استوقفني عنوان لمقال جاذب وأنا أتصفح كعادتي في كل يوم صحيفة «الرياض» الغراء في عددها رقم 15163 الصادر يوم الثلاثاء 12 المحرم 1431ه (الموافق 26 ديسمبر 2009م) في الصفحة السادسة في قسم الشؤون الدولية والمقال بقلم سعادة الأستاذ علي حسين الشاطر رئيس تحرير صحيفة 26 سبتمبر اليمنية وعنوانه «حقيقة الحوثية وجذورها الفكرية والسياسية والمذهبية» الجزء (1).. والمقال هو أقرب إلى التأصيل حيث استعرض نشاط المذهب وتطوره عبر السنين. وما أود ان أعقب عليه هو ان الكاتب وفقه الله أشار إلى ان مؤسس المذهب الزيدي في اليمن سنة 245ه ، هو يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي، وليته توقف عن هذا الحد ولكنه زاد بأنه قدم إلى صعدة من الرس التابعة إدارياً لمنطقة القصيم.. وهنا موضوع التعليق فالكاتب ظن ان لقب الرسي يعني أنه عاش في الرس وقدم منها وهو أمر يجانب الصواب لأسباب عدة أورد منها على سبيل المثال ما يلي: 1- ان اللقب قد لا يكون الرسي ولكن المرسي كما ورد في الصفحة 258ه في الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة الطبعة الأولى 1409ه/1988م، ولعل في الرجوع إلى مصادر الموسوعة المتعددة ما يجلي الغموض بالرغم من ان ابن خلدون أورد الرسي وهو ما تواترت على ذكره المصادر. 2- ورد في الجزء الأول من القسم الرابع من تاريخ ابن خلدون في الصفحة 455 ان القاسم جد يحيى بن الحسين عاش في السند ولذا يرجح مولد يحيى هناك وقد يكون لقب الرسي لحق به لسبب الانتقال إلى حدود اذربيجان حيث هناك منطقة على الحدود تدعى الرس وهو أقرب من الرس (القرية الثمودية) أو الرس (التي في منطقة القصيم). 3- ان الرس حتى عام 975ه كانت عبارة عن مورد ماء لبني منقذ من بني أسد ثم لآل صقيه من تميم تتوافد عليها القبائل ثم ترحل وكثر ذكر واديها في الشعر العربي القديم قبل الإسلام وخاصة شعر زهير ابن أبي سلمي، كما ورد في المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية (بلاد القصيم) القسم الثالث من صفحة 1024 حتى نهاية صفحة 1043. 4- ورد في الموسوعة العربية الميسرة الطبعة الأولى 1965م ان يحيى بن الحسين بن القاسم كان يقيم بجبل الرس قرب المدينةالمنورة بالحجاز وخرج إلى اليمن بدعوة من اتباع المذهب فلبى الدعوة ثم رجع إلى الحجاز ومكث أربعة أعوام ثم عاد إلى اليمن بصحبة أهله. ولم أجد جبلاً بهذا الاسم قرب المدينة ولا في أي مكان بالجزيرة العربية فيما وقع تحت يدي من مراجع، ولذا قد تكون الإقامة قرب المدينةالمنورة. 5- لم أجد فيما اطلعت عليه من مراجع عن مدينة الرس بحكم أنني أحد أبنائها ما يفيد بارتحال أي من الهاشميين إلى هناك في أي حقبة واجزم بأنني اطلعت على جميع المصادر المكتوبة المتاحة ولو كان الإمام الهادي (يحيى بن الحسين القاسم) عاش هناك لأشتهر أمره فآل هاشم ليسوا نكرات لأنهم يأتون على قائمة مشاهير المجتمع في كل الحقب والأزمنة وحتى كتابة هذه السطور لا أعتقد بل أجزم أنه لم يسكن مدينة الرس أي فرد من الهاشميين وقد لا أبالغ إذا قلت ولا أي فرد من قريش على وجه العموم. أرجو ان يجد الكاتب فيما ذكر ما يفيد لتصحيح المعلومة الخاصة بالمكان الذي قدم منه الإمام الهادي إلى اليمن وإذا اقتنع بما ذكرت فعله يلقى مساحة متاحة للنشر وان رغب في المزيد من المراجع فيشرفني التواصل معه خدمة للتاريخ ومشاركة في البحث عن الحقيقة.. والله من وراء القصد،،، * الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية بالرياض