في يوم الثلاثاء الموافق 1/11/1430ه انتقل على رحمة الله أحد أهل الفضل والجود والكرم والتواضع والخلق الكريم وهو الشيخ المحسن عبدالله بن الشيخ التقي إبراهيم سليمان بن ناصر الراشد رحمه الله وغفر له وجعل جنة الخلد مأواه ووسع له في قبره وجعله روضة من رياض الجنة مثل ما وسع وأعطى للناس وفرج عن المحتاجين من ذويه ومن غيرهم، فلقد كان الشيخ عبدالله بن ابراهيم رحمه الله علماً من أعلام الجود والعطاء والإحسان ونفس زكية جمعت مكارم الأخلاق وعفة اللسان وحسن الخلق متبعاً بذلك تعاليم الدين السمح ومثابراً على طاعة الله سبحانه ومتبعاً سنة رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع شؤون حياته الحافلة بالأعمال الصالحة ولاغرو في ذلك وهو من تربي على يدي والده الشيخ القاضي ابراهيم بن سليمان رحمه الله فوالده ذلك الشيخ العالم العابد الذي ولاه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله القضاء في عدة مدن بالمملكة آنذاك ومنها قضاء الرياض مرتين عام 1355ه ثم عام 1364ه وآخره قضاء وادي الدواسر آخر عام 1369ه وذلك عند انتقال والدي الشيخ سعد بن محمد بن فيصل المبارك من قضاء الوادي إلى قضاء قرية العليا بالمنطقة الشرقية فقد اجتمعا في وادي الدواسر عند قدوم الشيخ إبراهيم لتولى القضاء هنالك حيث توفي الشيخ إبراهيم في وادي الدواسر عام 1372ه رحمهم الله جميعاً فليس مستغرباً على الشيخ عبدالله بن إبراهيم وهو ابن ذلك العالم أن يتحلى بتلك الصفات الحميدة والأخلاق الفاضلة مع حسن خلق وتواضع وسخاء جم وتلمس لأحوال المحتاجين المتعففين. فقد كان رحمه الله خير من عرف حسن التصرف بما آتاه الله من مال فتصرف به على خير وجه في طاعة الله فجعله وسيلة للخير لا هدفاً ومطمعاً فبارك الله له في ماله وتجارته وزاده نعيماً ورفعة في الدنيا والآخرة وكان من حرصه رحمه الله على أعمال البر والإحسان في كل مكان أعماله الخيرية الكثيرة في بلده حريملاء. أما تلمس أحوال المحتاجين والمعوزين فحدث ولاحرج فكم سيتذكره من بيت وأسرة اعتادت على عطاء يديه الحانية وكم من معسر يسر له وكم من محتاج مكروب فرج كربته كل ذلك بلا من ولا أذى بل بخفية واستحياء وبكل سعادة وسرور فهو كما قال الشاعر: تراه إذا جئته متهللاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله هو البحر من أي الجهات أتيته فلجته المعروف والجود ساحله فعظم الله أجرنا وأجركم وأحسن عزائنا جميعاً وأخص بالعزاء أخاه وأبناءه البررة وجميع آله وكافة آل راشد الكرام. وأسأل الله سبحانه أن يرحم الشيخ عبدالله بن إبراهيم ويغفر له ويجزيه عن جميع ما قدم من عمال البر والصلة والإحسان خير الجزاء ويدخله الجنة مع الأبرار كما قال تعالى: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية* فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) سورة الفجر.