خسر الاتحاد على أرضه وبين جماهيره من النصر وبمستوى فني سيء زاده سوءاً الحالة اللا أخلاقية التي ظهرت بشكل جلي على أداء لاعبيه وتحديداً في الدقائق الأخيرة من المباراة. تلك الخسارة لم تكن مستغربة فمن جهة كان النصر في الموعد وقدم مهر الفوز كاملاً اداء وانضباطاً فالفريق كان في أوج عطائه فنياً ولياقياً، ومن الجهة الأخرى كان لاعبو الاتحاد بعيدين جداً عن الأداء المعهود عنهم؛ تلك الملاحظة على الفريق الاتحادي لم تكن وليدة اليوم بل لاحت إرهاصاتها في الأفق منذ خسارة الفريق في نهائي دوري ابطال آسيا؛ فعلى ضوء المباريات التي لعبها الاتحاد في البطولة الآسيوية والاداء القوي والمميز في الادوار النهائية اتضح أن القائمين على الفريق فنياً زادوا وبشكل ملحوظ من الجرعات اللياقية وكان هدفهم قريباً جداً إذ تركز على تحقيق البطولة الآسيوية كهدف رئيسي بغض النظر عن ما سيحدث للفريق محلياً بعد تلك البطولة، ولكن الرياح جرت بما لا يشتهي الطاقم الفني فلا طال الاتحاديون عنب الشام ولا بلح اليمن، إذ تواصل الانهيار المتوقع بعد البطولة الآسيوية وتلقى "العميد" من الاتفاق أولى خسائره في دوري زين الذي كان يتصدره بجدارة، ولم يكد يفيق من المفاجئة حتى تلقى الخسارة الأخرى من الشباب وبعدها جاءت الخسارة الثالثة والقاصمة من الهلال وبخماسية نظيفة ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل وخسر في عقر داره قبل أيام من النصر وبمستوى متهالك لا يوحي بأن هذا الفريق هو حامل اللقب. الهبوط الحاد أعاده كثيرون إلى العامل النفسي وانهيار معنويات اللاعبين وتناسوا العامل اللياقي، وما يخفى على هؤلاء وغيرهم ولا يعلمه غير المتخصصين في علم التدريب واللياقة البدنية أن زيادة الأحمال التدريبية في وقت باكر من الموسم الكروي يؤثر عضلياً وذهنياً على أداء اللاعب وبالتالي بدلاً من أن يزيد المخزون اللياقي ينهار فجأة وتضعف لياقة اللاعب ويصيبه الوهن فيؤدي بتثاقل حتى يظن من يشاهده بأنه لا يريد اللعب فهو يجري وكأنه محمل بأثقال ذات وزن كبير. وما يخفى على الكثير من المتابعين لكرة القدم أنه ينبغي أن يصل معدل ضربات القلب للاعبي الدوري الممتاز من "171 إلى 185" ض/د. وهي تمثل الشدة القصوى في المباريات، في حين يصل المعدل في التدريبات من "151 إلى 160 " ض/د، وهي تمثل نسبة 87 - 88 % من الشدة القصوى، وهناك معادلة تستخدم في كرة القدم وهي: الشدة النسبية = فترة تنفيذ التمرين * الشدة النسبية لكل تمرين مجموع فترة تنفيذ التدريب ومتى زادت النسبة عن ذلك المعدل يتعرض الفريق إلى إنهيار لياقي حاد وهو ما حدث من وجهة نظري للفريق الاتحادي في هذا الموسم، ولا أقلل بالطبع من تأثير الخسارة الآسيوية والمشاكل الادارية التي يمر بها الفريق في هذه الأيام ولكن أعطي السببين الثاني والثالث نسبة قليلة جداً قياساً على نسبة السبب الأول فيما تعرض له الاتحاد. ولو عدنا إلى حالات الطرد التي تعرض لها أكثر من لاعب في الفريق في لقائيه أمام الشباب والنصر لتأكد لنا ذلك لأن علم النفس الرياضي يؤكد أن حالات الخشونة المتعمدة يقدم عليها اللاعب متى كان عاجزاً عن إيقاف خصمه بالطرق المشروعة والعجز إما أن يكون لتفوق الخصم مهارياً ولياقياً أو عكس ذلك. ولاعبو الاتحاد نجوم دوليون ومشاهير والكل يجمع على مهارتهم وعلو كعبهم فأين ذهب كل ذلك لحظة إقدامهم على فعل الخشونة المتعمدة؟ الجواب يؤكد من جهة أخرى أن ما تعرض له الفريق الاتحادي هو باختصار انهيار حاد في مستوى اللياقة البدنية.