اختتمت صباح أمس جلسات الندوة العالمية السابعة لدراسات تاريخ الجزيرة العربية "القرنين الثامن والتاسع الهجريين" والتي نظمتها كلية الآداب ممثلة في قسم التاريخ وبالتعاون مع كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود. واستهلت الجلسة السادسة التي رأسها د. عبدالله العسكر بورقة للدكتور احمد الزيلعي وعنوانها "مع الملك الاشرف الرسولي ( اسماعيل بن عباس ) في احتفالاته بتطهير أبنائه عام 794 م " قال فيها إن الختان عادة معروفة عند المسلمين منذ القدم وتعتبر فاصلاً بين الطفولة والرجولة . وأضاف الزيلعي أن مناسبة الختان ترافقها احتفالات كبيرة جدا وقد شهدت مناسبة ختان أولاد السلطان الملك الاشرف احتفالات كبرى قدم فيها الاستعراضات وأصناف الطعام والعطور والهدايا بمختلف أنواعها وأشكالها . بعد ذلك قدم الدكتور مصطفى رمضان ورقة عمل بعنوان "أوضاع جدة وطريق الحج المصري في أواخر العصر المملوكي " قال فيها انه عندما تكون الدولة قوية يكون طريق الحج آمناً وفي حال ضعفت فإن طرق الحج تصاب بالضعف ويكثر الهجوم عليها . وأضاف رمضان أن العصر المملوكي شهد اهتمام سلاطين مصر بحماية الحرمين من خلال تأمين سبل الحج والعناية بثغر جدة لأهميته وإقامة الآبار وتكليف القبائل البدو بحراسة طريق الحج. عقب ذلك ألقى د. محمد أمين ورقة بعنوان "دور الحج والوقف في تمتين الصلات بين المغرب الأقصى والحجاز " ركز فيها على دور الحج في التواصل الروحي والعلمي والتبادل التجاري مع الحرمين فقد كان الحج المغربي في تلك الفترة يسجل مشاهدات كثيرة عكست تلاحم وتراحم المسلمين فيما بينهم حيث كانت رحلة الحج تمتد على مدى شهور وأسابيع وكان يتخللها محطات كثيرة إضافة إلى البيع والشراء وريع هذا البيع يساعد الحاج على مصاريف رحلته . من جانبه قال الدكتور سامي البياضي في ورقته بعنوان "درب الحج المصري وعمائره في ضوء منازل ابن العطار " إن ابن العطار قسم درب الحج المصري في المسافة بين بركة الحاج في شمال شرق القاهرة حتى الوصول الى مكةالمكرمة الى أربعة ارباع . وأضاف البياضي أن المنشآت التي ذكرها ابن العطار هي متنوعة كأعلام الطريق والمناور والآبار والمصانع وأحواض سقي الدواب . بعد ذلك عقدت الجلسة الختامية برئاسة الدكتور عبدالله الزيدان رئيس اللجنة التحضيرية والدكتور عبدالعزيز الغزي نائب رئيس اللجنة التحضيرية والدكتور عبدالله العبد الجبار رئيس اللجنة الإعلامية والدكتور عبدالرحمن شجاع ممثل المشاركين في الخارج والدكتور ابراهيم المزيني مقرر لجنة التوصيات وممثل الجامعات السعودية وفي بدايتها وجهت اللجنة التحضيرية برقيات شكر إلى خادم الحرمين الشريفين وإلى سمو ولي العهد الأمين والى سمو النائب الثاني وإلى راعي الندوة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض . عقب ذلك طرحت عدد من التوصيات منها المطالبة بإيجاد قاعدة تحفظ جميع الدراسات وأوراق العمل . كما طالب احد الباحثين بتوحيد المنهج العلمي في دراسة التاريخ والآثار وإعادة تقويم التاريخ في ضوء المصادر المختلفة . واقترح احد الباحثين إنشاء مركز خاص لدراسة تاريخ وحضارة شبة الجزيرة العربية. والمطالبة بإنشاء قاعدة بيانات ومعلومات عن الباحثين والمهتمين بالفترة التي تتناولها الندوة وحثهم على المشاركة . وستكون الندوة القادمة مقتصرة على القرن العاشر الهجري وذلك لثراه بالأحداث. وفي نهاية الجلسة قدم الدكتور عبدالله العبدالجبار شكره وتقديره إلى جريدة الرياض وذلك نظير الجهود الكبيرة التي قامت بها خلال فعاليات الندوة .