نال الملازم أول نواف بن سعد محمد العبيد الشهادة مدافعاً عن دينه وعقيدته ووطنه ضحى بنفسه وجاد بروحه والجود بالروح أقصى غاية الجود لم تمض على خدمته العسكرية منذ تخرجه سوى سنتين فقط - رحمك الله يا نواف وأسكنك دار البررة والمرسلين والشهداء والصالحين - انتقل الشهيد نواف إلى الحياة الحقيقة الخالدة الأبدية السرمدية حياً يرزق ونرجو له ذلك، نعم إنها هي الحياة الدائمة السعيدة لمن كتب الله له الشهادة في سبيل الله عز وجل وليس هناك درجة أعظم من الشهادة في سبيل الله إلا درجة الأنبياء والمرسلين هنيئاً لك الشهادة يا نواف أعظم جائزة وأكبر وسام شرف في الدنيا والآخرة هي التي منّ عليها أعطاك الله العز والذكر الحسن والثناء الخالد والصيت الشهير في هذه الدنيا الفانية، نلت المجد والشرف والفخر بدفاعك عن دينك وعقيدتك ومليكك ووطنك نلت حسنة الدنيا وأملنا بالله عز وجل أن تعطى حسنة الآخرة. كل من عرفه شهد له بالسلوك الحسن والسيرة الحميدة ومكارم الأخلاق والمعاملة الراقية اجتمعت في نواف صفات كثيرة ومتعددة أولها طيب النفس وسمو الأخلاق وأعظمها وأكبرها هي بره بوالديه وأنعم بها من صفة وخلق التي ترجح جميع الأخلاق الفاضلة بعد تقوى الله عز وجل فهو منذ أن كان صغيراً هادئ الطبع مع توقد الذهن مطيعاً لأسرته وأهله لم تظهر شفاءه عليه الأطفال ولا عناد المراهقة ورفض أية توجيهات وإرشادات تنبع من أبيه أو أمه وبالذات إبان مراهقته التي يكون فيها الشاب حينها يبلغ مبلغ الرجال معتقداً أن له الاستقلالية في الشخصية وبروز الذات وهذا من حق أي شاب ولكنه لا يزهد في نصيحة من هو أكبر منه وبالأخص أقرب الناس إليه وهم الوالدان وهكذا كان البطل الشجاع نواف رحمه الله أقرب إخوانه إلى أبيه وأمه خافضاً لهما جناح الذل من الرحمة لم يسمع أو يرى منه أبواه شيئاً يهز مشاعرهما أو يكسر فؤادهما بل شاهد كل مكرمة ونبل وبر وصلة وهذه هي شهادة أبويه في حياته وبعد مماته هنيئاً لك مرة أخرى يا نواف فقد حدث شرف الدنيا وعز الآخرة إن شاء الله عز وجل كفن في ملابسك العسكرية وجراحك تنزف لتكون شاهدة لك يم القيامة مع الشهداء. والجدير بالذكر كما أخبرني الأخ منصور بن عبدالله العبيد وهو زوج عمة نواف أن الملازم نواف هو الذي طلب من رؤسائه أن يشارك مع زملائه في الدفاع عن بلاده ولم يكلف بهذا في أول الأمر بل ألح في هذا رحمه الله ولما رأى رؤساؤه رغبته الشديدة كلفوه ففرح بهذا التكليف فرحاً عظيماً وكتم الخبر عن أبيه وأمه خوفاً من أن يقلقا عليه وكأنه على موعد مع الشهادة وكان رحمه الله قد تصدى مع زملائه لعدة هجمات عند الحدود وقد أثبت شجاعته وإقدامه وبسالته في هذا التصدي مع زملائه الأبطال وفي هذه المرة الأخيرة أصيب بقذيفة وفاضت روحه، إن الوطن يفخر بنواف وأمثال نواف ممن دافعوا عن عقيدتهم ودينهم ووطنهم فهنيئاً للوطن بهم وسوف تبقى ذاكرة الوطن في هؤلاء الشهداء باقية ومنقوشة في سجل الشرف السعودي وما أكثر الأسماء في هذا السجل الخالد ونواف ها هو اسمه قد دونه في هذا السجل الكريم وفي جنة الفردوس يا نواف وزملاءك البررة الشجعان البواسل.