يعتبر سرطان المبيض رابع الأورام السرطانية إصابة للمرأة بعد سرطان الثدي والقولون، وغالبا ما يطلق على سرطان المبيض اسم القاتل الصامت ذلك لأنه غالبا ما يشخص وبنسبة 70% في مراحله المتقدمة حيث يكون المرض قد انتقل من المبيض إلى الأعضاء المجاورة أو وصل للبطن أو الصدر. ولكن وبحمد الله فقد حملت العقود الثلاثة الأخيرة الكثير من التقدم الطبي والتي سمحت لنا بالتفوق في محاربة المرض وبالتالي ارتفاع نسبة الشفاء، ولو أنه حتى يومنا هذا لا تتوفر فحوص مؤكدة للإصابة بالمرض في مراحله المبكرة، حيث إن اكتشاف طرق مبكرة للتشخيص كانت ولا تزال تشكل تحدياً كبيراً للباحثين، مع وجود العديد من الدراسات التي أجريت في هذا المجال ولكن لم تكن دقيقة في مجال التشخيص. ومن أحدث الدراسات العالمية الواعدة والمبشرة دراسة تجرى حاليا في المملكة المتحدة البريطانية والتي بدأت عام 2001 م وشملت حتى يومنا هذا حوالي مائتي ألف امرأة بعد سن اليأس واعتمدت على استخدام تقنيتي الأشعة الصوتية (الايكو) للحوض بالإضافة إلى استخدام تحليل دموي لواسمة سرطانية يطلق عليها اسم ca 125 (هرمون دموي) وهذه الواسمة يرتفع تركيزها بشكل خاص في اغلب أورام المبيض الخبيثة ولكن في مراحل متقدمة من المرض حيث إنها وفي 50% من حالات المرض المبكرة تكون سلبية وهنا لابد من التنبيه بأن واسمة ال ca 125 ترتفع أيضا في بعض الحالات غير السرطانية كالتهاب الحوض وبطانة الرحم الهاجرة وأثناء الطمث الدوري أو الحمل. قسمت هذه الدراسة النساء المشمولة بالبحث إلى ثلاث مجموعات وتم مراقبة المجموعة الأولى وباستخدام الفحص التلفزيوني (أشعة الايكو) للحوض بينما روقبت المجموعة الثانية بالفحص السنوي بأشعة (الايكو) مع استخدام الواسمة الورمية ca 125، أما المجموعة الثالثة فلم يطبق عليها أي فحص بل تركت كمجموعة شاهد مقارنة. وقد بينت الدراسة أن المجموعة التي طبق عليها المراقبة السنوية بالايكو مع الواسمة ca 125 قد سجلت اكتشاف 34 حالة من 38 امرأة أصبن أثناء المراقبة بسرطان المبيض، وكن محظوظات في حين أن أغلبهن لم تكن تبدو عليهن أي أعراض وقد كشف المرض لديهن في مراحله المبكرة واستفدن من محاسن المعالجة المبكرة قبل انتشار المرض. انه من غير الواضح ما إذا كانت هذه النتائج قد تحد من نسبة الوفيات ولكنها تدل أن مزيداً من الوقت سيحقق طرق تشخيص أدق، علما بأن استخدام تقنية الاشعة (الايكو) مع الواسمة الورمية ca 125 عند بعض النسوة المعرضات للإصابة بالمرض خاصة أولئك اللاتي لديهن تاريخ إصابة في العائلة والتي ترفع نسبة الإصابة من 5-7%، قد تكون في وقتنا الحاضر من أهم الطرق التنبؤية بالمرض، هذا بالإضافة إلى إمكانية إجرائها في أغلب المستشفيات العامة وبتكلفة مادية بسيطة. لا بد من الذكر ختاما أن النساء اللواتي شخصن بسرطان المبيض في يومنا هذا لديهن فرصة شفاء أكبر بخمسة أضعاف من أولئك اللواتي شخصن قبل ثلاثين عاما بنفس المرض، وذلك يعود للتقدم العلمي الهائل في وسائل تشخيص المرض وطرق علاجه وما بعد العلاج، بالإضافة إلى الوعي المتزايد في المجتمع. * قسم أورام النساء