء الساحة الإعلامية المتعطشة للصحافة الاقتصادية، إذ أضحى هذا الملحق اليومي ينافس الصحف المتخصصة في المجال الاقتصادي، ويعد مرجعا وتفردا موثوقا للشؤون الاقتصادية والقطاع المصرفي في المملكة العربية السعودية، ويعتبر توعية اقتصادية شاملة ومتابعة موضوعية بحرفية فنية ومهنية عالية. وقفزة نوعية للإعلام الاقتصادي المحلي السعودي من حيث الخبر والتحقيق والتحليل، بل يوصف بأنه قفزة إعلامية اقتصادية في كل المجالات واكبت الطفرة الاقتصادية التي مرت بها المملكة، وأصبح القارئ متعطشاً ل(يفلّي) الملحق الاقتصادي من الغلاف إلى الغلاف يبحث عن الخبر الاقتصادي الذي أصبح بالنسبة له عصب الحياة بكل مفاصلها. ولنكون أوفياء لهذا الملحق المتميز لابد لنا أن نذكر أنه من خلال صفحاته ولدت هذه الزاوية من رحم هذا الملحق، وحصلت الأعمال الصحفية المنشورة فيه على عدة جوائز، كجائزة أفضل مقال اقتصادي من مهرجان دبي للتسوق وحصل عليها هذا العمود، وجائزة أفضل تحقيق اقتصادي من إدارة مهرجان دبي للتسوق وحصل عليها الزميل بادي البدراني، أيضاً من خلال هذا الملحق الاقتصادي المتخصص الذي نتمنى له ومن القائمين عليه المزيد من التوسع وزيادة عدد الصفحات لمنحه مساحات أكبر، حيث اننا في مكتب دبي الإقليمي نعاني من عدم وجود المساحة الكافية لنشر أخبارنا الاقتصادية، ونطالب الزملاء بمزيد من المثابرة والجهد لأن مستوى طموح إدارة الجريدة والقائمين عليها يتعدى هذا المحتوى بكثير، متمنين أن يستمر هذا الإصدار ليواكب التطور والنهضة الاقتصادية التي تعيشها بلادنا. * المدير الإقليمي لمكتب دبي