تمتلئ أدراج الصيدلية المنزلية بعلب الأدوية التي تصرفها لنا المستشفيات والعيادات الخاصة، وتختلف كيفية طباعة الوصفة العلاجية الموجودة على ملصقات هذه العلب حسب حجم خطها واللغة المكتوبة بها، مما يؤثر سلبا أو إيجابا على سهولة قراءة هذه الملصقات. فكثير من الأخطاء الطبية الناجمة عن سوء استخدام الأدوية الموصوفة للمرضى ولاسيما في المجتمعات التي ترتفع فيها نسبة الأمية يرجع السبب فيها إلى خطأ المريض خلال قراءة كمية الجرعة المطلوبة. مما يقودنا إلى التساؤل التالي، كيف يقرأ المريض المعلومات الموجودة على ملصق الوصفة العلاجية؟ لاختبار ذلك قمنا بالاستعانة بجهاز لتعقب حركة العين لتصوير المناطق المهمة في الملصقات العلاجية. وأخذ عينة من بعض الأدوية المصروفة من أحد أكبر مستشفيين حكوميين في مدينة الرياض وعرضهم على المرضى لقراءتها. توضح الصور 1 و2 خرائط تتبع حركة العين لنتائج قراءة المرضى للملصقات الدوائية. ويتضح من الصورتين أن منطقة تعليمات كيفية تناول الدواء -وهي المنطقة ذات الأهمية (Area of Interest) في اختبارنا -، في بداية فحص المريض لها كان تركيزه منحصر في المنطقة إما فوق أو تحت تعليمات الجرعة. وهذا يشير إلى أن المنطقة التي كتب فيها تعليمات تناول الدواء فشلت في جذب اهتمام المرضى في أول إطلاع على الوصفة. بينما نجد أنه بمجرد ما يميز المريض منطقة التعليمات سيكون تركيزه أكثر حدة مما كانت عليه في مناطق أخرى، مما يوحي بأن المريض كان يحاول قراءة النص العربي الذي يبدو أصغر حجما بالمقارنة مع الأحرف الانجليزية الموجودة. خريطة حركة العين لملصق مستشفى الملك فهد في المقابل، نجد أن النظرة التراكمية للمرضى (والموضحة في الخرائط الحرارية لصورة 3 و4) أظهرت أنه على الرغم من قدرة المرضى على تحديد جرعة الدواء كما هو مطلوب منهم، إلا أن هناك مناطق أخرى شدت انتباههم مثل شعار الدواء والتاريخ. وقد يرجع السبب في ذلك لعدم وضوح معلومات الوصفة الدوائية من حيث الحجم والمباعدة بين الأسطر. والسبب الآخر قد يرجع لعدم وضوح النص العربي عندما يضمن مع النص الإنجليزي، مما يعطي انطباعاً بأنه مدفون داخل النص الإنجليزي فيصبح جزءا لا يتجزأ منه. النتائج وفرت لنا تقنيات تعقب العين الأدلة الكافية المشيرة إلى الآثار المترتبة من تصميم ملصقات الدواء، والأدلة حول أهمية تنسيق النص واستخدام خطوط أكبر وترك مساحة كافية بين الأسطر لتحسين قدرة المرضى على قراءة الوصفة العلاجية بسهوله وفهمها. كما ينبغي القيام بدراسة أوسع لاختبار الملصقات التي توفرها مستشفياتنا لمرضهم والخروج بتوصيات لتحسين تصميم ملصقات الوصفات العلاجية في المستشفيات السعودية. الخريطة الحرارية لملصق مستشفى الملك خالد الجامعي الخريطة الحرارية لملصق مستشفى الملك فهد