لا تزال أيامنا حلوة يا صاحبي .. تصوّر .. نحن الذين نحلّيها .. نقلّبها بالملعقة .. ونذوّبها في ( المويه ) .. انظر حواليك .. وفتّح عينيك .. وتذكّر أنها محسوبة عليك .! منتهى العدل أن ( نختار ) .. ومنتهى العقل أن لا ( نحتار ) .! يااااالهذه الحيرة .. ما أكثر ما أخذته من سنيّ حياتنا .. وجعلتنا مثل ذلك الواقف على السلّم .. ( لا اللي فوق شافوه .. ولا اللي تحت سمعوه ) .! * * * أوحشتنا يا سعيد .. إنت فينك دي سنتنا خلّصت .. والكلام الحلو راح ؟! ويا ترى ( كل دا كان ليه ) يا عطية ؟! اسأل "عبدالوهاب" .. "عبدالوهاب" مات .. طيب اسأل "نجاة الصغيرة".. رحت وسألتها .. قفلت الباب في وجهي وقالت : ( أسألك الرحيلا ) .! وإيش سوّيت ياعطية ؟! حطة يدّك .. ( على مفرق درب الحبايب واقف مستني ) .! إنت بتشتغل في وظيفة حكومية يا عطية ؟ لا حكومية ولا أهلية .. بأشتغل عند مرتي .! وبتشتغل إيه ياعطية ؟ أطبّل لها.. وأغني لها .. تحب تضيف حاجة يا عطية ؟ لا .. ويا ترى بتغني لها إيه ؟! في الصباح ( يا حلو صبّح يا حلو طُلْ .. يا حلو صبّح نهارنا فلْ ) .. وفي المسا ؟ في المسا أغني لها ( يا سيدي مسّي علينا .. أو حتى لمّح بكلمة .. يعزْ زعلك علينا .. وتصبح الدنيا ظلمة ) .! دي شغلة حلوة كتيييييير يا عطية .. مستووووورة ..! مرتك اسمها ( مستورة ) ؟ لأ ياشيييييخ .. حالتنا مستورة .! يعني عايشين مع خالتكم مستورة .. حالتنا .. مو( خالتنا ) .. بالحاء .. بالحاء يا سعيد .! سامحني ، أنا آسف .. كان لازم أشيل ( النقطة ) .. هادا ماهو شغلك .. هادي مسائل عائلية .! بس برضه إنت صعبان عليّ يا عطية .! خليك في حالك .. خليك في حالك .! خلاص بكيفك .. الغاوي ينقّط بطاقيته .. على فكره .. فين طاقيتك يا عطية ؟ رفعت راسي عشان أشوف البرج اللي بنوه جنبنا ، طاحت الطاقية .! وليه ترفع راسك فوق ؟ عشان أشوف السحابة ( بيضه والا سوده ) .! خلاص .. اسمع كلامي ولا تطالع فوق ، عشان لا تطيح بكبرك في حفر البلدية .! الحمد لله إنها راحت وجات على الطاقية .. لو لحقت البلدية تنفذ الحفر اللي في الخطط الخمسية ، كان كفّتنا كلنا يا عطية .!! * * * هذا ، ولا يزال ( سعيد ) يعيد ويزيد ، ويشرح لصديقه مزايا النظر الى أسفل ، ويزوده بالنشرة الجوية .. وأشكال وألوان السحب الركامية .!أما عطية فقد ظل يحرث الشوارع بلا ( طاقية ) ، مرددا أغنية ( كلّ دا كان ليه ).!