مدخل للشاعر القدير محمد سعيد الذويبي: الشعر وزن وقوافي والمكسر ما يقال لا تحسبن الشعر شاهي ومكسرات الشعر علم وخبر بين الحقيقة والخيال منبراً ما يعتلي في قمته غير الثقات لكل شاعر فلسفة يؤمن بها وقناعة إما أن تقوده إلى الإبداع في بحور الشعر والتألق في معانيه وأهدافه النبيلة خاصة عندما يعطي الشاعر هذه الموهبة أعلى درجات الاهتمام وبالشكل الصحيح المتقن التي تجعل الشاعر يكتب ويتألق ويبدع في شتى ضروب الشعر فلا يخلو شعره من الروح التي تجذب المستمع . أو تقوده هذه القناعة إلى عكس المسار فيخفق في كتاباته ويصبح يكتب بلا موهبة حليفه الفشل وعدم قبول الجمهور له حتى لو استطاع أن يتجاوز الوزن والطرق والقافية ببعض الكلمات الرنانة ، فالشعر ليس بالأمر الهين أو المتاح لشخص دون موهبة ، ومع الأسف الشديد فقد اختلط الغث بالسمين . . ومثل هذه الأمور يؤسف على حال الشعر في هذا الزمان ، وقد عبر عن مثل هذه الأحوال الشاعر القدير غازي بن عون العتيبي بقوله : بحر الشعر من كثر جزره ومده في ساحته تساوو البيض والسود ولا عاد لي في الشعر شوق وموده من يوم جا في نقص ما هوب في زود وقد قيل إن الشعراء في الزمان أربعة : شاعر يجري ولا يجرى معه ، وشاعر يخوض وسط المعمعة ، وشاعر لا تشتهي أن تسمعه ، وشاعر لا تستحي أن تصفعه .. إذن الحذر الحذر يا شعراء ، وفي اعتقادي واعتقاد الكثير من الشعراء الذين يؤمنون بأن الشعر سبك وحبك وأن الموهبة أساس الإبداع أطالب عبر منبر ( الخزامى ) من يكتب الشعر أن يعيد النظر ألف مرة فيما يقوله ويكتبه وأن يبتعد عن تلك المبررات غير المقبولة نهائياً مثل قولهم : هذه قصيدة ( كيبوردية ) !! أو ( مبعثرة ) !! أو كتبت بسرعة الخ ... وأذكر في هذا الصدد قول شاعر المحاورة فيصل الرياحي رحمه الله : ( الشعر .. هو الذي يقودني وخاصة عندما اعتلى أحد المراقيب في البراري فأنا من هواة الصحراء والشاعر بالذات عندما يعتلي الرجم أو المبدأ أو المرقاب وخاصة في فصل الربيع وعندما تخضر الأرض وتهطل الأمطار فهنا يحضر الشعر ويحلق بي في أجوائه من غير لا اعلم فهذه الأجواء تجعل الشاعر منقاداً خلف الشعر بينما الشاعر في بعض الأحيان يحاول أن يقود الشعر لكي يكتب بيتاً واحداً فلا يستطيع ذلك .. فالشعر لا ينقاد للشاعر بل الشاعر هو الذي ينقاد للشعر ) انتهى . لذا فإن الشاعر الموهوب هو الذي يعتلي درجات الجودة باختيار النصوص الشعرية الجيدة ، ويحرص كل الحرص على ذائقة الناس وملامسة أحاسيسهم ومعاناتهم فيكون شعره جميلاً فيه روح الإبداع ويتضمن المعاني السامية والعبارات الجميلة والأهداف الشريفة المتوافقة مع سماحة ديننا الإسلامي الحنيف ويصبح بعد توفيق الله ذلك الشاعر الذي يجري ولا يجرى معه .