الحوار الصحفي الذي أجرته صحيفة «الرياض» مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بعد تعيينه مستشاراً خاصاً لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز كشف جوانب مضيئة في السيرة الذاتية لسموه فهو صاحب التأهيل الجامعي في القانون والإدارة، وصاحب التجربة الثرية التي اكتسبها من خلال عمله في أهم إدارة في الدولة في هيئة الخبراء في مجلس الوزراء والتي ما يزال يعمل بها سموه مستشاراً غير متفرغ تلك الهيئة التي تمر عبرها جميع أنظمة الدولة التي تكسب العامل بها المعرفة القانونية المتميزة. لقد أثار الحوار الصحفي الكثير من القضايا التي تحتاج إلى وقفات وتأمل ولعل أبرز ما تمت الإشارة إليه حديث الأمير محمد عن والده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض والمدرسة التي تمتلئ بالكثير من الدرر التي تنتظر الباحث المدقق ليبرزها للأجيال ليتعلموا منها، ولعل أبرز هذه النقاط التي أشار إليها الأمير محمد في حواره الصحفي حديثه عن عناية الأمير سلمان بالوقت ودقته في ذلك حيث يبدأ عمله في ديوان الإمارة الساعة الثامنة صباحاً ولا ينصرف إلا بعد صلاة العصر وربما امتد به الوقت إلى المغرب ثم كيف أنه يظل مرتبطاً بعمله من خلال الاتصالات التي لا تتوقف ومتابعة القضايا التي لا تنتهي، وهي بلا شك إشارة مهمة لا بد من إبرازها لكثيرين من موظفي الدولة ممن يتضجرون من أعمالهم أو يقصّرون في المحافظة على ساعات عملهم، وهو درس مهم من رجل هو مضرب المثل والقدوة الإدارية النادرة والطراز والنموذج المثالي سلمان بن عبدالعزيز. كما تضمن الحوار الصحفي الإشارة إلى ثلاث نصائح ذهبية تلقاها الأمير محمد وإخوته من والدهم سلمان بن عبدالعزيز تتعلق الأولى بعدم قبول النقاش أو الجدال في القضايا المتعلقة بالدين، والثانية التحذير من الخطأ على الآخرين أو ظلمهم، والثالثة توجيه أبنائه إلى العناية التامة بدراستهم وتعليمهم، وهي وصايا العقلاء والحكماء في كل زمان ومكان ونصائح والد لم تلهه أعباء العمل وثقل المسؤولية عن العناية بأسرته ومتابعة قضاياهم صغيرة كانت أم كبيرة وهو صاحب العقل الكبير في تعامله مع المشكلات وما أكثرها. كما أوضح الحوار الصحفي عناية الأمير محمد بالعمل الخيري من خلال عمله في جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري واهتمامه بتطوير عملها وتوسيعه وديمومة نشاطه والبحث عن كل الوسائل التي تبقي جذوة هذا النشاط متقدة حتى بعد رحيل المؤسسين والعاملين فيها حالياً إلى الدار الآخرة، وهو طموح كبير من نفس تواقة للعمل الخيري معنية بتخفيف لأواء الحياة ومصاعبها على فئة ثقلت عليهم حياتهم وضاقت بهم أحوالهم، وهو امتثال للتوجيه النبوي (الساعي على حاجة اليتيم والمسكين كالمجاهد في سبيل الله) كما أنه مبادرة من صاحب نفس جبلت على الخير بأصالة ورجولة نزعه إليها عرق العم والخال. إن الطموح وعلو الهمة والتوثب للرقي في سلم النجاح لا يقاس بالأعمار فكم من النجاحات والإبداعات التي حققها أناس ما يزالون في ميعة الشباب ومقتبل العمر ولكنهم يملكون الهمم العالية والطموحات الكبيرة التي حققت لهم منجزات تاريخية دون أن يثنيهم من الحصول عليها والتفوق فيها حداثة السن أو تهيب الطريق. الذين يجلسون مع الأمير محمد بن سلمان يفارقونه وقد امتلأت نفوسهم بانطباع عن شخصية عظيمة تتوشح بالحكمة والنظرة الثاقبة والقلب العطوف والمحبة الفياضة والعلاقات الاجتماعية المتينة مع كل الناس ويتوقعون تفوقاً ونجاحاً ينتظره في قادم الأيام، ولمَ لا يكون كذلك وهو خريج مدرسة سلمان بن عبدالعزيز صاحب النظرة الثاقبة والتجربة الإدارية الثرية التي يستقي منها الكثيرون دروس المثابرة والعمل والتي تستحق أن تدرس وأن تقدم للأجيال حتى يتعلموا منها. هنيئاً لإمارة الرياض بمحمد بن سلمان الشاب المتدفق حيوية ونشاطاً، وهنيئاً لمحمد بن سلمان قربه من مدرسة سلمان بن عبدالعزيز العملية يتعلم منها دروس القيادة الحكيمة والرأي السديد ولين الجانب مع بسطاء الناس والعناية بقضاء حوائج المحتاجين.