شاشات التلفاز والنت وغيرها من وسائل الاتصال كشفت عن محاسن ومساوئ كلا الجنسين للآخر، فالصفة التي كان يرتضيها الرجل من المرأة أو العكس لا يقبلها اليوم، لأنها موجودة وليست ضربا من الخيال سواء الجمال الشكلي أو الروحي، وهذا ليس بالإشكالية ولكن المشكلة كيف تجيدها الزوجة، وكيف تتعلمها ومن ثم تتقنها، هذا إذا افترضنا وجود صراحة مقننة بين الزوجين، ولكن الواقع عكس ذلك ففي الغالب ما يلجأ الرجل للصمت عندما يرى شخصية "نسائية مميزة" من وجهة نظره، والتميز هنا يختلف إذا استبعدنا الجمال الشكلي وهو الطاغي الى الصفات الشخصية الاخرى منها على سبيل المثال اجادة الحوار، حيث نجد الجمال يزيد عمقا، وهذا لا يمكن إنكاره، ومن هنا طرحت "الرياض" هذا الاستفسار على السيدات، كيف تتعاملين مع إعجاب زوجك بأخرى؟، ولا اخفي على القارئ الانزعاج الذي قرأته في عيون السيدات، والغضب الذي دفع أخريات لرفض المشاركة في التحقيق رغم انني وجهته إلى فئة متعلمة واليكم ردودهن. امتدحني أولاً في البداية قالت ليلي الرديني "معلمة" إن المستوى الثقافي والتعليمي للزوجين يحددان طريق الحوار الأسري، خاصة في إطلاق عبارات الإعجاب من الزوج لامرأة أخرى، وعلى الرجل تحديد النقاط التي يرى أنها لافتة في هذه المرأة، مشيرة إلى أن المديح للزوجة خطوة مهمة لتقبل النقاش في الصفات المحببة للزوج، حتى لا ينتهي النقاش بجرح مشاعر احد الزوجين. الإعجاب العفوي من جانبها أكدت لقاء شقير "مرشدة طلابية" أن الإعجاب العفوي أو كلمات التعليق على الشكل أو الشخصية شي مقبول، فهو لا يتعدى أبداً الرأي بشكل واضح وصريح والمشاركة في النقاش برحابة صدر. بينما ترى السيدة سارة القليص، أنه على الزوجين احترام كل منهما الآخر، وتقديم عبارات المحبة والاحترام وتقدير هذه العلاقة من جميع النواحي، فالعلاقة الزوجية حساسة والبحث عن ايجابيات الطرف الآخر بادرة مهمة، متسائلة: هل يستطيع الرجل ان يضع نفسه مكان الزوجة، ويتقبل اعجابها بآخر خاصة اذا كان من غير المحارم؟ وقالت: الغيرة شيء طبيعي وصفة محببة، فعلى الشخص المبتلى بذلك الامر "الاعجاب بما لا يملك" أن يخفي هذا الاعجاب، وعدم التصريح به او الاشارة اليه، مع التطرق للصفات الجميلة التي يرغب ان يراها في زوجته وتشجيعها عليها واقناعها على القدرة على التغير الى الافضل ومدى تأثير ذلك على حياته مع الطرف الآخر. وأشارت فاطمة المطيري "معلمة" إلى أن الحياة الزوجية حياة مشتركة قائمة على الود والثقة المتبادلة بين الزوجين وطبيعة العلاقة التى تسود، فاذا كانت العلاقة تتسم بالوضوح وقائمة على الحوار وفيها نوع من الصداقة فهناك مجال لمناقشة بعض المشاعر الانسانية ومنها الاعجاب ببعض الشخصيات العامة في المجتمع، سواء الزوجة او الزوج، فمن الممكن مناقشة جوانب الاعجاب بهذه الشخصيات واسبابها دون الخوف من تسلل شبح الغيرة والشك بينهما، اما اذا كانت العلاقة متذبذبة، وليس هناك حوار، او يكون الحوار عقيما وغير متكافئ حينها تظهر بوادر الشك والغيرة، فمن الافضل التكتم على هذه المشاعر وعدم إظهارها ومراعاة مشاعر الطرف الآخر سواء الزوج او الزوجة. الإعجاب طبيعي وقالت د. نوف العتيبي استاذ مساعد بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة الاميرة نورة بنت عبدالرحمن ان المرأة الرصينة تستثمر مثل هذه المواقف لتطوير ذاتها بجدية مع تجاهل مناقشتها مع زوجها، لأن الدخول في نقاشات الاعجاب بأخرى يثير المشكلات في الحياة الزوجية، لاسيما اذا كان الزوج من يحب لفت انتباه الزوجة واشعال فتيل الغيرة بداخلها، مشيرة إلى أنه اذا كان الهدف الاهانة والتقليل من القيمة فعلى الزوجة اتخاذ مبدأ المناقشة الهادئة، لأن الاحترام هو اساس بقاء العلاقة الزوجية واذا انعدم الاحترام انهارت اسس الحياة الزوجية. وعن أسوأ انواع الاعجاب أوضحت د. نوف أنه بالتأكيد الاعجاب بالشكل، حيث انه يثير غيرة الزوجة وضغينتها وحقدها على بنات جنسها، اما الاعجاب بالممثلات والمذيعات فهو من الامور الطبيعية ومن المفترض ان تتخذ الزوجة من هذه المواقف اساسا لمعرفة متطلبات زوجها الشكلية غير المعلنة، ومن المفترض ان تهتم بشكلها في جميع الاوقات وكل الظروف، وكذلك أن تكون كاملة الزينة للزوج وليس للحفلات والمناسبات فقط، مشيرة إلى أن أعمق أنواع الإعجاب في ذاكرة الرجل هو الجانب الفكري والثقافي، حيث أن الشكل لا يلبث ان يتغير، ولكن الفكر الثقافي يكون تأثيره أعمق، حيث انه يترجم نضج العقل والتفكير وهذا متطلب عميق عند أغلب الرجال، خاصة المثقفين، أما ذوو الثقافة المحدودة فيهتمون أولاً بالسلوك يليه الشكل ثم الفكر أخيراً.