يأمل الاتفاقيون ان تسهم عملية التعاقد مع اللاعبين الأجانب الثلاثة الرومانيين دوريل ستويكا، وكيرستيان دانيالا، والأمريكي وايت جيرميا، بالإضافة إلى إعادة استعارة لاعب الهلال سلطان البرقان في إحداث نقلة في الفريق الذي ظل يعاني كثيرا منذ انطلاقة الموسم الجاري إذ ظل يقبع في الصفوف الخلفية في دوري زين للمحترفين، فضلا عن خروجه من الدور التمهيدي لبطولة الأندية الخليجية، وكذلك فشلة في العبور لدور الثمانية لبطولة كأس الأمير فيصل بن فهد. وتبدو بوادر الانعطافة الاتفاقية ناحية الطريق الصحيح قد بدأت فعلاً من خلال المستوى والنتيجة اللتين حصدهما في مواجهته الأخيرة أمام الرائد والتي كسبها بثلاثة اهداف نظيفة بصم على أحد اهدافها الروماني كيرستيان عبر ضربة جزاء، وكان قبل هذه المباراة قد أذاق الفتح من نفس الكأس حينما هزمه بذات النتيجة. ويسعى الاتفاق حاليا للتعاقد مع لاعب أجنبي رابع ليحل بديلاً عن العماني خليفة عايل الذي فكت الإدارة الارتباط به بعد فشله في مهمته، والتي تعقدت بعد تعرضه للإصابة في مباراة منتخب بلاده الودية مع نظيره البرازيلي والتي غاب بسببها في مباريات عديدة ما ضاعف من خسارة التعاقد معه. وكان الاتفاق قد فاجأ أنصاره بمستويات متواضعة ونتائج مخيبة لم تتناسب وتاريخ نادي الاتفاق الذي يعد أحد صناع تاريخ كرة القدم في السعودية، فهو النادي الأول الذي يحقق بطولة دولية يوم ان ظفر ببطولة الأندية الخليجية في العام 1984 قبل ان يحقق بطولة العرب في ذات العام، ما أحدثت هزة عنيفة في النادي على غير صعيد، خصوصا وان الجميع كان يتطلع لموسم ناجح بعد حضور الفريق اللافت في دوري أبطال آسيا الأخيرة حينما قدم مستويات ونتائج لافتة في الدور الأول قبل ان يودع البطولة في دورها الثاني. تغيير معالم الفريق ولعبت أسباب كثيرة في تدهور نتائج الفريق، فبالإضافة إلى سوء الاستعداد قبيل انطلاقة الموسم جاء التعاقد مفاجئا مع المدرب البلغاري مالدينوف، وهو الذي لم ينجح في مهمته في الموسم الماضي حينما قاد الأهلي؛ رغم فوزه معه ببطولة الأندية الخليجية، فضلا عن التغييرات الكثيرة التي طالت جسد الفريق، إن على مستوى اللاعبين الأجانب أو المحليين، ما غير معالمه تماما، ولعل ما زاد الطين بلة الفشل مع المحترفين الأجانب، والذي أسفر عن هروب لاعبين هما الجزائري الحاج عيسى، والبنمي غارسياس، عدا عن المستويات المتواضعة والحضور المخيب للعماني خليفة عايل والمغربي يونس المنقاري. ورمت سوء النتائج التي بدأها الفريق مع المدرب ماليدنوف بظلالها عليه من جميع الجوانب إذ لم يحقق الفريق معه أي فوز في المباريات الأربع الأولى في الدوري لتضطر الإدارة لإشهار ورقة الإقالة في وجهه نهاية سبتمبر الماضي بعد الخسارة من الفتح الصاعد لدوري المحترفين بنتيجة 2- صفر، لتسند المهمة لمدرب فئة الشباب بالنادي المصري صابر عيد لحين التعاقد مع مدرب بديل، ولم يكن عيد أوفر حظاً من سلفه، حيث ظل الفريق غير قادر على عزف نغمة الفوز إذ تعرض معه لهزيمتين أخريين، ليأتي الإعلان عن التعاقد مع مدرب ستيوا بوخارست الروماني إيوان مارين الذي تسلم المهمة من عيد ليضعه حظه العاثر في مواجهة فرق الصدارة (الهلال والشباب والاتحاد) في أولى مبارياته الثلاث مع الفريق ليتعرض لخسارة ثقيلة من الشباب بنتيجة 1-4، ليلحق به الهلال بالخسارة الثانية بنتيجة صفر-2، وفيما كان أكثر المتفائلين في الاتفاق ينتظر الخسارة من الاتحاد، تأتي المفاجأة بفوز الفريق في ملعبه في الدمام بهدف نظيف ليحرز أولى فوز له في المسابقة بعد ثماني