الحدائق العامة والمتنزهات هي عناوين حضارية لأي مدينة في هذا العالم، وهي حق مشروع للمواطن والمقيم يجد فيها متنفساً يومياً له؛ ومكاناً يمكن أن يجد فيه راحته وراحة أطفاله وأسرته وينعتق من سأم وملل الجدران الصامتة.. ولكن في جدة يكون الوضع غير ذلك!. لم يقتصر إهمال أمانة جدة فقط على تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي فحسب، بل إن السائح والمتنزه بمحافظة جدة يتبادر إلى ذهنه العديد من علامات الاستفهام عند زيارته للحدائق والمتنزهات خاصة الواقعة في جنوبجدة، ويسأل نفسه هل أنا فعلاً بمدينة جدة؟، أم أعيش في مدينة ريفية، وذلك لما يراه من إهمال واضح ابتداء بالشوارع الممتلئة بالحفر وانتهاء بمتنزهات تفتقر لأبسط المقومات. "الرياض" التقت بعدد من زوار أحد المتنزهات بجدة متوسطا ثلاثة شوراع شرق دوار النورس بشارع الكورنيش، حيث قال المواطن بكر جمال: لا أدري ماهي مسؤوليات أمانة جدة؟، فإذا نظرنا للشوارع فحدث ولا حرج، فلا يوجد شارع من شوارع جدة إلا وهو مليء بالحفر، وإذا نظرنا للتصريف مياه الأمطار وجدنا في كل حي مستنقعا ولايخفى على الجميع الأرواح التي ذهبت ضحية انعدام تصريف مياه السيول، وإذا تحدثنا عن الصرف الصحي فقد اصبحت بحيرة المسك مصدر قلق ورعب لسكان جدة كلما هطلت قطرة مطر خفنا من فيضانها؛ وإذا تحدثنا عن المتنزهات فنحن الآن في متنزه يقع وسط أرقى الأحياء بشمال جدة ومن المفترض أن يكون لائقاً بالحي الذي يقع فيه، ولكنه مع الأسف يفتقر لأبسط المقومات فلا توجد حوله حواجز حديدية لحماية أرواح الأطفال الأبرياء من الشوارع التي تحيط به من ثلاث جهات، وكذلك لا يوجد به دورات للمياه وهو ليس المتنزه الوحيد الذي يفتقر لهذه المقومات، بل كل متنزهات شمال جدة بنفس التصميم والطريقة، وربما تنتظر الأمانة حدوث كارثة لكي تتحرك فلو اتجه طفل تجاه الشارع لن يجد مايرده عن الموت، وكذلك لو انحرفت مركبة عن مسارها ستدخل بكل سهولة إلى قلب المتنزه لتقف لتتدوس بعجلاتها عشرات الأبرياء. ويقول المواطن عبدالله الدغريري إنه في كل مدن المملكة التي زرناها نجد الحدائق مسورة بالحديد وبها دورات للمياه ولها صيانة مستمرة من قبل أمانات تلك المناطق لكن عندما نزور جدة نلاحظ عدم الاهتمام بالحدائق والمتنزهات، وربما لكون جدة يوجد بها متنفس آخر وهوالكورنيش؛ ولكن حتى الكورنيش يفتقر لدورات المياه ويفتقر للنظافة. ويشير المواطن فيصل مقبول إلى أن ما يلفت الانتباه هو وجود مولدات للكهرباء بدون سواتر ولاحواجز سوى صناديق تلك المولدات، علماً أن مثل هذه المولدات نراها دائما داخل الأحياء محاطة بحواجز خرسانية وحديدية ومقفلة لكي لايتمكن الأطفال من الوصول إليها، وكذلك وجود العديد من البسطات المخالفة لبيع الحلوى والبطاطس والعصائر يشرف عليها بعض "النساء الإفريقيات" بدون رقيب ولا حسيب.