مباريات خاضها، لكن الفريق سرعان ما عاد لنتائجه السيئة إذ ظل يراوح بين التعادلات والخسائر رغم تحقيقه للفوز الثاني له على نجران بنتيجة 3-1. بداية الهروب ويقبع الاتفاق حالياً في المركز الثامن ب 16 نقطة وهو ما يعني أنه بدأ الهروب من شبح الهبوط الذي ظل يتهدده منذ بداية الدوري، ساعده على ذلك النتائج السيئة للرائد ونجران اللذين بات حبل السقوط للدرجة الاولى يلتف حول عنقهما. ويحسب لرئيس النادي عبدالعزيز الدوسري الذي يعتبره محبو قدرته على معالجة جراحات فريقه في وقت كثر نزيفها، بسبب الأخطاء القاتلة التي وقع فيها وإدارته في بداية الموسم والتي دفع الفريق ثمنها باهظا، وإن ينسى الاتفاقيون فلا يمكن لهم نسيان وقفات عضو شرف النادي هلال الطويرقي الذي لعب دورا كبيرا في إنقاذ ما يمكن إنقاذه إن بدعمه المادي أو المعنوي لاسيما عبر تعاقده مع لاعب الهلال سلطان البرقان. ويؤكد مهاجم الفريق صالح بشير أن الفريق قادر على السير بخطى حثيثة نحو تصحيح الأمور، مؤكدا بأن الهدف في الوقت الراهن هو البحث عن مركز متقدم يضمن للفريق اللعب في كأس خادم الحرمين الشريفين للاندية الابطال.. الوضع سيختلف ويقول: "نحن ندرك –جيداً- ان وجودنا في المراكز الأخيرة أمر لا يتناسب وسمعة نادينا؛ لكن ذلك لا يعني ان الفريق سيظل قابعاً في المؤخرة حتى آخر جولات الدوري، خصوصاً بعد ان تم تدعيم صفوف الفريق، ولذلك أتصور ان الوضع سيختلف تماماً في قادم المباريات". وينفي بشير عن لاعبي الفريق تهمة عدم تقدير قيمة اللعب لنادي بحجم الاتفاق، مشيراً إلى ان الظروف التي مرت على الفريق كانت أصعب من ان تحتمل. ويضيف: "فريقنا مر بمنعطفات صعبة، لو دخلها أي فريق لعاش نفس المأساة، فنحن لم نستفد من اللاعب الأجنبي طوال الدوري، على عكس الفرق الأخرى، عدا التغييرات التي طالت الأجهزة الإدارية والفنية، وكل ذلك بسبب عدم استقرار في أي فريق مهما كانت قوته". ولم تتسبب عاصفة النتائج السيئة في اقتلاع المدربين مالدينوف وصابر عيد، بل تسببت أيضا في تغيير جهازين إداريين، الأول حينما اعفي زكي الصالح وسلمان النمشان من منصبيهما على خلفية هروب البنمي جارسياس، ثم باستقالة سلمان حمدان وعبدالله المسند، بعد ان تم تعيين مدير الكرة الحالي محمد الدوسري الذي صار يعمل ضمن اللجنة الثلاثية التي يقودها رئيس النادي عبدالعزيز الدوسري ونائبه خليل الزياني والعضو الأكثر فاعلية في مجلس الإدارة عدنان المعيبد. بإنتظار الصحوة ويتطلع أنصار "فارس الدهناء ان يواصل الفريق صحوته ، ليكون قادراً على فرض نفسه بتهديد أقوى الفرق كما كان على الدوام، وتتجاوز طموحاتهم مجرد تعديل اوضاعه في الدوري، إذ تذهب نحو تسجيل حضور أقوى بالمنافسة على اللقب في كأس ولي العهد وكأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال في حال نجح في التأهل مع الأندية الثمانية التي تتشكل منها البطولة. ويؤكد عضو مجلس الإدارة عدنان المعيبد بأن حالة استنفار شديدة شهدها النادي بغية تصحيح أوضاع الفريق، مشيرا إلى ان الأزمة المالية ظلت تطل بوجهها القبيح بين حين وآخر؛ بيد أن الإدارة سعت لقهرها رغم الصعوبات التي عاشتها. ويشدد المعيبد على تفاؤله بالمرحلة المقبلة "بعد أن ينسجم اللاعبون الأجانب في تشكيلة الفريق وتظهر بصمتهم بشكل اوضح"، لافتا إلى أن الاتفاق تضرر من عدم استفادته من هذا العنصر الذي يصنع الفرق في أي فريق. وأضاف: "المرحلة المقبلة هي الأصعب في عمر الدوري، فهي مرحلة الحسم لكل الفرق، ونحن متفائلون بأن تكون هذه المرحلة مختلفة بالنسبة لنا".